ما الذي يحدث بالضبط في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم؟ وهل عودة روي هودجسون إلى كريستال بالاس ستكون بداية سلسلة من الأحداث التي ستؤدي إلى عودة كرة القدم ببطء إلى الوراء؟ لقد عاد فرانك لامبارد لتولي القيادة الفنية لتشيلسي، ويفكر ليستر سيتي في التعاقد مع مارتن أونيل. فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ فهل سيعود جيري فرانسيس إلى توتنهام؟ وهل يعود روي إيفانز لإنقاذ ليفربول ومساعدته على احتلال مركز أفضل في جدول الترتيب؟ وهل يمكننا أن نرى هاري ريدناب أوفرانك لامبارد الأب في ملعب وستهام؟
في الحقيقة، يفكر معظم الجمهور بطريقة غير عقلانية لدرجة أنهم يتمسكون بشكل غريب بالحنين إلى الماضي والتاريخ السابق، ولا يعرف معظمهم شيئاً آخر غير ذلك. وبشكل عام، يمكن القول إن أندية كرة القدم تشبه بعضها بعضاً، فكل نادٍ لديه ملعب، وملعب للتدريب، وصالة ألعاب رياضية، وبعض أقماع التدريب، وقميص أساسي، وقميص احتياطي يلعب به مبارياته الخارجية، وقميص ثالث، وهكذا. ونرى الكثير من اللاعبين الذين يُقبلون شعار النادي، لكن تقريباً لا تربطهم صلة بالنادي الذي يتواجدون فيه! ثم هناك الجمهور، الذي حُكم على كل منهم بتشجيع نادٍ معين بُحكم المكان الذي يقيم به والده، أو بعض التقلبات الأخرى في القدر خلال القرن الماضي أو نحو ذلك!
لكن من أقنعنا بأن الأمر ليس كذلك، وأن النادي الذي نشجعه مختلف إلى حد ما عن الأندية الأخرى، وأن شخصاً ما كان جيداً في ركل الكرة وهو يرتدي قميص نادينا قبل 10 أو 20 أو 30 عاماً، سوف يعرف تلقائياً كيف يكون مصدر إلهام لبعض اللاعبين الشباب المختلفين ليكونوا جيدين في لعب كرة أحدث قليلاً بقميص أحدث بعض الشيء؟ وما الذي فعله ناثان جونز حتى يقال من تدريب ساوثهامبتون؟ ولماذا أقيل سكوت باركر من تدريب كلوب بروج؟ وهل سيتمكن أستون فيلا بقيادة أوناي إيمري من احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل؟ وهل ما زلنا نتذكر تلك الحلقة التي أذيعت من برنامج «مباراة اليوم» بشكل صامت من دون مقدم برامج أو محللين؟ في الحقيقة، نادراً ما تكون كرة القدم منطقية؛ لذا فمن غير المجدي تماماً أن تحاول فهمها!
ومن الصعب للغاية معرفة ما إذا كان هذا هو أفضل موسم للدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يرى كثيرون أنه الدوري الأقوى والأفضل في العالم، أم أنه موسم يتسم بالعشوائية؟ لعل الشيء الجيد في هذا الموسم هو أن كل فريق يلعب من أجل تحقيق هدف معين، وهذا هو ما نريده بالطبع، فنحن نريد أن تظل المنافسة على اللقب وعلى مراكز الهبوط مشتعلة حتى اليوم الأخير من الموسم، والأمر نفسه أيضاً بالنسبة للمراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. إننا نريد أن تستمر الإثارة والمتعة حتى الجولة الأخيرة، وأن يحتفل الجمهور أو يشعر بحزن شديد بسبب هدف تم تسجيله على بُعد 200 ميل.
