تزاحمت مشاعر الفرح والسرور في أرجاء المناطق السعودية، حيث طغت البهجة على وجوة المحتفلين بعيد الفطر، ليجتمع الأحباء والأقارب على موائد العيد المليئة بالحلويات متزينين بأبهى الحلل، ويوزعوا الهدايا، وينشروا السعادة فيما بينهم.
ويحتفل السعوديون بعيد الفطر بدءاً من صلاة العيد، حيث يجتمعون أمام الجوامع للتهنئة، وتوزيع الحلويات والهدايا على الأطفال، ثم يفتحون أبواب منازلهم لاستقبال الجيران والأقارب والأصدقاء، وتناول القهوة والإفطار سوية، بوليمة تقليدية من الأطباق الشهية، مثل المقلقل، لحم الضأن المقطع بالطماطم؛ والجريش، القمح المطحون المخلوط مع اللحوم والتوابل.
ولا تكتمل موائد إفطار العيد دون تزيينها بتوزيعات المعايدة والجداريات الملونة والبالونات والكثير من مظاهر التزيين التي انتشرت في السنوات الأخيرة، لجعل وجبة الإفطار مليئة بالبهجة، وملائمة لالتقاط الصور التذكارية ونشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي صارت توثق وتنقل تفاصيل فرحة العيد منذ ساعات الصباح الأولى.
وفي أنقرة لا يكاد بيت يخلو من بيوت تركيا خلال عيد الفطر من البقلاوة التي تعد تقليداً من التقاليد المتوارثة في الاحتفال بعيد الفطر على وجه الخصوص امتد أيضاً إلى عيد الأضحى، لكن الأتراك يؤكدون أنها انتقلت إلى قوائم الرفاهيات بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار.
وعلى الرغم من أن البقلاوة، التي يقول الأتراك إنها علامة تجارية خاصة بهم وبسببها خاضوا حروباً سياسية مع دول الجيران مثل اليونان وقبرص، متوافرة طوال العام، فإنها المظهر الأبرز للعيد.
وفي محاولة لتلافي الزيادات الكبيرة في أسعار البقلاوة، يقوم الكثير من الأسر بصنعها في بيوتهم، لكن الغالبية العظمى تقوم بشرائها من محلات الحلوى، والمحلات المخصصة لها. وهذا العام لم تعد البقلاوة في متناول الجميع، حيث تتراوح أسعار البقلاوة الجيدة بين 150 و200 ليرة تركية للكيلوغرام، وصولاً إلى ما بين 400 و450 ليرة للكيلوغرام، حسب رئيس جمعية منتجي البقلاوة والحلويات، محمد يلدريم.
وفي مصر سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، ما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت، 32 عاماً من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفة أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».
ويتحدث أحمد عبد المحسن، 36 عاماً من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين، وبين الأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بالـ«مبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدا للشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد عاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات الـ(كورونا)».
بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية)
صوماليون بعد صلاة عيد الفطر في مسجد «علي جمالي» بمقديشو (رويترز)
تطييب زوار المسجد النبوي بعد صلاة عيد الفطر (تصوير: بشير صالح)
طفلان يوثقان لحظة وجودهما في المسجد النبوي لأداء صلاة عيد الفطر (تصوير: بشير صالح)
فرحة الأطفال في المسجد النبوي بعيد الفطر (تصوير: بشير صالح)