نيللي كريم لـ«الشرق الأوسط»: أتعمد تجسيد المرأة القوية بأعمالي

قالت إن «عملة نادرة» يؤكد أن العُرف أقوى من القانون في صعيد مصر

نيللي في لقطة من العمل  -  نيللي كريم تجسد دور سيدة صعيدية لأول مرة (حساب نيللي كريم على «فيسبوك»)
نيللي في لقطة من العمل - نيللي كريم تجسد دور سيدة صعيدية لأول مرة (حساب نيللي كريم على «فيسبوك»)
TT

نيللي كريم لـ«الشرق الأوسط»: أتعمد تجسيد المرأة القوية بأعمالي

نيللي في لقطة من العمل  -  نيللي كريم تجسد دور سيدة صعيدية لأول مرة (حساب نيللي كريم على «فيسبوك»)
نيللي في لقطة من العمل - نيللي كريم تجسد دور سيدة صعيدية لأول مرة (حساب نيللي كريم على «فيسبوك»)

تؤمن النجمة المصرية نيللي كريم بأن «النجاح لا يتحقق بالصدفة»، بل يكون نتيجة جهد كبير، مؤكدة أنها تبذل جهداً في العثور على أدوار مختلفة تجمع بين متعة الأداء، وإمتاع الجمهور، وفي الوقت نفسه، قوة المضمون، وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إنها تأمل في أن يتمكن مسلسل «عملة نادرة» من إحداث تغيير تجاه التقاليد التي تمنع من حصول المرأة على ميراثها في بعض القرى بصعيد مصر، لا سيما أن القانون موجود، لكن العرف والتقاليد تعد أقوى منه.
وقدمت نيللي كريم الدراما الصعيدية في موسم رمضان لأول مرة عبر شخصية (نادرة)، التي تخوض صراعاً شرساً للحصول على ميراثها وابنها، ولم يكن التحدي أمامها في الأداء باللهجة الصعيدية فقط، بل أيضاً بالقضية المهمة التي تطرحها، وأثار المسلسل اهتماماً من المجلس القومي للمرأة لطرحه مشكلة حقيقية تعاني منها نساء عديدات تحرم من حقوقها، كما شهدت مواقع التواصل إشادات بالعمل من قبل جمهور الصعيد ونسائه بشكل خاص.
وتروي نيللي الحكاية من البداية التي أثارت حماسها لعالم الصعيد (جنوب مصر) بقولها: «الاقتراح بدأ من المنتج جمال العدل والمخرج ماندو العدل اللذين اقترحا تقديم عمل صعيدي، وقد أقنعاني بذلك، بعدها بدأنا نتحدث في القصة والشخصيات مع المؤلف د. مدحت العدل، لنبني شخصية (نادرة) والشخصيات الأخرى، لأن المسلسل جاء ثرياً بالشخصيات المهمة، ولكل منها حدوتة مختلفة، والحقيقة أن حماسي جاء للسيناريو الذي أحببته وللفكرة الجديدة التي يطرحها».
وخاضت نيللي تحدي الأداء باللهجة الصعيدية، وواجهت متاعب عديدة خلال التصوير، حسبما تؤكد: «كنت قلقة من الأداء باللهجة الصعيدية، لكن ما طمأنني هو وجود مصحح اللهجة، عبد النبي الهواري، خلال التصوير، وكان من المهم استحضار روح الصعيد للشخصية، لكن أكثر ما كان صعباً هو موقع التصوير، في ظل وجود مشاهد كثيرة وتواصل التصوير لأيام عديدة».

نيللي كريم (حساب نيللي كريم على «فيسبوك»)

