دول تسابق الزمن لإجلاء رعاياها من السودان

أميركا تجلي دبلوماسييها والمعارك مستعرة

دخان يتصاعد جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في السودان (رويترز)
دخان يتصاعد جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في السودان (رويترز)
TT

دول تسابق الزمن لإجلاء رعاياها من السودان

دخان يتصاعد جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في السودان (رويترز)
دخان يتصاعد جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في السودان (رويترز)

تسعى دول كثيرة لإجلاء رعاياها من السودان، الذي يشهد معارك مستعرة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، وسط أزمة إنسانية متنامية.
وأعلنت نقابة أطباء السودان، في وقت سابق، الأحد، ارتفاع ضحايا الاشتباكات إلى 264 وفاة بين المدنيين و1543 إصابة.
وأجْلَت الولايات المتحدة موظفي سفارتها من السودان، إلا أن عمليات إجلاء تخطط لها دول أخرى تواجه مشكلات في ظل استمرار المعارك.
وتبادل الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» الاتهامات بمهاجمة قافلة من الرعايا الفرنسيين، وقال الجانبان إن فرنسياً أصيب.
ولم تعلّق وزارة الخارجية الفرنسية، التي ذكرت أنها ستجلي دبلوماسيين ومواطنين، على تلك التقارير.
وأعلنت مصر أن أحد أفراد بعثتها في السودان أصيب بطلق ناري، دون إعلان مزيد من التفاصيل.
مقر السفارة الأميركية في الخرطوم (أ.ف.ب)

من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن واشنطن علّقت مؤقتاً أنشطة سفارتها في الخرطوم، لكنها ما زالت ملتزمة تجاه الشعب السوداني، مكرراً الدعوات لوقف إطلاق النار التي لم يستجب لها أحد حتى الآن، بما في ذلك هدنة لثلاثة أيام في عطلة عيد الفطر التي بدأت الجمعة.
وأضاف بايدن في بيان: «يجب على الطرفين المتحاربين وقف إطلاق النار فوراً ودون شروط، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واحترام إرادة الشعب السوداني».
وقال مسؤولون أميركيون إن القوات الخاصة التي تستخدم طائرات من بينها طائرات هليكوبتر من طراز «إم إتش-47 شينوك» دخلت العاصمة السودانية التي يجتاحها القتال، السبت، بعدما انطلقت من قاعدة أميركية في جيبوتي وقضت ساعة واحدة على الأرض لإجلاء أقل من 100 شخص.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي كريس ماير، إن الجيش قد يستخدم الطائرات المسيّرة أو صور الأقمار الصناعية لرصد التهديدات التي يتعرض لها الأميركيون الذين يسافرون على طرق برية للخروج من السودان أو وضع أصول بحرية في بورتسودان لمساعدة رعاياهم الذين يصلون إلى هناك.
السعودية أجْلت مواطنيها ورعايا 11 دولة من السودان (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق، أعلنت السعودية وصول 4 سفن تحمل 158 شخصاً من مواطنيها ورعايا 11 دولة أخرى جرى إجلاؤهم من السودان، حيث وصلوا إلى جدة قادمين من بورتسودان.
وتأتي عملية الإجلاء إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بمتابعة ورعاية مواطني المملكة في جمهورية السودان.
وأعلنت الخارجية السعودية عبر بيان، «وصول مواطني المملكة الذين جرى إجلاؤهم من السودان وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون، في عملية إجلاء نفذتها القوات البحرية الملكية السعودية بإسناد من مختلف أفرع القوات المسلحة».
وحثَّت مصر، التي لديها أكثر من 10 آلاف مواطن في السودان، رعاياها خارج الخرطوم على التوجه إلى قنصليتها في بورتسودان وإلى مكتب قنصلي في وادي حلفا على الحدود بين البلدين، تمهيداً لإجلائهم.
وشجَّعت الموجودين في الخرطوم على الاحتماء في أماكنهم وانتظار تحسُّن الوضع.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية إنها تعتزم إجلاء مواطنيها من السودان.
وأوردت الوزارة في بيان: «تَقرَّر في 23 أبريل (نيسان)، ضمان إعادة مواطنينا الموجودين في مناطق النزاع براً عبر المرور بدولة ثالثة»، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وبحسب الوزارة، فإن الإجلاء سيشمل أيضاً «رعايا دول ثالثة طلبوا المساعدة». ويعيش نحو 600 مواطن تركي في السودان.
وكان من المقرر إجلاء الأتراك من اثنين من أحياء الخرطوم وود مدني التي تبعد نحو 200 كلم جنوباً، صباح الأحد، لكن سفارة تركيا في الخرطوم أعلنت في تغريدة، تأجيل موعد الإجلاء في حي كافوري شمال الخرطوم «حتى إشعار آخر» بسبب انفجار وقع قرب مسجد مخصص موقعاً للتجمع.

