هل أثّرت الفوضى خارج الملعب على نتائج نوتنغهام فورست؟

المدرب ستيف كوبر ما زال يتمتع بشعبية طاغية بين الجماهير رغم اقتراب الفريق من شبح الهبوط

جماهير نوتنغهام فورست ما زالت تتمسك بأمل البقاء في «الأضواء» تحت قيادة المدرب كوبر (إ.ب.أ)
جماهير نوتنغهام فورست ما زالت تتمسك بأمل البقاء في «الأضواء» تحت قيادة المدرب كوبر (إ.ب.أ)
TT

هل أثّرت الفوضى خارج الملعب على نتائج نوتنغهام فورست؟

جماهير نوتنغهام فورست ما زالت تتمسك بأمل البقاء في «الأضواء» تحت قيادة المدرب كوبر (إ.ب.أ)
جماهير نوتنغهام فورست ما زالت تتمسك بأمل البقاء في «الأضواء» تحت قيادة المدرب كوبر (إ.ب.أ)

من المثير للإعجاب أن ستيف كوبر استمر لفترة طويلة في القيادة الفنية لنادي نوتنغهام فورست، بالنظر إلى ما حدث قبله في عصر مالك النادي الحالي إيفانغيلوس ماريناكيس. يتولى كوبر قيادة نوتنغهام فورست منذ 19 شهراً، قاده خلالها من الصراع على الهبوط في دوري الدرجة الأولى إلى الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. لكنّ النادي يصارع الآن من أجل ضمان البقاء بين الكبار.
وفي أسبوع آخر من الفوضى خلف الكواليس في الفترة التي سبقت مباراة مانشستر يونايتد يوم الأحد، والتي خسرها نوتنغهام فورست بهدفين دون رد، أُقيل فيليبو غيرالدي من منصبه كمدير رياضي للنادي بعد ستة أشهر فقط من توليه المسؤولية. وأشرف غيرالدي على فترة انتقالات سيئة للنادي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وهي الفترة التي شهدت تعاقد النادي مع سبعة لاعبين آخرين، بعد التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين أيضاً في فترة الانتقالات الصيفية السابقة. وبشكل عام، فشلت التعاقدات الجديدة في تقديم مستويات جيدة مع الفريق، وبدلاً من أن تُحدث تأثيراً إيجابياً، أثّرت بالسلب على مستوى الفريق الذي كان يسير بشكل جيد.
تعاقد نوتنغهام فورست مع روس ويلسون من رينجرز ليحل محل غيرالدي، لكن في منصب تم استحداثه باسم رئيس قطاع كرة القدم. قام ويلسون بعمل جيد للغاية خلال فترة وجوده في ساوثهامبتون، لكنه لم يحقق نفس النجاح خلال فترة عمله في أسكوتلندا. ويأمل أن يركز في عمله على التعاقد مع لاعبين جيدين كي يلعبوا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وليس محاولة بيع اللاعبين الذين يحصلون على رواتب عالية إذا هبطوا لدوري الدرجة الأولى!
لقد قام كوبر بعمل مثير للإعجاب حقاً مع نوتنغهام فورست، حيث تولى قيادة الفريق وهو على وشك الهبوط من دوري الدرجة الأولى، لكنه نجح في الوصول إلى ملحق الصعود ثم الترقي للدوري الإنجليزي الممتاز، لكن من الواضح أن النادي لم يستوعب سرعة هذا النجاح، خصوصاً أنه كان بعيداً عن الدوري الإنجليزي الممتاز لمدة 23 عاماً. وبدأت الانشقاقات بين المدير الفني ولجنة التعاقدات وملّاك النادي تظهر على السطح بعد ذلك بوقت قصير، وبدأ كل طرف من هذه الأطراف يضغط في اتجاه مختلف من أجل تكوين فريق قادر على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومنذ ذلك الحين، ساد شعور بعدم الاستقرار داخل النادي.
بدا مستقبل كوبر في النادي على المحكّ لفترات طويلة؛ أولاً في بداية الموسم، وحتى توقيعه عقداً جديداً بشكل مفاجئ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومؤخراً عندما أصدر ماريناكيس بياناً قال فيه: «يجب أن تتحسن النتائج والأداء على الفور». صحيح أن أداء الفريق خلال الشوط الأول أمام أستون فيلا خارج ملعبه كان أفضل من الأداء الذي قدمه في المباراة التي خسرها أمام ليدز يونايتد، لكنه خسر في نهاية المطاف بهدفين دون رد ليهبط إلى المراكز الثلاثة الأخيرة في جدول الترتيب، قبل أن يخسر مرة أخرى بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد.
وتواصل النادي بالفعل مع مديرين فنيين آخرين لتولي القيادة الفنية خلفاً لكوبر. وتشمل قائمة المرشحين لتولي الوظيفة كلاً من نونو إسبريتو سانتو، وباتريك فييرا، ورافا بينيتيز، وخورخي سامباولي، وشون دايك، وبرونو لاغ. من الواضح أن بعض هذه التقارير ربما لم تكن دقيقة، لكنّ هذا المستوى من التكهنات ليس جيداً لأي شخص، على الرغم من أن كوبر نفسه لا يولي اهتماماً كبيراً لذلك. ومن الواضح للجميع أن النادي يعاني من عدم الاستقرار بشكل كبير.
