هجمات واعتداءات تشعل التوتر قبل انتخابات تركيا

مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو خلال زيارته ولاية أديامان المتضررة بالزلزال أول من أمس (أ.ف.ب)
مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو خلال زيارته ولاية أديامان المتضررة بالزلزال أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

هجمات واعتداءات تشعل التوتر قبل انتخابات تركيا

مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو خلال زيارته ولاية أديامان المتضررة بالزلزال أول من أمس (أ.ف.ب)
مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو خلال زيارته ولاية أديامان المتضررة بالزلزال أول من أمس (أ.ف.ب)

تتصاعد حدة التوتر في الشارع التركي مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي ستجرى في 14 مايو (أيار) المقبل.
وخيمت هجمات واعتداءات طالت مقرات فرعية لعدد من الأحزاب، فضلاً عن أعمال فردية تعرض لها على وجه الخصوص مرشح المعارضة للرئاسة رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، على أجواء المنافسات في الوقت الذي استغلت الأحزاب الاحتفال بعيد الفطر لتبعث برسالة للتهدئة عبر الزيارات المتبادلة للتهنئة بالعيد.
وشهدت زيارة كليتشدار أوغلو لولاية أديامان، إحدى 11 ولاية تركية ضربتها كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) الماضي، سلسلة تحرشات واعتداءات من قبل مجموعة أشخاص، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أزجور أوزال، إنها اعتدت على إحدى حافلات الحزب بالركلات والآلات الحادة، فضلاً عن إطلاق الشتائم البذيئة، أثناء مرور الحافلة أمام مكتب الاتصال الانتخابي لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
كما وقعت محاولتان للهجوم على كيلتشدار أوغلو في منطقة سامسات في أديامان، وهي معقل جماعة «المنزل» الدينية، إحدى الجماعات المنبثقة عن «حزب الله التركي»، الذي ينظر إليه كتنظيم إرهابي، التي أعلنت دعمها للرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية. كما تعقبت مجموعة من 6 أشخاص، كليتشدار أوغلو، أثناء زيارته مقبرة لضحايا الزلزال في أديامان ووضع الزهور عليها، صاح أحدهم: «أخرجوه من هنا إنه ليس رجل هذا المكان إنه لا يستطيع قراءة الفاتحة». وعلق كليتشدار على هذه الواقعة على «تويتر»، داعياً أنصاره إلى عدم الهجوم على هذا الشخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن هذا أمر طبيعي جداً في ظل الديمقراطية، وأنه يريد ترسيخ مبدأ التسامح واحتضان الجميع حتى من يخطئ في حقه شخصياً.
كما نقلت وسائل إعلام مستقلة في تركيا محاولة اعتداء من هذه المجموعة على حراس كيلتشدار أوغلو الشخصيين، كما تم إلغاء اجتماع كان مخططاً له مع شخصيات تنتمي لحزب «اليسار الأخضر» المؤيد للأكراد.
على الجانب الآخر، أطلق مجهول أعيرة نارية في الهواء أمام مكتب الاتصال الانتخابي لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في منطقة بهشلي إيفلار في إسطنبول، ليل الجمعة - السبت، جاء ذلك بعد يوم واحد من إطلاق مجهول رصاصات أصابت مقراً للحزب في بلدة تشكوروفا التابعة لولاية أضنة (جنوب تركيا)، ليل الخميس - الجمعة، كان قد تم إخلاؤه منذ فترة كإجراء احترازي بسبب الزلازل.
وعلق إردوغان على هذا الهجوم، في تصريحات الجمعة، قائلاً: «إننا لا نفعل مثلما يفعل بعض قادة الأحزاب الذين يلقون الاتهامات عندما تتعرض أحزابهم لمثل هذا النوع من الحوادث، ولا نستبق الأمر قبل التحقيقات».
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو، في مقابلة تلفزيونية، السبت، إن مثل هذه الحوادث تقع قبل الانتخابات، حتى الانتخابات المحلية، حتى الآن وقبل 22 يوماً من الانتخابات، وقع 69 حادثاً مماثلاً، ووزارة الداخلية تتعامل مع كل هذه الحوادث.
وانتقد صويلو، رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشينار، بسبب التصريحات التي أدلت بها عقب تعرض مقر حزبها في إسطنبول لإطلاق النار عليه، وعدّتها تهديداً لها من جانب إردوغان، مشيراً إلى أن السياسيين لا يجب أن يدلوا بتصريحات تزيد من التوتر في مثل هذه الحالات، ولا يجب أن يتحدثوا بلا دليل.
في المقابل، تبادلت الأحزاب السياسة الزيارات والتهنئة بعيد الفطر، حيث أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم عن زيارة وفد منه لأحزاب تحالف «الشعب» الذي يقوده الحزب، وهي «الحركة القومية» و«الوحدة الكبرى» و«الرفاه من جديد» و«الهدى بار» و«اليسار الديمقراطي»، إلى جانب حزبي «الشعب الجمهوري» و«الجيد».
كما أعلن حزب الشعب الجمهوري عن زيارة وفد منه إلى 18 حزباً سياسياً، بينها «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية»، وأحزاب تحالفات «الأمة»، الذي يقوده الحزب، و«العمل والحرية» و«أتا»، وكذلك «حزب الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».