«بطل التنمية» بول كاغامي... هل يصبح صحافياً؟

الرئيس الرواندي يسعى لترتيب أوراق تقاعده قبل ولاية قد تكون أخيرة

«بطل التنمية» بول كاغامي... هل يصبح صحافياً؟
TT

«بطل التنمية» بول كاغامي... هل يصبح صحافياً؟

«بطل التنمية» بول كاغامي... هل يصبح صحافياً؟

يطمح الرئيس الرواندي بول كاغامي إلى العمل بالصحافة بعد تقاعده، الذي أقرّ بأنه قضية تجب مناقشتها «عاجلاً أم آجلاً»، فيما بدا محاولة منه لطمأنة معارضيه، وتجنيب رواندا مخاطر الانزلاق في أزمة سياسية أو أمنية، تعيد ذكريات أكبر «إبادة جماعية» في التاريخ المعاصر، وهي مجازر قبلية راح ضحيتها نحو مليون رواندي. كاغامي (66 سنة) الذي يوصف بأنه «بطل التنمية» و«قائد الحرب»، وصاحب الدور البارز في وقف الإبادة الجماعية ضد شعب التوتسي - الذي ينتمي إليه - عام 1994، هو أحد أطول القادة الأفارقة بقاءً في الحكم. ذلك أنه أمضى 23 سنة في السلطة، ويتوقع المتابعون انتخابه لولاية رئاسية جديدة، في أغسطس (آب) 2024، قد تكون أخيرة. وللعلم، استبق كاغامي الانتخابات المقبلة بعد عام ونحو 4 أشهر، قائلاً إن «خطة الخلافة تجري مناقشتها بنشاط من قبل الحزب الحاكم»، واصفاً مسألة تقاعده بأنها «حتمية». وأضاف: «متأكد من أنني سألتحق يوماً ما بالصحافة في سن الشيخوخة... إنني أتطلع إلى ذلك». ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتكلم فيها كاغامي عن تقاعده، ففي ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، قال إنه «ليست لديه مشكلة في أن يصبح مواطناً مسناً عادياً».
ربما يجد البعض تناقضاً بين كلام رئيس رواندا بول كاغامي عن اعتزامه التقاعد أو إعداده خليفة له، وتصريحات سابقة له تؤشر إلى بقائه في السلطة أطول فترة ممكنة، فضلاً عن إجرائه تعديلاً دستورياً عام 2015 سمح له بالبقاء حتى عام 2034، إلا أن البقاء هو «الواقع الأقرب للتصديق»، كما يقول الدكتور العيد دحماني، أستاذ العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة بجامعة الأغواط - عمار ثليجي في الجزائر.
دحماني قال لـ«الشرق الأوسط»، في حوار معه، إنه قبل عام 2022 أفصح كاغامي بنفسه عن نيته الترشح للرئاسة لـ20 سنة مقبلة، وهو ما يُعد إعلاناً شبه رسمي للترشح مجدداً في انتخابات 2024. وأضاف أن «الانتخابات هي حرية اختيار الأفراد، واحترام خيار الشعب»، في إشارة إلى أنه ما دام لا يرفضه الشعب فهو باقٍ في السلطة ولن يتنحى إلا في حالة رفضه عن طريق صناديق الانتخابات.
وبالمقارنة مع تصريحات كاغامي الأخيرة التي يتطلع فيها إلى التقاعد أو اعتزال الحكم، يمكن قراءة كلامه في سياق «طمأنة معارضيه باحترام حقهم في حال فوزهم في الانتخابات»، بحسب دحماني، الذي تابع: «وأيضاً يمكن تأويل ذلك لطمأنه مخاوف دولية وإقليمية تتذمّر من ترشّحه خشية العودة إلى سيناريو العنف، الذي أرهب الروانديين وأرعبهم في العقد الأخير من القرن العشرين، وبخاصة بعد المكاسب السياسية التي حققتها رواندا من تعديلات دستورية تساوي بين الروانديين وتجرّم التمييز وخطابات الكراهية والإبادة الجماعية وتعزز الحكم من خلال حكم الشعب بواسطة الشعب ولصالح الشعب».
