المتاجر ترفع مستويات التأهب لتجهيزات العيد في السعودية

ازدهار حركة البيع في محال الذهب والحلويات والهدايا والملبوسات والمطاعم

حركة بيع موسمية نشطة على بعض القطاعات التجارية خلال عيد الفطر المبارك (الشرق الأوسط)
حركة بيع موسمية نشطة على بعض القطاعات التجارية خلال عيد الفطر المبارك (الشرق الأوسط)
TT

المتاجر ترفع مستويات التأهب لتجهيزات العيد في السعودية

حركة بيع موسمية نشطة على بعض القطاعات التجارية خلال عيد الفطر المبارك (الشرق الأوسط)
حركة بيع موسمية نشطة على بعض القطاعات التجارية خلال عيد الفطر المبارك (الشرق الأوسط)

شهدت محال الذهب والحلويات والهدايا والملبوسات في السعودية حركة مزدهرة خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، خلال استعدادهم للاحتفالات بعيد الفطر، فيما رفعت المتاجر من مستويات التأهب لديها، عبر تنوع المنتجات والموديلات الجديدة، وإطلاق الحملات التسويقية والإعلانية، وزيادة ساعات العمل حتى وصل بعضها للعمل 24 ساعة.
وسجلت غالبية المحلات التجارية انتعاشاً وحركة شرائية مرتفعة، ليس لها مثيل طيلة باقي أيام السنة، حيث تبدأ ذروتها في المساء وتمتد إلى ساعات الصباح الباكر، خصوصاً في الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الفطر.
وشهدت منطقة جازان في جنوب السعودية، انتعاشاً في الحركة الشرائية في أسواق الذهب والمجوهرات والملابس الجاهزة والكماليات وفي الأسواق الشعبية، وأقبل المتسوقون على شراء الهدايا من الذهب والمجوهرات لتقديمها للأقارب والأبناء والمعارف إلى جانب بدء موسم الأعراس، والاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والعائلية، وأشار عدد من أصحاب المحلات والمتاجر، إلى زيادة الإقبال على شراء الذهب خلال شهر رمضان خصوصاً في الأيام التي تسبق عيد الفطر، مبينين أن هذه الفترة من السنة، تُعد من أفضل المواسم التي تكثر فيها حركة البيع والشراء، وتشهد الأسواق ارتفاعاً واضحاً في أعداد المتسوقين.
وحسب استطلاع لوكالة «واس»، سجلت منطقة الباحة (جنوب المملكة)، إقبالاً كبيراً في محلات بيع الحلويات التي تعد من أبرز الأطباق التي تقدَّم في صباح يوم العيد، في مناسبات أهل المنطقة، بالإضافة إلى ازدهار الحركة الشرائية في محلات بيع الذهب والمعادن الثمينة، حيث أشار عيسى بن علي (أحد الباعة العاملين في محلات الذهب بالمنطقة) إلى ارتفاع عمليات بيع الذهب مع اقتراب العيد، والإقبال الذي تشهده السوق من المواطنين والمقيمين، مبيناً أن الجنسيات العربية والآسيوية يميلون إلى شراء الذهب من أسواق السعودية بسبب جودته، كما يفضلون اقتنائه قبل السفر لأوطانهم في إجازة العيد.
وفي غرب السعودية بمحافظة جدة (غرب السعودية)، شهدت الأسواق الشعبية المسماة «أسواق البلد»، حركة شرائية مرتفعة وكثافة من المتسوقين بشكل ملحوظ مع اقتراب دخول عيد الفطر، حيث يرى المتسوقون أن الأسواق الشعبية، توفر خيارات متنوعة، سواءً بالأسعار أو البضائع وبأسعار تنافسية عن المراكز والأسواق الكبرى، كما أسهمت العروض المنتشرة في منطقة البلد في جذب أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين، لشراء كماليات وملابس للعيد.
وتجذب محال الصاغة بأسواق جدة الشعبية عدداً كبيراً من أهالي المحافظة ومن زوارها، بأنواع الذهب وأحجامه المختلفة والحليّ والمجوهرات والإكسسوارات، فيما يتقن أصحاب الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، صناعة الخزفيات والتحف وبعض الهدايا التي تلقى رواجاً خصوصاً مع قرب عيد الفطر.
وحظيت أسواق منطقة نجران بتهافت كبير من المتسوقين على أسواق الملابس الجاهزة، والحلويات والمكسرات، والهدايا والكماليات، والعطور والبخور، والذهب والمجوهرات، إضافةً إلى محال الخياطة الرجالية والنسائية، حيث أشار المتسوق محمد اليامي إلى أن الحلويات والمكسرات تمثل رمزاً للسرور بالعيد، لافتاً إلى أن أبناء المنطقة يحرصون على جلب أجود وأطيب أنواع الحلويات، لإثبات الحفاوة بالضيوف والزائرين والمهنئين بالعيد والمبالغة في إكرامهم.
وتوشحت المتاجر والمراكز والأسواق والمحال التجارية في منطقة تبوك بالفرح وبالزينة التراثية التقليدية للترحيب بالمتسوقين، مع بدء العد التنازلي لحلول عيد الفطر، وباتت تشهد حراكاً تجارياً كبيراً مع قرب أيام العيد، خصوصاً محال المشالح والهدايا والحلويات والعطور والإكسسوارات، التي تشهد وفرة بالمعروض وانضباطاً بالأسعار، وإقبالاً كثيفاً من المتسوقين، كما حرص أهالي منطقة تبوك على اقتناء أجود أنواع العطور والبخور والعود ضمن التقاليد والموروثات المتأصلة في مثل هذه المناسبات، بتطييب وتبخير المنازل، احتفاءً بالزائرين المهنئين بالعيد من الضيوف والأقارب والجيران والأصدقاء.
من جانبها، شهدت الأسواق والمجمعات التجارية في مدن عرعر وحائل (شمال السعودية)، إقبالاً متزايداً لشراء احتياجاتهم من الملابس والمستلزمات الشخصية والهدايا وألعاب الأطفال وغيرها؛ استعداداً لاستقبال عيد الفطر والاحتفاء به مع الأهل والأصدقاء، وسط أجواء البهجة والفرح والسرور، حيث تزامن هذا الإقبال مع تكثيف الجهات ذات العلاقة المتمثلة في وزارة التجارة وأمانات المناطق حملاتها التفتيشية على المحال؛ للتأكد من تطبيق الإجراءات النظامية، بالإضافة إلى التحقق من توفير وسائل الدفع الإلكترونية، والتحقق من التزام منافذ البيع بأنظمة حماية المستهلك.
وسُجلت ذروة الحركة الشرائية في تلك المدن، قبيل ساعات الصباح الباكر من بعد صلاة الفجر، وسط تنافس في العروض والتخفيضات التي وضعتها هذه المحال لبعض الأصناف التي تدخل في كماليات الاستعداد للعيد، حيث سارعت تلك الأسواق والمراكز التجارية إلى توفير وتجهيز متطلبات متسوقيها من مختلف الأعمار من سلع الملابس بشتى أنواعها وأشكالها، إلى جانب أدوات التجميل والعطور والأحذية، وتوفير سلع الأثاث والأدوات المنزلية والكهربائية والسجاد وكل ما له علاقة بزينة المنزل، بالإضافة إلى محلات الحلويات التي توفر أنواعاً كثيرة ومختلفة من حلويات العيد بمختلف الأصناف والأسعار خلال الأيام التي تسبق عيد الفطر.


مقالات ذات صلة

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.