لامبارد يواجه الضغوط نفسها في ولايته الثانية مع تشيلسي (د.ب.أ)
يكاد يكون الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مثالياً هذا الموسم، حيث يحتل آرسنال، الذي يفتقر للخبرة، صدارة جدول الترتيب، في ظل منافسة شرسة للغاية من قِبل مانشستر سيتي بقيادة المهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند. وستكون المواجهة بين مانشستر سيتي وآرسنال على ملعب الاتحاد في غضون أيام قليلة حاسمة وممتعة للغاية. في الحقيقة، جعل المدير الفني للمدفعجية ميكيل أرتيتا الكثيرين منا يبدون سخفاء. ولم يكن من المعتاد أن يقرر ناد بحجم آرسنال إسناد مهمة تدريب الفريق الأول لمدير فني شاب عديم الخبرة. فهل الأمر يعود إلى أن أرتيتا يحمل الحمض النووي لآرسنال، أم لأنه مدير فني ممتاز؟ لقد نجح في بناء فريق قوي للغاية يهاجم بسرعة وشراسة ويقدم كرة قدم ممتعة ويلعب من أجل تحقيق هدف واضح.
وفي هذه الأثناء، دائماً ما يكون هالاند هو محط أنظار الجميع في مانشستر سيتي. قد ينتهي الموسم الحالي من دون حصول مانشستر سيتي بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا على أي لقب هذا الموسم، لكن هذا لا يعني الفشل على الإطلاق، فقد يحصل الفريق على أكثر من 90 نقطة في الدوري الإنجليزي الممتاز ويفشل في الفوز باللقب، وقد يخرج أيضاً من دوري أبطال أوروبا.
وفي الوقت نفسه، يحقق إيدي هاو نتائج استثنائية مع نيوكاسل يونايتد، ويساعد لاعبي الفريق على تقديم مستويات تفوق كل التوقعات. وفي المقابل، يقدم توتنهام – بغض النظر عن المدير الفني الدائم الذي يقوده – مستويات أقل من الإمكانات الكبيرة للاعبيه، لكن الفريق لا يزال على أي حال ينافس على احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. أما مانشستر يونايتد فيقدم مستويات غير ثابتة على الإطلاق، فتارة يظهر بشكل استثنائي، وتارة أخرى يظهر سيئاً للغاية، ثم يستفيق من جديد، وهكذا. ويحقق برايتون نتائج رائعة، حيث نجح المدير الفني الإيطالي روبرتو دي زيربي في تكوين فريق قوي للغاية، كما نجح في اكتشاف «آلان شيرار الآيرلندي»، وحول سولي مارش إلى ديفيد سيلفا!
ثم هناك النصف الثاني من جدول الترتيب، حيث يبدو الأمر كما لو أن كريستال بالاس يحتل المركز الثاني عشر منذ عقود، لكنه لا يبتعد سوى بنقاط قليلة عن منطقة الهبوط! ويبدو متذيل جدول الترتيب ساوثهامبتون أقرب من أي وقت مضى للهبوط. أما بالنسبة لأولئك الذين لديهم ضمير، فإنهم لا يركزون على المتعة والمنافسة بقدر ما يركزون على قضايا أخرى، مثل المراهنات التي تسيطر على كل جوانب اللعبة، أو تشفير المباريات وحرمان الجمهور الحقيقي من مشاهدة المباريات!
ومع ذلك، فنحن منغمسون في الأمر تماماً، وكأننا أطفال في العاشرة من العمر، ونحدق في جدول الترتيب على تطبيقاتنا المفضلة بعد أي فوز يحققه الفريق الذي نشجعه، بل وننظر إلى المباريات المتبقية ونؤكد أن فريقنا قادر على الفوز بها جميعاً وحصد النقاط الثلاث من كل مباراة، على الرغم من أن كل الأدلة المتاحة ربما تشير إلى عكس ذلك تماماً! لا يزال يتبقى ربع الموسم – وهو عدد كبير من المباريات – لذلك من الممكن أن يتغير كل شيء. يقول تشارلي بيكر، الذي يشاركني في تقديم برنامج على قناة «توك سبورت»، إنه يمكنك إنهاء أي محادثة تتعلق بكرة القدم بمجرد أن تقول كلمة «سنرى». وفي موسم مثل الموسم الحالي، ربما تكون هذه هي الكلمة الوحيدة التي يمكن قولها في الوقت الحالي!