مرضى السكري بإمكانهم تقليل خطر الوفاة بالشاي والقهوة

القهوة لتقليل خطر الوفاة المبكرة لمرضى السكري (أ.ف.ب)
القهوة لتقليل خطر الوفاة المبكرة لمرضى السكري (أ.ف.ب)
TT

مرضى السكري بإمكانهم تقليل خطر الوفاة بالشاي والقهوة

القهوة لتقليل خطر الوفاة المبكرة لمرضى السكري (أ.ف.ب)
القهوة لتقليل خطر الوفاة المبكرة لمرضى السكري (أ.ف.ب)

خلصت دراسة طويلة الأمد إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين تناولوا مشروبات عالية السكر أكثر عرضة للوفاة المبكرة بصرف النظر عن أسباب الوفاة، حسب صحيفة «الغارديان».
وتشير الأبحاث إلى أن مرضى السكري من النوع الثاني يجب أن يستبدلوا المشروبات السكرية بالشاي والقهوة لتقليل خطر الوفاة المبكرة.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة «بريتش ميديكال جورنال» الطبية البريطانية، أن الأشخاص الذين غيروا عاداتهم في الشرب بعد تشخيص مرض السكري بات لديهم معدلات أقل للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية أو أي أسباب أخرى.
وقام خبراء، منهم أساتذة بكلية الطب بجامعة هارفرد الأميركية، بتحليل بيانات شملت 15486 شخصاً - 74 في المائة منهم من النساء ومتوسط أعمارهم 61 عاماً - الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني. وجرى تقييم ما شربوه في استبيان وتحديثه كل سنتين إلى أربع سنوات.
وخلال 18.5 عام من المتابعة، عانى 3447 (22 في المائة) أمراض القلب والأوعية الدموية وتم تسجيل 7638 (49.3 في المائة) حالة وفاة. وتشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون مشروبات سكرية أكثر من غيرهم كانوا أكثر عرضة للوفاة مبكراً لأي سبب من الأسباب.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يتناولون القهوة بدرجة أعلى (ما يصل إلى ستة أكواب في اليوم) عرضة لخطر أقل بنسبة 26 في المائة للوفاة المبكرة، بينما كان الخطر أقل بنسبة 21 في المائة لتناول كميات أكبر من الشاي، و23 في المائة للمياه و12 في المائة للحليب قليل الدسم.
بالمقارنة مع أولئك الذين لم يغيروا عاداتهم في الشرب بعد تشخيص مرض السكري، فإن أولئك الذين تناولوا المزيد من القهوة أو الشاي أو الماء كانوا أقل عرضة للوفاة مبكراً بنسبة 18 في المائة.
فيما يخص أمراض القلب والأوعية الدموية على وجه التحديد، ارتبطت المشروبات السكرية بزيادة خطر الإصابة بنسبة 25 في المائة وزيادة خطر الوفاة بسببها بنسبة 29 في المائة. وارتبطت القهوة والحليب قليل الدسم بمخاطر أقل.
وأشار الباحثون في الدراسة إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تستند إلى الملاحظة بدلاً من إثبات السبب والنتيجة. لكنهم خلصوا إلى أن استبدال المشروبات السكرية أو المشروبات المحلاة صناعياً أو عصير الفاكهة أو الحليب كامل الدسم بالقهوة أو الشاي أو الماء العادي «كان مرتبطاً باستمرار بانخفاض معدل الوفيات لجميع الأسباب».


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
TT

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن أسلوب تناول الطعام الطازج المدعم بزيت الزيتون يمكن أن يعزز صحة الدماغ من خلال تعزيز بكتيريا أمعاء معينة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة تولين الأميركية أن الفئران المعملية التي اتبعت النظام الغذائي المتوسطي طوّرت أنماطاً مختلفة من بكتيريا الأمعاء عن تلك التي التزمت بالنظام الغذائي الغربي.

وجدت الدراسة، التي نُشرت في Gut Microbes Reports، أن التغييرات البكتيرية المرتبطة بالنظام الغذائي المتوسطي أدت إلى تحسن الأداء الإدراكي.

قالت الدكتورة ريبيكا سولش أوتايانو، المؤلفة الرئيسية للدراسة من مركز أبحاث الأعصاب السريرية بجامعة تولين: «لقد علمنا أن ما نأكله يؤثر على وظائف المخ، لكن هذه الدراسة تستكشف كيف يمكن أن يحدث ذلك».

وتابعت: «تشير نتائجنا إلى أن الاختيارات الغذائية يمكن أن تؤثر على الأداء الإدراكي من خلال إعادة تشكيل ميكروبيوم الأمعاء».

النظام الغذائي المتوسطي، الذي تُوج أفضل نظام غذائي على الإطلاق لمدة 8 سنوات متتالية من قبل US News & World Report، قائم على النباتات ويعطي الأولوية للخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية والمكسرات والبذور مع الحد من اللحوم الحمراء والسكر.

وثبت أن النظام الغذائي المتوسطي يساعد في إنقاص الوزن وتحسين نسبة السكر في الدم وخفض ضغط الدم والكوليسترول. كما ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف وأنواع معينة من السرطان.

هذه الدراسة الأخيرة في جامعة تولين هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين النظام الغذائي المتوسطي والغربي، والميكروبات والوظيفة الإدراكية.

لنمذجة تأثيرات النظام الغذائي خلال فترة حرجة من التطور، استعان الباحثون بفئران. ووجدوا أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي متوسطي، مع تناول كميات كبيرة من زيت الزيتون والأسماك والألياف، أظهرت زيادة ملحوظة في البكتيريا المعوية المفيدة مقارنة بتلك التي تناولت نظاماً غذائياً غربياً عالي الدهون ومنخفض الخضار وغني جداً باللحوم.

وقد ارتبطت التحولات البكتيرية في الفئران المتوسطية، التي تضمنت مستويات أعلى من البكتيريا مثل Candidatus Saccharimonas، بتحسن الأداء الإدراكي والذاكرة. وعلى النقيض من ذلك، ارتبطت المستويات المتزايدة من بعض البكتيريا، مثل Bifidobacterium، في الفئران التي اتبعت نظاماً غربياً بضعف وظيفة الذاكرة.

وقد أثبتت دراسات سابقة وجود صلة بين النظام الغذائي الغربي والتدهور المعرفي، فضلاً عن السمنة والقضايا العاطفية والسلوكية.

ولاحظ الباحثون أن مجموعة النظام الغذائي المتوسطي أظهرت أيضاً مستويات أعلى من المرونة المعرفية، أي القدرة على التكيف واستيعاب المعلومات الجديدة، مقارنة بمجموعة النظام الغذائي الغربي.

وتشير الفوائد الواضحة للالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي إلى أن التأثيرات المماثلة قد تنعكس على الشباب الذين لا تزال أدمغتهم وأجسامهم في طور النمو.

وقال المؤلف المشارك الدكتور ديميتريوس م. ماراجانوري: «تشير نتائجنا إلى أن النظام الغذائي المتوسطي أو تأثيراته البيولوجية يمكن تسخيرها لتحسين الأداء الدراسي لدى المراهقين أو أداء العمل لدى الشباب».

وتابع: «في حين أن هذه النتائج تستند إلى نماذج حيوانية، إلا أنها تعكس الدراسات البشرية التي تربط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالخرف».

واستناداً إلى هذه النتائج، يدعو الباحثون إلى إجراء دراسات بشرية واسعة النطاق للتحقيق في العلاقة بين الوظيفة الإدراكية والنظام الغذائي وبكتيريا الأمعاء.