العليمي يؤكد من عدن وحدة «الرئاسي» ويشكك في جدية الحوثيين

أثنى على جهود السعودية لدفع الميليشيات نحو مسار السلام

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي يستقبل في القصر الرئاسي بعدن – الجمعة - جموع المهنئين بالعيد (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي يستقبل في القصر الرئاسي بعدن – الجمعة - جموع المهنئين بالعيد (سبأ)
TT

العليمي يؤكد من عدن وحدة «الرئاسي» ويشكك في جدية الحوثيين

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي يستقبل في القصر الرئاسي بعدن – الجمعة - جموع المهنئين بالعيد (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي يستقبل في القصر الرئاسي بعدن – الجمعة - جموع المهنئين بالعيد (سبأ)

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، وحدة مجلس الحكم الذي يقوده، وشكك في جدية الحوثيين لإحلال السلام، متهماً إياهم بالمراوغة والتسويف وعدم الاكتراث لمعاناة الشعب.
تصريحات العليمي جاءت في خطاب وجهه من مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد عشية عيد الفطر المبارك، بعدما عاد إلى المدينة قادماً من العاصمة السعودية الرياض رفقة عضو مجلس القيادة عيدروس الزبيدي، بعد جولة من اللقاءات والاجتماعات الرامية إلى إطلاق خطة شاملة للسلام.
وأكد العليمي، أن مجلس القيادة بات موحداً أكثر من ذي قبل وأشد التفافاً حول ما وصفه بـ«الهدف المركزي» المتمثل باستعادة مؤسسات الدولة، وجلب السلام، وتحقيق التطلعات المشروعة، ووضع بلده في المكانة التي يستحقها. وقال، إنه بعد مرور عام على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، لا تزال الميليشيات الحوثية تراهن على انقسام المجلس، مؤكداً أنه «رهان خاسر، وتقدير خاطئ»، وأنه لا يوجد أدنى شك في بقاء المجلس موحداً وعازماً على الوفاء بمهامه خلال المرحلة الانتقالية وفقاً لإعلان نقل السلطة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً.
ومع تذكير العليمي بجهود المجلس والحكومة في تحريك عجلة النمو وإطلاق عشرات المشاريع الخدمية التي قال، إنها سترى النور تباعاً على امتداد المحافظات المحررة، أشار إلى «الجهود السعودية المخلصة» من أجل دفع الميليشيات الحوثية نحو تجديد الهدنة، ووقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال «خاض الأشقاء في هذا السياق جولات مكثفة في سبيل السلام الذي ننشده جميعاً، غير أن الميليشيات تواصل التسويف، وعدم الاستجابة لتلك المبادرات، ومحاولة استثمارها لتحقيق أهداف سياسية، وتعبوية، وحملات إعلامية مضللة». وأضاف «حتى لا يبقى السلام رهينة للأهواء والمصالح، والخطابات الشعبوية والانتصارات الخادعة، سيكون من الواجب علينا الالتحام بجبهة الوعي، والتمسك بأمل ووعد السلام الذي قطعناه في خطاب القسم... سيكون علينا أن نواجه التضليل والأكاذيب بالحقيقة».
وأكد رئيس مجلس القيادة اليمني، أن الميليشيات الحوثية اختارت إشعال الحرب، وأنها تختار استمرارها، دون الاكتراث لمعاناة الشعب وآماله في السلام والأمن والاستقرار والحرية. وقال «لا يجب إغفال حقيقة أن حرب وانقلاب الميليشيات على التوافق الوطني، وتدمير ونهب المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، جعلت من اليمن مثالاً لأسوأ أزمة إنسانية في العالم». وأوضح، أن مجلس الحكم الذي يقوده منذ أكثر من عام قدّم «كل التنازلات الضرورية لتخفيف المعاناة، وتعبيد الطريق أمام جهود الوسطاء الإقليميين والأمميين والدوليين». وأشار إلى أن المجلس التزم بفتح الموانئ، ومطار صنعاء، كما أعلن أن الدولة ستقوم بدفع المرتبات في عموم البلاد وفقاً لاتفاقية استوكهولم، لكن الميليشيات الحوثية - وفق قوله - «رأت في ذلك عملاً دعائياً للحكومة الشرعية، فذهبت إلى محاولة إيقاف رواتب الموظفين في المحافظات المحررة باستهداف موانئ تصدير النفط والسفن التجارية وخطوط الملاحة الدولية».
ولفت العليمي إلى الصور المؤثرة لمئات المحتجزين المفرج عنهم مؤخراً وهم يجهشون بالبكاء فرحاً بتنفس هواء الحرية، التي قال إنها لم تكن لتأتي «لولا المرونة التي أبداها الفريق الحكومي المفاوض، وجهود السعودية، ومكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وتعهد رئيس مجلس الحكم اليمني عدم ادخار أي جهد للإفراج عن باقي المحتجزين المغيبين في سجون الميليشيات الحوثية بمن فيهم فيصل رجب ومحمد قحطان المشمولان بقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وقال، إنه وجّه الحكومة بتقديم أشكال الدعم كافة للمفرج عنهم من المحتجزين، وتمكينهم من أسماع أصواتهم ليعرف العالم معاناة اليمن التي طال أمدها، كما وجّه بالتنسيق مع المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة لتقديم يد العون للمصابين وأسر ضحايا حادثة التدافع في صنعاء التي حصدت أكثر من 200 قتيل وجريح.
وفي حين أدى العليمي ومعه قيادات الدولة صلاة عيد الفطر المبارك في مدينة عدن واستقبل في القصر الرئاسي مع عضو المجلس عيدروس الزبيدي المهنئين بالعيد، يأمل الشارع اليمني أن تسفر الجهود السعودية والدولية عن اختراق في جدار الأزمة اليمنية في الأيام المقبلة يمهد لسلام دائم.
وكانت الحكومة اليمنية والحوثيون أنجزوا الأسبوع الماضي صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين شملت نحو 900 شخص من الجانبين، في حين أفرجت السعودية عن أكثر من 100 أسير حوثي في مبادرة أحادية، وتم نقلهم إلى صنعاء عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتقود السعودية بمشاركة سلطنة عمان والمجتمع الدولي جهوداً متواصلة للوصول إلى خريطة طريق تبدأ من تثبيت وقف النار، وتجديد الهدنة وتوسيعها لتشمل دفع رواتب موظفي القطاع العام في المناطق كافة، وصولاً إلى إطلاق مسار تفاوضي يفضي في نهايته إلى سلام مستدام، وهي الغاية التي يرى قطاع عريض من الشارع اليمني أنها بالغة الصعوبة في ظل ما عرفوه عن عدم وفاء الحوثيين بالتزاماتهم.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.