- مسألة الخلافة
خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده كاغامي مع نظيره الكيني ويليام روتو، الأسبوع الماضي في العاصمة الرواندية كيغالي، قال إنه «لم يكن بالضرورة منشغلاً باختيار خليفته، بل كان مهتماً أكثر بخلق بيئة من شأنها أن تؤدي إلى ظهور أشخاص قادرين على القيادة». وأردف أن «الحزب الحاكم يجري منذ عام 2010 مناقشة حول خليفته، لكن الظروف والتحديات والتاريخ في رواندا تميل إلى إملاء أشياء معينة». وللعلم، يترأس كاغامي الدولة الواقعة في شرق أفريقيا منذ عام 2000، وبسبب جهوده في المصالحة بين شعبي الهوتو والتوتسي نجح في أن تصبح رواندا من أكثر البلدان الأفريقية تشجيعاً على الاستثمار.
من ناحية أخرى، تأتي تعليقاته عن خلافته في الحكم، بعد أيام من تجديد حزب «الجبهة الوطنية الرواندية» الحاكم الثقة فيه رئيساً للحزب للسنوات الخمس المقبلة، بعد حصوله على 2099 صوتاً من أصل 2102 صوت، مقابل 3 أصوات فقط لمنافسه الوحيد عبد الكريم هاريريمانا. كما انتخب المؤتمر الوطني للحزب كونسولي أويمانا نائبة لرئيس الحزب، لتغدو بهذا أول امرأة تشغل المنصب منذ تشكيل الحزب عام 1987.
«حالة الضبابية التي يبقيها كاغامي حول مستقبله السياسي»، كما يعتقد دحماني «تبقى لصالحه في حال قرر الإحجام عن الترشح مرة أخرى تحت الضغط، أو خسارة الانتخابات، حفاظاً على كرامته، بدلاً من خروجه من السلطة بصورة غير مشرفة وتجنيب البلاد انسداداً سياسياً أو انزلاقاً أمنياً... لأن ترشحه بالفعل يناقض المبادئ الديمقراطية التي تطمح رواندا إلى ترسيخها».
- قبضة من حديد
لا يمكن إنكار جهود كاغامي في إحلال السلام، وحزمة التغييرات التي أحدثها داخل المؤسسات السياسية والدستورية وإصلاح المؤسسة العسكرية وإحداث التوازن في أجهزتها، التي أوكلت لها حماية الروانديين، إلا أن هذا لا يعني «حق التمسك بالسلطة أو توريثها لأن أفريقيا تشهد موجة وعي نخبوي وشبابي بشأن تحديث نظام الحكم وإنهاء الوصاية الإقليمية والدولية على شعوب المنطقة»، وفق دحماني. الأمر الذي قد يدفعه للحذر مستقبلاً.
كاغامي، رجل الحرب الرواندي، المنتمي إلى شعب التوتسي، الذي قاد «الجبهة الوطنية الرواندية» إلى النصر على نظام قاده زعماء من شعب الهوتو - الذي يشكل غالبية السكان - في المجازر العرقية عام 1994، تولى رئاسة رواندا بتزكية البرلمان عام 2000، ثم انتُخب لاحقاً في سنوات 2003 و2010 و2017. وفي عام 2015 عدَّل الدستور ليتسنى له البقاء في الرئاسة. وخلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أظهرت الأرقام الرسمية حصول كاغامي على 99 في المائة من الأصوات، الأمر الذي قوبل بانتقادات واسعة، خاصة في الخارج. وهنا يعلّق شمسان التميمي، المحلل السياسي التنزاني، قائلاً إن «كاغامي سيمكث أطول فترة ممكنة في الحكم، ولن يلتزم بما ذكر عن تقاعده، خاصة أنه هو مَن أزال حد الفترتين الرئاسية في استفتاء مثير للجدل عام 2015... ثم إنه في حال قرر التخلي عن الرئاسة فإن المنصب لن يذهب بعيداً عن محيط أسرته».
ويضيف التميمي، في تصريح خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوضع السياسي والاقتصادي مميّز جداً في ظل رئاسة كاغامي، وهو ما يجعل فرصه كبيرة للاستمرار في السلطة، حتى إن كان خارج السلطة فمن المتوقع أن تبقى رواندا تحت سيطرة كاغامي بالوتيرة نفسها».
