النفط يتراجع متأثراً بمخاوف الطلب والفائدة

استمرار تدفق الصادرات الروسية إلى الهند

مضخة نفطية في أحد الحقول في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخة نفطية في أحد الحقول في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يتراجع متأثراً بمخاوف الطلب والفائدة

مضخة نفطية في أحد الحقول في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخة نفطية في أحد الحقول في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

تراجعت أسعار النفط يوم الخميس، مع صعود الدولار بدعم من توقعات رفع أسعار الفائدة وبعد بيانات اقتصادية في الآونة الأخيرة من الولايات المتحدة والصين لم تقدم ما يكفي لدعم توقعات بتحسن الطلب.
وبحلول الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.82 دولار أو 2.19 في المائة إلى 81.30 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.75 دولار أو 2.21 في المائة إلى 77.41 دولار للبرميل. وتراجع الخامان لليوم الثاني بعد انخفاضهما بنسبة اثنين في المائة يوم الأربعاء، وبلغا أدنى مستوياتهما منذ إعلان مجموعة أوبك بلس عن خفض مفاجئ في الإنتاج في الثاني من أبريل (نيسان).
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في أواندا، في مذكرة للعملاء: «عاد خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى أقل من 80 دولاراً، وقد يواصل الانخفاض إذا استمر التداول القوي للدولار».
وصعد مؤشر الدولار بنحو 0.40 في المائة خلال هذا الأسبوع. ويجعل ارتفاع الدولار النفط المقوم بالعملة الأميركية أعلى ثمناً لحائزي العملات الأخرى. وكشف تقرير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) نُشر مساء الأربعاء أن النشاط الاقتصادي الأميركي لم يطرأ عليه تغير يذكر في الأسابيع الماضية، إذ نما التوظيف على نحو معتدل نسبياً بينما تباطأت زيادة الأسعار على ما يبدو.
وفي مجال التحركات النفطية على الأرض، استمرت صادرات النفط الخام الروسي إلى الهند دون عوائق، حيث أصبحت شركات التكرير الهندية أكثر مهارة في ترتيب وصول شحنات النفط الروسي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في مختلف أنحاء البلاد.
ونقلت «وكالة بلومبرغ» للأنباء عن موكيش سورانا الرئيس التنفيذي لشركة راتناجيري ريفاينر أند بتروكيمياكز ليمتد الجديدة لتكرير النفط، التي أسسها عدد من شركات التكرير الهندية والمملكة العربية السعودية: «من المفيد للجميع عدم خروج النفط الروسي من السوق وأن يتدفق إلى بعض مناطق العالم». وأضاف أن النفط الروسي يصل إلى الهند دون متاعب ولا مشكلات كثيرة «وفي حالة ظهور مشكلات هناك طرق ووسائل تضمن التعامل معها».
يذكر أن الهند أصبحت سوقاً رئيسية للنفط الخام الروسي الذي يخضع للحظر في أوروبا بسبب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) من العام الماضي. في الوقت نفسه، قررت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وضع سقف لسعر النفط الروسي عند مستوى 60 دولاراً للبرميل لكي تحافظ على استمرار تدفق النفط الروسي إلى السوق الدولية، وفي الوقت نفسه تقليص إيرادات روسيا من هذه الصادرات. وقالت الهند في وقت سابق من الشهر الحالي إنها تدرس شراء النفط الروسي بسعر قريب من سقف الأسعار أو أعلى منه إذا لزم الأمر.
ويسيطر خام الأورال القياسي للنفط الروسي على الصادرات النفطية الروسية إلى الهند حيث يتم إنتاجه وتصديره من غرب روسيا، في حين أن سعره ما زال أقل من سقف الأسعار الغربي بحسب سورانا، الذي أضاف أنه يمكن سداد قيمة المشتريات بعملات مختلفة مثل الدولار والروبل والروبية، دون حدوث أي مشكلات حتى الآن.
يذكر أن شركة راتناجيري ريفاينري تقيم مصفاة لتكرير النفط في غرب الهند بقدرة 60 مليون طن سنوياً. ويساهم في تمويل المشروع الذي لم يبدأ العمل بعد شركات إنديان أويل كورب وباهارات بتروليوم كورب وهندوستان بتروليوم كورب المملوكة للدولة الهندية وشركة أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.