تاريخ صلاحية الجواز أهم من السفر... فتأكد قبل الحجزhttps://aawsat.com/home/article/4283721/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%B2-%D8%A3%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D9%81%D8%AA%D8%A3%D9%83%D8%AF-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%B2
تاريخ صلاحية الجواز أهم من السفر... فتأكد قبل الحجز
تركيا لا تسمح بدخولها بصلاحية جواز تقل عن ستة أشهر (شاترستوك)
عندما نقرر السفر بهدف السياحة نفكر بكل شيء بدءاً بالوجهة، مروراً بتذكرة السفر وانتهاء باختيار الفندق المناسب لحاجتنا وميزانيتنا، باعتبار أن تلك العناصر المذكورة هي الأهم للسفر، ولكن يغفل عن بال الكثير من المسافرين بأن جواز السفر وتاريخ صلاحيته تحديداً هما الأهم في مشروع السفر، ويجب التأكد منهما قبل التفكير حتى بحجز التذكرة.
في الكثير من الأحيان، ينسى المسافرون التحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية على جوازات سفرهم قبل السفر، بافتراض أنه ما دام هذا التاريخ سارياً فسيكونون بخير. ونسمع كثيراً عن حالات حزينة لمسافرين تكبدوا عناء السفر ليجدوا أنفسهم في طريق الرفض والعودة من المطار إلى منازلهم، وفي بعض الأحيان يسمح لهم بالسفر ليتم إرجاعهم إلى وجهتهم الأولية بسبب تضارب المعلومات.
لا يزال الكثير من البلدان يفرض مدة معينة من الوقت على جواز السفر قبل السماح لك بالدخول. اكتشف ما إذا كان يمكنك السفر عندما توشك صلاحية جواز سفرك على الانتهاء من خلال زيارة المواقع الرسمية لكل بلد على حدة، فلكل بلد قانونه فيما يخص تاريخ صلاحيات الجوازات.
قبل حزم أمتعتك يجب إلقاء نظرة على جوازك لتفحص تاريخ الانتهاء، والتأكد من أنه لديك ما يكفي من الوقت بشكل يتناسب مع قانون البلد الذي تنوي زيارته بهدف السياحة أو العمل. الكثير من البلدان تمنع دخولك في حال كانت صلاحية الجواز تنتهي قبل ثلاثة أشهر، والبعض الآخر يرفض دخولك في حال كانت صلاحية الجواز أقل من ثلاثة أشهر، في حين أن بعض البلدان مثل الولايات المتحدة وأستراليا وكندا تسمح بدخول المسافرين طالما كان جواز سفرهم صالحا طيلة وقت إقامتهم.
التأكد من تاريخ صلاحية جواز السفر قبل الحجز (شاترستوك)
إذا كنت بحاجة لتأشيرة سفر فمن الأفضل أن يتمتع جواز سفرك بصلاحية لا تقل عن 6 أشهر، خذ هذه الفكرة كقاعدة رسمية لتفادي خيبات الأمل وإفساد عطلاتك، في حال كنت تحمل جواز سفر أوروبي فيسمح لك بالدخول إلى تلك البلدان طالما أن صلاحية جواز سفرك لا تقل عن ثلاثة أشهر.
ولكن تبقى هناك بعض البلدان مثل مصر وتركيا وتايلاند والصين تفرض بأن يتمتع جواز السفر بصلاحية لا تقل عن ستة أشهر.
أفضل طريقة للتأكد من قوانين صلاحية جواز السفر، زيارة موقع Travel Advice أو الموقع الرسمي الخاص بكل بلد.
تنبه إلى أنه لكل بلد حول العالم قانونه الخاص، فلا تعتمد على معلومة صحيحة خاصة بقانون السفر إلى بلد ما لأنها قد لا تكون سارية في بلد آخر، كما أن القوانين تتبدل أحياناً بهذا الخصوص، لذا من الأفضل التأكد قبل السفر.
إليك لائحة بالبلدان التي تفرض قوانين مختلفة:
- الاتحاد الأوروبي يطلب من حاملي الجوازات البريطانية والأوروبية بأن تكون صلاحية جوازات سفرهم لا تقل عن ثلاثة أشهر، في حين أن قبرص الشمالية تفرض بأن تكون صلاحية الجواز لا تقل عن ستة أشهر.
- اليابان تفرض بأن تكون صلاحية الجواز سارية طيلة فترة الإقامة في البلاد.
- مصر تفرض بأن تكون صلاحية الجواز لا تقل عن ستة أشهر.
- الصين تفرض بأن تكون صلاحية الجواز لا تقل عن ستة أشهر.
- سنغافورة تفرض بأن تكون صلاحية الجواز لا تقل عن ستة أشهر.
- نيوزيلندا تفرض بألا تقل صلاحية الجواز عن شهر من تاريخ الخروج من البلاد (من الأفضل أن يكون الجواز صالحاً لستة أشهر في حال كنت بحاجة لتأشيرة دخول).
- تركيا تفرض على المسافرين بأن يحملوا جوازات صالحة لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
القاعدة الذهبية في السفر إذن هي التأكد من صلاحية الجواز قبل الحجز؛ لأن شركات التأمين لا تدفع ولا تعوضك مقابل الخسائر المادية التي قد تتكبدها بسبب رفض دخولك إلى البلدان التي تفرض تاريخ صلاحية أطول، كما أن شركات الطيران لن تعوض لك خسائرك المادية هي الأخرى، وقوانين المطارات صارمة جداً فيما يخص هذا الموضوع؛ إذ نسمع بالكثير من الحالات التي حالت دون دخول المسافرين إلى وجهاتهم وفرض عودتهم إلى بلادهم.
مسؤولية تاريخ صلاحية جواز السفر تقع على عاتق المسافر دون سواه، لذا يجب التنبه لهذا الموضوع، وإعطاؤه أهمية كبيرة والقيام بإجراءات التجديد قبل فترة طويلة من إجراء الحجوزات خاصة في فترات يكثر فيها السفر مثل فصل الصيف والعطل المدرسية والأعياد.
في بريطانيا على سبيل المثال، ستكون هناك إضرابات في الأسبوع الأول من مايو (أيار) في دوائر إصدار الجوازات الحكومية، وقد تستغرق فترة تجديد الجواز نحو 10 أسابيع، وهناك عدة أمثلة لبلدان عربية تعرض شعبها لتأخير كبير للحصول على جواز سفر مثل لبنان؛ لذا من الأفضل إعطاء نفسك فترة زمنية طويلة لحين تحصل على جوازك الجديد قبل إجراء حجوزات السفر.
يشار إلى أن البلد الوحيد الذي يسمح لك بدخوله بجواز سفر لا تتوافق صلاحيته مع القانون هو بلدك الأم.
كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.
تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.
قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليديةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9/5083739-%D9%82%D8%B1%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%B1-%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A7%D9%8B-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.
ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.
«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.
ـ الحرانية
قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.
والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.
تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.
ـ القراموص
تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.
الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.
وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.
تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.
ـ النزلة
تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.
يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.
ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.
شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.
ـ تونس
ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.
تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.
ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.
ـ ساقية المنقدي
تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.
تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.
ـ القرنة
إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.
بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.
ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.