استمرار عمليات إجلاء رعايا الدول الأجنبية من السودان (أ.ف.ب)

وفي السياق ذاته، أعلنت بغداد إجلاء 14 عراقياً من الخرطوم إلى موقع آمن في منطقة بورتسودان، وفقاً لتصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف.
وأضاف الصحاف: «نواصل جهودنا متعددة الأطراف لإجلاء الأعداد المتبقية. ونعمل باستجابة وطنية وننسق على مدار الساعة مع أبناء الجالية العراقية في الخرطوم».
وفي لبنان، حيث تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، ملف اللبنانيين في السودان، واطمأن منه على أن قافلة اللبنانيين الذين تم إجلاؤهم من هناك باتت بأمان خارج العاصمة الخرطوم.
ونظمت السفارة اللبنانية في السودان قافلة لإجلاء اللبنانيين وعددهم نحو 60 شخصاً إلى لبنان بحراً، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».
وأعطى رئيس الحكومة توجيهاته إلى الهيئة العليا للإغاثة لمتابعة هذا الملف، وتأمين عودة اللبنانيين إلى بيروت بعد مغادرتهم السودان بحراً.
من جانبه، قال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا، إن بلاده انضمت إلى الجهود الدولية المبذولة لإجلاء الرعايا من السودان.
وكتب هوكسترا عبر «تويتر»: «عملية جارية تقوم بها عدة دول لإجلاء الرعايا من السودان. وتشارك هولندا مع فريق من الأردن. وسيبذلون كل ما في وسعهم لإخراج الهولنديين من هناك سالمين في أسرع وقت ممكن».
ويشهد السودان، منذ 15 أبريل (نيسان)، اشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تبون: الجزائر لا يمكن افتراسها بـ«هاتشاغ»

الرئيس الجزائري مع رئيس وزرائه (على يمينه) ووزير الداخلية قبل انطلاق اجتماع الحكومة مع الولاية (الرئاسة)
الرئيس الجزائري مع رئيس وزرائه (على يمينه) ووزير الداخلية قبل انطلاق اجتماع الحكومة مع الولاية (الرئاسة)
TT

تبون: الجزائر لا يمكن افتراسها بـ«هاتشاغ»

الرئيس الجزائري مع رئيس وزرائه (على يمينه) ووزير الداخلية قبل انطلاق اجتماع الحكومة مع الولاية (الرئاسة)
الرئيس الجزائري مع رئيس وزرائه (على يمينه) ووزير الداخلية قبل انطلاق اجتماع الحكومة مع الولاية (الرئاسة)

رد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، على وسم انتشر في المنصات الرقمية، عنوانه «مانيش راضي» (لست راضياً) بالعامية الجزائرية، يحمل انتقادات للأوضاع العامة في البلاد، خصوصاً ما تعلق بحرية التعبير وارتفاع معدل البطالة، وتراجع القدرة الشرائية. وقال بلهجة صارمة: «سنحمي هذا البلد، الذي تسري في عروق شعبه دماء الشهداء، ولا يظُنّنَ أحد أن الجزائر يُمكن افتراسها بهاشتاغ».

وفهم من كلام تبون أن وسم «مانيش راضي»، شعار «أجنبي المنشأ»، «تم تدبيره من طرف قوى في الخارج لضرب الاستقرار في الجزائر، بنشر اليأس وسط أبنائها»، وهو ما يذكره الخطاب الرسمي في الفترة الحالية.

ورداً على هذا «الهاشتاغ» محل الانتقاد، نشر صحافيون ومؤثرون ورموز في المجتمع في الأيام الأخيرة شعاراً مضاداً سُمي «أنا مع بلادي»، عرف رواجاً كبيراً في وسائل الإعلام.