وفي النادي الآخر الذي يملكه ماريناكيس، وهو نادي أولمبياكوس اليوناني، تم تغيير ثلاثة مديرين فنيين خلال هذا الموسم فقط، في إشارة واضحة إلى أن الاستمرارية ليست على رأس جدول أعمال ماريناكيس. غالباً ما يتم البحث عن حلول قصيرة المدى لحل المشكلات التي يُعتقد أنها موجودة، فقد تمت إقالة جورج سيريانوس، كرئيس للجنة التعاقدات في نوتنغهام فورست، وآندي سكوت، كرئيس الكشافة بالنادي، بعد فشل عدد كبير من الوافدين الجدد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية في تقديم المستويات المأمولة، كما تم تهميش دور الرئيس التنفيذي، داين ميرفي، قبل رحيله، رغم أنه لعب دوراً حاسماً في صعود النادي للدوري الإنجليزي الممتاز. ولم يتم التعاقد مع بديل لميرفي حتى الآن!
استقر الفريق وتحسن بشكل ملحوظ بحلول أواخر أكتوبر، حيث لم يخسر سوى مرتين فقط في 11 مباراة، وكان ذلك خارج ملعبه أمام آرسنال ومانشستر يونايتد، ونجح في حصد 19 نقطة خلال تلك الفترة. لكن منذ ضم عدد كبير من اللاعبين الجدد في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، لم يحصل الفريق إلا على ثلاث نقاط فقط من 27 نقطة متاحة، وهو ما أدى إلى إقالة غيرالدي وتزايد الشكوك حول مستقبل كوبر مع الفريق.
وهناك حالة من عدم اليقين أيضاً في أكاديمية الناشئين بالنادي، في ظل انتهاء عقد مدير تطوير كرة القدم، غاري برازيل، خلال الصيف.
ويعود الفضل إلى برازيل في جلب ماتي كاش، وبن بريريتون دياز، وأوليفر بيرك، وآخرين، فضلاً عن ريان ييتس وبرينان جونسون، اللذين يعدان من الأعمدة الأساسية للفريق تحت قيادة كوبر. وعلاوة على ذلك، فإن الطريقة التي يعمل بها برازيل قد ساعدت نوتنغهام فورست على جني عشرات الملايين من الجنيهات من بيع اللاعبين، كما وصل فريق نوتنغهام فورست تحت 18 عاماً إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي للشباب الموسم الماضي. يحظى برازيل بحب كبير وشعبية طاغية في نوتنغهام فورست، وإذا رحل، كما هو متوقع، فستكون هذه ضربة قوية للغاية لقطاع الشباب بالنادي.
يحظى كوبر أيضاً بشعبية كبيرة في نوتنغهام فورست، ويستحق الإشادة على ما حققه الموسم الماضي وعلى حفاظه على آمال البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. ومن المؤكد أن المدير الفني السابق لفريق الشباب بنادي ليفربول ما زال يتعلم في عامه الأول كمدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز. لم يكن هناك مفر من ارتكاب أخطاء، وهي الأخطاء التي تتزايد في ظل الخوف من احتمال الهبوط، بالإضافة إلى أن الفريق الذي يصعد للدوري الإنجليزي الممتاز عبر ملحق الصعود يكون هو المرشح الأبرز للهبوط مرة أخرى في الموسم التالي.
لقد ظهرت الشعبية الطاغية لكوبر بين الجماهير من خلال رد الفعل عندما انتشرت شائعات حول إقالته، وهو رد الفعل الذي أدى في نهاية المطاف إلى استمراره لفترة أطول في قيادة الفريق. إن التعرض لضغوط متواصلة من المُلاك لتحقيق نتائج جيدة في أصعب دوري في العالم لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل. يريد كوبر والجماهير أن يستمر الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز وأن يلعب أمام أندية عملاقة مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، لكن بالنسبة إلى الكثيرين فإن أبرز ما يميز هذا الموسم بالنسبة لنوتنغهام فورست هو ما يحدث خارج الملعب وليس داخله! في الحقيقة، يستحق كوبر ونوتنغهام أفضل من ذلك بكثير!


مقالات ذات صلة

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: لن أدرب فريقاً أخر بعد مانشستر سيتي

أعلن الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، أنه لن يدرب فريقا آخر بعد انتهاء عقده الحالي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية كريستيان روميرو (رويترز)

روميرو ينتقد سياسة توتنهام في بيع لاعبي الفريق

انتقد كريستيان روميرو مدافع فريق توتنهام إدارة ناديه بسبب بيع أفضل اللاعبين وعدم استثمار هذه العائدات بشكل صحيح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المباراة الأولى ليونايتد ستقام في فبراير من العام المقبل ضد كريستال بالاس (رويترز)

«البريميرليغ» يجري تعديلات على جدولة مباريات مانشستر يونايتد

أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم عن بعض التعديلات على مواعيد وتوقيتات مباريات المسابقة خلال شهر فبراير (شباط) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.