في المقابل، يقول منتقدو كاغامي إنه يستخدم نظاماً قمعياً لإحكام قبضته على البلاد، كما أنه يتخذ مأساة «الإبادة الجماعية» في التسعينات مبرراً جاهزاً لجميع قراراته السياسية ومواقفه الصارمة بحق معارضيه في كثير من الأحيان. ووفق مراقبين، فإن التهمة الجاهزة دائماً بحق المعارضين هي «تبني آيديولوجيا المجازر والتفرقة العرقية»، حين اعتُقل معارضون وسُجنوا تحت راية هذه التهمة، كما شهدت البلاد اغتيالات غامضة مسّت ناشطين سياسيين وحقوقيين وصحافيين ومعارضين في المنفى. وهنا يقول شارل كامباندا، المحامي الرواندي المقيم في الولايات المتحدة، لـ«بي بي سي»، في مقابلة صحافية، إنه «إذا استمر كاغامي في السلطة لمدة 20 سنة أخرى، فستصبح رواندا جحيماً حقيقياً»، على الصعيد الديمقراطي. ويضيف: «إن الروانديين يعيشون بالفعل في جو من الخوف»، ويزعم أن أكثر من وزير أخبره أنهم لا يزالون في الحكومة فقط لأنهم يخشون التعرض للاغتيال إذا ما غادروا. وفضلاً عن ذلك، يُواجه كاغامي تهماً بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الأهلية. وبالتالي، لم يجد غير البقاء في السلطة ضمانةً وحيدةً لحماية نفسه والمقرّبين منه من الملاحقات القضائية، وربما الانتقام.
- ماضٍ عصيب
ولد بول كاغامي يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1957 في قرية بوسط رواندا، إبان فترة الاستعمار البلجيكي لرواندا وجارتيها بوروندي والكونغو. وبنيت خلفيته الاجتماعية ومرجعيته السياسية في الأساس على حياته القاسية المليئة بالاضطهاد، كونه ينتمي إلى أقلية التوتسي التي دخلت قبل عقود في صراع دامٍ مع غالبية الهوتو.
في حين اضطر إلى النزوح مع أسرته، وهو في الثانية من عمره إلى أوغندا، فراراً من العنف الذي استهدف التوتسي قبيل نيل البلاد استقلالها عام 1959. ويومذاك، وقعت مجازر ودُمرت بيوت وقرى بذريعة وجود مخطط للتوتسي يرمي للإمساك بالسلطة. وبحسب المراجع الأكاديمية التي يعتد بها، انخرط كاغامي مبكراً في الصراعات العسكرية. وعقب تلقيه تعليمه الأولي في أوغندا، التي كانت تحوي أكبر مخيمات اللجوء الخاصة بالتوتسي، انضم في أكتوبر 1979 إلى ميليشيات جيش المقاومة الوطنية الأوغندي بزعامة (رئيس أوغندا الحالي) يوري موسيفيني. وحقاً، شكّل كاغامي - ابن الـ22 سنة حينذاك - ضمن عدد من الشبان التوتسي الروانديين، نواة جيش موسيفيني. ولقد كافأهم الأخير بتجنيسهم وتعيينهم في مناصب مهمة في الأجهزة العسكرية والأمنية الأوغندية، بعد نجاحه في تولي الحكم عام 1986.
في الواقع، عيّن كاغامي رئيساً للاستخبارات العسكرية الأوغندية، فور إعلان موسيفيني رئيساً لأوغندا، وهو ما أتاح له نفوذاً واسعاً أهّله لخدمة قضيته، ألا وهي عودة التوتسي إلى رواندا وحكمها. وعلى الإثر، شارك كاغامي في تأسيس «الجبهة الوطنية الرواندية»، التي تولى رئاستَها صديقه فرد رويغيما.
ولكن، في عام 1990، مُنيت «الجبهة» بهزيمة كبرى خلال معاركها الأولى مع الجيش الرواندي النظامي التابع للرئيس جوفينال هابياريمانا (من الهوتو)، إلا أن الجهود الدولية دفعت نظام هابياريمانا إلى التفاوض مع «الجبهة» من أجل عودة التوتسي إلى رواندا، مقابل تخلّيها عن حمل السلاح، ودمج مقاتليها في الجيش الوطني.
