السعودية: تراجع أسعار النفط ينعكس على مستقبل الصادرات غير النفطية

مؤسسة النقد: يتوقع أن يشكل النفط التقليدي 60% من النفط العالمي عام 2040

السعودية: تراجع أسعار النفط ينعكس على مستقبل الصادرات غير النفطية
TT

السعودية: تراجع أسعار النفط ينعكس على مستقبل الصادرات غير النفطية

السعودية: تراجع أسعار النفط ينعكس على مستقبل الصادرات غير النفطية

توقعت تقديرات رسمية أن تتأثر الصادرات غير النفطية للسعودية بفعل انخفاض أسعار النفط، نظرا لانخفاض المنتجات البتروكيماوية التي تمثل أكثر من 60 في المائة من إجمالي الصادرات الأخرى للبلاد، وذلك في بحث حمل عنوان «نظرة عامة على أهم مصادر الطاقة غير التقليدية»، أعدته إدارة الأبحاث الاقتصادية في مؤسسة النقد العربي السعودي، لشهر يوليو (تموز) الماضي.
وأوضح البحث الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن ذلك انعكس على نتائج الشركات البتروكيماوية المدرجة في سوق الأسهم المحلية خلال الربع الأول من عام 2015 الحالي.
وتطرق البحث إلى تقدير بعض الجهات لأسعار نفط خام برنت ونمو الناتج المحلي الحقيقي للسعودية، فقد قدرت «جدوى للاستثمار» أن يبلغ نمو الناتج المحلي الحقيقي للمملكة لعام 2015 نحو 3.3 في المائة، وهو الأعلى مقارنة بتقدير الجهات الأخرى، بينما بلغ تقدير مجموعة «سامبا المالية» لسعر خام برنت لنفس العام نحو 60 دولارا للبرميل.
ونوهت الدراسة إلى أن اقتصاد البلاد يعتمد بشكل أساسي ورئيسي على القطاع النفطي، حيث تملك السعودية أقوى المؤثرات على أسعار النفط العالمية، وفي المقابل يتأثر اقتصاد المملكة بشكل قوي إيجابا وسلبا بتغيرات أسعار النفط.
وفي قراءة أكثر تعمقا، تشير الدراسة إلى أنه يُلاحظ في عام 2011 وبعد ارتفاع سعر النفط بنحو 38.6 في المائة، ارتفع الناتج المحلي الاسمي بنحو 27.1 في المائة، والإيرادات الحكومية بنحو 50.7 في المائة، وفائض الحساب الحالي في ميزان المدفوعات بنحو 137.5 في المائة.
أما في عام 2014 وعندما انخفضت أسعار النفط بنحو 8.8 في المائة، انخفضت معها الإيرادات الحكومية بنحو 9.7 في المائة، وانخفض فائض الحساب الحالي بنحو 29.2 في المائة، وفي المقابل ارتفع الناتج المحلي الاسمي بنحو 1.1 في المائة، وهو يعتبر الأقل تأثرا من باقي المؤشرات، نظرا لأن مساهمة القطاع النفطي في الناتج المحلي الاسمي أقل من 50 في المائة.
من جهة ثانية، تطرق البحث إلى مستقبل الطاقة، مشيرا إلى أن من أهم العوامل المؤثرة في ارتفاع أو انخفاض الطلب على الطاقة نمو الاقتصاد العالمي، وحسب تقرير آفاق الاقتصاد العالمي لشهر أبريل (نيسان) الماضي والصادر عن صندوق النقد الدولي، فمن المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.5 في المائة في عام 2015، وبنسبة 3.7 في المائة في عام 2016، لذا من المتوقع أن يستمر النمو في الطلب على الطاقة في الأعوام المقبلة.
ويشير البحث الذي أعده منسوبو مؤسسة النقد العربي السعودي أنه في عام 2040، من المتوقع أن يسهم النفط التقليدي بنسبة 60 في المائة من إجمالي إنتاج النفط عالميا، والباقي عبارة عن نفط غير تقليدي، بالإضافة إلى سوائل الغاز الطبيعي وبعض السوائل البترولية الحيوية.
يأتي ذلك في حين تشير توقعات منظمة الأوبك إلى أن معظم الزيادة في احتياجات العالم من الطاقة حتى عام 2040 سيتم تلبيتها من النفط، والغاز، والفحم، حيث من المتوقع أن تسهم هذه المصادر في تغطية ما يراوح بين 70 في المائة و80 في المائة من الزيادة المتوقعة في استهلاك الطاقة العالمية التي تقدرها أوبك بنحو 44 مليون برميل نفط مكافئ يوميا في عام 2020، ونحو 42 مليون برميل نفط مكافئ يوميا في عام 2035، ونحو 59 مليون برميل نقط مكافئ يوميا في عام 2040.
كما تشير التوقعات إلى ارتفاع حصة الغاز الطبيعي خلال العقود المقبلة لتصبح نسبة الاعتماد على الغاز الطبيعي في عام 2040 نحو 27 في المائة مقارنة بنحو 22 في المائة في عام 2010، وفي المقابل تتوقع أوبك أن يشهد الاعتماد على النفط تراجعا من نحو 32 في المائة في عام 2010 إلى 24 في المائة في عام 2040.
وفي سياق متصل، كشف البحث أنه مع الانخفاض الكبير في أسعار النفط في الأشهر الأخيرة انخفض الطلب العالمي في الحصول على تراخيص التنقيب، حيث تراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2014 إلى 1882 منصة، مقارنة بنحو 1925 منصة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه.
يضاف إلى ذلك، انخفاض منصات الحفر في حوض ويلستون الأميركي الذي يقع فيه حقل باكن بنحو 17 في المائة في ديسمبر 2014 عما كان عليه في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وانخفضت منصات الحفر بنحو 16 في المائة و14 في المائة في حقلي ايقل فورد وحقل بريميان على التوالي خلال نفس الفترة.
وتنسجم هذه النتائج مع ما تشير إليه عدة تقارير بأن تراجع أسعار النفط جعل شركات إنتاج النفط الصخري تعاني من مشكلات مالية يمكن أن تنتهي بها للإفلاس، ومع تصاعد الضغط على منتجي النفط الصخري، تواجه الشركات الضعيفة تهديدا بتضاؤل الاستثمار وتعثر الإنتاج والاضطرار لبيع الأصول واحتمال الإفلاس.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.