قال الفنان المصري أحمد فهيم إن شخصية «سيد العمدة» بمسلسل «جعفر العمدة» مختلفة ومستفزة لأي ممثل، لا سيما أنها تمزج بين الضعف والقوة والجد والهزل أحياناً.
وأكد فهيم في حواره لـ«الشرق الأوسط»، أن شخصية «سيد» نقلة كبيرة في مشواره الفني، معتبراً «الدور إشارة خضراء إلى العبور نحو شخصيات أخرى تضيف له بعد مجهود كبير وتحضيرات دقيقة، وجلسات عمل طويلة ودراسة صفات وسمات الشخصية من كل الجوانب».
واعتبر شخصية «سيد» الأصعب في مشواره، إذ كان تقديمها بمنزلة تحدٍ كبير بالنسبة له، معرباً عن سعادته بتصدر الترند وتفاعل الجمهور مع دوره، قائلاً: «اجتهدت في الدور الذي أخرجت فيه جزءاً من مهاراتي التمثيلية، وأطمح لتقديم مزيد من الأدوار التي أخرج فيها طاقاتي لتظل راسخة في أذهان الناس».
وقال فهيم إنه كلل مشواره بشخصية «سيد العمدة»، التي سيكون لها أثر كبير في حياته، وأضاف فهيم: «أتابع تعليقات الناس التي باتت في حالة توحد مع الشخصيات كافة، فقد صنع العمل حالة مختلفة لم يمل منها الناس من أول حلقة حتى الآن، فصناع العمل جميعاً لديهم شعور مختلف من تعليقات الناس على السوشيال ميديا والشارع أيضاً، فالهدف من الفن هو إسعاد الناس، وهذا ما نسعى له وبالفعل نجحنا في ذلك».
وأكد الفنان المصري أنه لم يتخوف مطلقاً من شخصية «سيد العمدة» بسبب تقديمها للجمهور كشخص ضعيف مغلوب على أمره دائماً، «الممثل المتمكن الصادق لا يخاف من تقديم أي دور مطلقاً، ولا يخجل من التلون بأي شكل، والذي يرى ردود الفعل حول الشخصية يدرك ذلك، ومن ينظر للتمثيل على أساس التصنيف لن يقدم المزيد، وسيظل حبيس قناعاته، فالفنان يقدم كل الأدوار، ولا يعوقه شيء مطلقاً، فالدور مساحته كبيرة والسيناريو محكم، نحن نقدم نماذج في المجتمع، وليست شخصيات تخص حياتنا الشخصية، ولا تمت لنا بصلة، والجمهور يُقبل عليها ويتقبلها بكل حالاتها، وأعتبر أن تقديمي شخصية بعيدة كل البعد عن شخصيتي الحقيقية هو النجاح بعينه وأمر يحسب لي».
ووصف فهيم العمل مع المخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان بأنه «متعة كبيرة»، لحرصهما على مخاطبة شرائح مجتمعية متنوعة، حتى إن تفاصيل السيناريو في «جعفر العمدة» صنعت ترندات لكل الشخصيات على مدار الحلقات.
وعن الانتقادات التي تعرض لها مسلسل «جعفر العمدة»، قال فهيم: «لا يوجد عمل يجتمع عليه الناس، فمثلما نرى نقداً سلبياً، هناك أيضاً إشادات قوية، والنتيجة النهائية هي ردود الجمهور الإيجابية والمحفزة لنا».
وبجانب دوره في «جعفر العمدة»، أعرب الفنان أحمد فهيم عن سعادته بالمشاركة في مسلسل «عملة نادرة» بشخصية «عطية أبو عصاية»، قائلاً: «هي شخصية مختلفة تماماً عن شخصية (سيد)، وهي ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بعمل صعيدي، لكنها المرة الأولى التي أجسد فيها دور (الصعيدي القوي)، ووجودي في شهر رمضان بشخصيتين مختلفتين له تأثير قوي في مشواري».
وشارك فهيم منذ بداية مشواره بعدد من الأعمال الفنية، من بينها «البرنس»، و«الأسطورة»، و«العار»، و«آدم»، و«خرم إبرة»، و«الكبير أوي3»، و«ابن حلال»، و«مولانا العاشق»، و«الريان»، و«سلطان الغرام»، و«تاجر السعادة»، و«الريس عمر حرب»، و«فبراير الأسود»، و«هي فوضي»، و«كف القمر»، و«6 جامعة الدول»، و«فرعون»، و«بعد الفراق»، و«الحرامي والعبيط».
وتحدث فيهم عن علاقته بخاله الفنان الراحل خالد صالح قائلاً: «قدم لي نصائح كثيرة أعمل بها ولا تغيب عني لحظة، وأهم نصيحة تلقيتها منه وتلازمني هي عدم خوض أي تجربة أو الدخول في مشروع لا يليق بي أو بعيد عني أو لا أستطيع تقديمه، وأن أكون حريصاً في كل خطواتي، وأشعر بأنه إذا كان على قيد الحياة سيكون في حالة سعادة غامرة لا أستطيع وصفها، وسيكون سعيداً بنجاحي وحريصاً على تقديم مزيد من النصائح التي تلائم كل مرحلة أمر بها».
وأضاف: «خالي الراحل كان له فضل كبير على حياتي بشكل عام، فقد تعلمت منه التشخيص وأحببت المهنة من خلاله، لكن في الوقت نفسه لم يكن له دور في دخولي مجال التمثيل، هو وجهني بشكل صحيح، ودائماً كان يقول لي إن الناس وراء منح المحبة للفنان، وبناء على ذلك، يستكمل الفنان حياته المهنية بطلب الجمهور لا بالواسطة، حتى إنني ظهرت فنياً بعد وفاته بفترة كبيرة»، واعتبر فهيم أن تقديمه السيرة الذاتية للراحل خالد صالح فرصة كبيرة لتخليد ذكراه، لكن في التوقيت المناسب.
وأكد: «أنا حالياً في مرحلة القرب من الجمهور بشكل قوي، خصوصاً بعد أعمال كثيرة سابقة، وهذه مرحلة مختلفة لا بد من الحذر والحرص فيها بشدة في اختيار أي عمل».