وحول تعاملها مع السيناريو وطبيعة التعديلات التي تطلبها تقول: «حينما أوافق على عمل يكون بناء على اسم المؤلف، والمخرج، وشركة الإنتاج، ومع (العدل غروب) أشعر أنني في أيد أمينة، ويكون تركيزي على دوري كممثلة، لا أطالب بتعديلات على النص فهناك كاتب له رؤية، ومخرج مسؤول عن العمل ككل، وهما في حالة توافق، هذا لا يمنع أن نطرح أفكاراً ونناقشها، لكن المثل الشعبي المصري يقول: (أعط العيش لخبازه)».
وبشأن تعاونها للمرة الثالثة مع المخرج ماندو العدل، تقول: «لا يوجد شيء يتم بالصدفة، وقد قدمت مع المخرج ماندو العدل مسلسلي (لأعلى سعر)، و(فاتن أمل حربي)، والعملان حققا ردوداً جيدة، أنا كممثلة أجتهد كثيراً في البحث عن أدوار مختلفة، وكلها أدوار صعبة جداً، ومنذ بداية عمل ماندو وهو يطرق موضوعات مختلفة ويطور من نفسه كثيراً، لذلك النجاح يأتي بعد مجهود كبير من كل منا».
ورغم الأزمات التي لاحقت (نادرة) ومنها مقتل زوجها، فإنها تبدو قوية لا تستسلم في مواجهة كل ما تتعرض له، وتؤكد نيللي: «أحب تجسيد الشخصيات القوية عموماً، لأن من المهم أن تكون المرأة قوية وقادرة على المواجهة وإثبات حقها».
وتضيف: «على مدار العشر سنوات الأخيرة، ورغم اختلاف القصص، التي ناقشتها أعمالي، فإنني تعمدت تجسيد شخصية المرأة القوية التي تواجه مشاكل مجتمعية مختلفة، بداية من (ذات) وحتى (عملة نادرة)».
وشهد مسلسل «عملة نادرة» مواجهات صعبة بين نيللي كريم من جهة، وبين الفنانين جمال سليمان وأحمد عيد من جهة أخرى، في أول تعاون فني يجمعها بهما، وتقول: «الفنان جمال سليمان نجم كبير، وأحمد عيد، نجم كوميديا، له رصيد كبير في السينما، وأظن أن الوقوف أمام ممثلين محترفين ممتع للغاية، وقد سعدت جداً بالعمل معهما ومع وكل فريق العمل، ومنهم الفنان كمال أبو رية، ومريم الخشت، وندى موسى، ومحمد فهيم، والأستاذة فريدة سيف النصر، وقد تشرفت بهم جميعاً».
في العام الماضي نجح مسلسل نيللي كريم «فاتن أمل حربي» في إثارة الجدل حول قانون الأحوال الشخصية ومدى الظلم الذي تتعرض له المرأة المُطلّقة وأطفالها، وتأمل نيللي أن يحقق مسلسل «عملة نادرة» تأثيراً مماثلاً، حسبما تقول: «مسلسل (فاتن أمل حربي) أثار ضجة كبيرة وحظي باهتمام من المجلس القومي للمرأة والجمعيات النسائية ومجلس حقوق الإنسان، ورغم أن القوانين التي تصون حق المرأة في ميراثها موجودة، لكن العرف والتقاليد أقوى منها، لذا أتمني أن يحقق هذا العمل تأثيراً في مواجهة العادات والتقاليد التي تمنع بعض النساء من الحصول على ميراثهن».
وبمجرد أن سمعت نيللي كريم كلمة «فركش» من المخرج ماندو العدل، معلناً قبل أيام انتهاء التصوير، حتى حصلت على إجازة تقضيها مع أسرتها بعد المجهود الكبير الذي بذلته على مدى عدة أشهر، ولها رصيد من الأعمال تعرض تباعاً، من بينها مسلسل «روز وليلى»، الذي يجمعها بالنجمة يسرا وسيعرض على منصة «شاهد»، وحكاية «رجل البيت» ضمن الجزء الثالث من مسلسل «ليه لأ»، مع المخرجة مريم أبو عوف، وتطرح من خلاله حق المرأة المطلقة في الزواج، كما لديها بعض مشاهد أخيرة تصورها من فيلم «ع الزيرو»، الذي تلعب بطولته أمام الفنان محمد رمضان.
وأثارت نيللي جدلاً خلال ظهورها بأحد البرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان بسبب حديثها عن تقديم المشاهد الحميمة وتقول: «بعض الناس أخذت كلامي بشكل مجتزأ، فقد قلت إن كل مشهد يمكن تصويره بأكثر من طريقة، وذكرت فيلم (678) على سبيل المثال، الذي تناول مشكلة التحرش ولم يتضمن أي مشهد يشعر الجمهور بعدم الراحة، وقدمه المخرج محمد دياب بطريقة سينمائية حساسة جداً ومحترمة، وهذا رأيي أن كل مشهد يمكن أن يطرح بشكل محترم، المهم من هو المخرج الذي يقدمه وما هي وجهة نظره».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».