بعدها، في أعقاب مقتل رويغيما، زعيم «الجبهة»، في المعارك مع الجيش الرواندي يوم 2 أكتوبر 1990، تولى كاغامي - الذي درس في جامعة ماكيريري المرموقة بأوغندا، وكلية قيادة الجيش الأميركي والأركان العامة - رئاسة «الجبهة»، وسط خلافات واسعة في المفاوضات مع الهوتو، وتصعيد لأعمال العنف والمجازر العرقية. وبلغ العنف ذروته بين الجانبين عام 1994، وأوقعت المعارك والمجازر المصاحبة نحو مليون قتيل غالبيتهم من التوتسي، واستغل كاغامي المجازر لحشد التعاطف الإقليمي والدولي. ومقابل ذلك، سرَّعت المجازر هجوم «الجبهة الوطنية» التي تمكنت من الوصول إلى عاصمة رواندا كيغالي في يونيو (حزيران) 1994، بدعم دولي، حتى توقفت باستقرار الأمر لكاغامي الذي أسند رئاسة البلاد إلى باستور بيزيمونغو.
- الوصول إلى السلطة
بعد نحو 5 سنوات على حكم بيزيمنغو، أطاح كاغامي به عام 2000، وأحاله إلى المحاكمة بتهمة الفساد ومخالفة توجه المصالحة الوطنية القاضي بنبذ آيديولوجيا التفرقة العرقية، وحُكم على الرئيس المخلوع بالسجن لمدة 15 سنة. ثم بعد تسميته رئيساً للبلاد بتزكية من البرلمان، شرع كاغامي في مهمته الأساسية، التي مكنته من الحكم حتى الآن، وهي سنّ دستورٍ جديد ألغى فيه التفرقة العرقية، التي كانت الوثائق المدنية الرسمية تنصّ عليها. وجرى إقرار الدستور عام 2003، وبالتزامن مع ذلك أُعيد انتخاب كاغامي بالاقتراع العام المباشر. وأعيد انتخاب كاغامي عام 2010، ثم حقق في 4 أغسطس 2017 فوزا كاسحاً ليحصل على ولاية رئاسية ثالثة تمتد 7 سنوات أخرى، وذلك بعد تعديل الدستور عام 2015 بما يسمح له بالاستمرار في السلطة.
خلال حكمه، أعطى كاغامي الأولوية للتنمية والتعليم، فنجح خلال الفترة الماضية في تحقيق أسرع معدلات تنمية في أفريقيا، وزيادة في فرص العمل، عبر تعزيز مصادر الدخل، حتى باتت تجربة رواندا ملهمة أفريقيا. وهنا يشرح طارق ناصيف، الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة في جامعة غوتنبرغ بالسويد، أن «رواندا شهدت تحولات ضخمة، بعد انتهاء الإبادة الجماعية، وشهد اقتصاد البلاد ازدهاراً كبيراً، فارتفع متوسط العمر المتوقع إلى أكثر من 30 في المائة، وتراجعت نسبة الانقسامات العرقية تراجعاً ملحوظاً جداً، من خلال سياسات الدولة التي تهدف إلى تحفيز المصالحة والتماسك والسلم المجتمعي». ولقد أشاد البنك الدولي برواندا، لكونها «حققت تطوراً مثيراً للإعجاب». واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» أن انخفاض معدل وفيات الرُّضّع (وهو يُعدّ مقياساً مهماً في تنمية البلاد) إلى النصف، منذ عام 2000، يُعدّ في مقاييس تنمية الشعوب «واحداً من أهم الأحداث في تاريخ البشرية».
علاوة على ذلك، أصبح اقتصاد رواندا، وفقاً لصندوق النقد الدولي، أحد الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم، بمتوسط نمو يعادل 8 في المائة سنوياً، وعلى مدى العقد الماضي كاملاً. ويعدّ البنك الدولي رواندا من أفضل الأماكن لبدء نشاط تجاري في أفريقيا.
- قيادة أفريقية
وأخيراً، يتمتع كاغامي حالياً بحضور قاري متميز، إذ شغل منصب رئيس الاتحاد الأفريقي في الفترة من 2018 إلى 2019، ولعب دوراً بارزاً في قيادة الإصلاحات المؤسسية للاتحاد الأفريقي، وتعزيز حركة التجارة والاستثمار، كما أنه يضطلع بدور نصير الاتحاد الأفريقي لتمويل الخدمات الصحية المحلية. وتجدر الإشارة إلى أن كاغامي تولّى رئاسة جماعة شرق أفريقيا في الفترة من 2018 إلى 2021، ورئاسة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (نيباد) منذ 2019. وكانت لسياسات الرئيس الرواندي تأثيرات كبيرة في العقل الجمعي لأفريقيا، اعتماداً على دوره في القضاء على الفتنة بين الهوتو والتوتسي.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.