قيادة حزب طالباني ترفض مشروعًا لبرهم صالح لتجاوز أزمة رئاسة كردستان

الخلافات الداخلية تعصف به رغم تصويت المكتب السياسي عليه

قيادة حزب طالباني ترفض مشروعًا لبرهم صالح لتجاوز أزمة رئاسة كردستان
TT

قيادة حزب طالباني ترفض مشروعًا لبرهم صالح لتجاوز أزمة رئاسة كردستان

قيادة حزب طالباني ترفض مشروعًا لبرهم صالح لتجاوز أزمة رئاسة كردستان

مع اقتراب موعد انتهاء ولاية رئيس إقليم كردستان الحالية في 20 أغسطس (آب) الحالي، تستعر معركة رئاسة الإقليم بين الأطراف الكردية الرئيسية الخمسة يوما بعد يوم، خاصة مع إصرار الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وحركة التغيير على تعديل قانون رئاسة الإقليم.
وفي هذا السياق، رفض مجلس قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني أمس وبعد أكثر من أربع ساعات من المناقشات مشروعا قدمه برهم صالح، نائب الأمين العام للحزب، لتجاوز الخلاف وأكد الحزب التزامه بمشروع التعديل الذي قدمته كتلته إلى برلمان الإقليم.
وقال أحد قيادي الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «بحثنا المشروع المقدم من قبل النائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، أمس لعدة ساعات في اجتماع مجلس قيادة الاتحاد، وكانت هناك آراء مختلفة حوله، وفي نهاية الاجتماع توصلنا إلى نتيجة وهي عدم تبني المشروع كمشروع رسمي للاتحاد الوطني الكردستاني، وفي الوقت ذاته أكد مجلس القيادة تأييده لمشروع قانون تعديل قانون رئاسة الإقليم الذي رفع إلى رئاسة برلمان الإقليم، ويعتبر المشروع الوحيد للاتحاد الوطني، وسيعمل الحزب خارج البرلمان أيضا على أساس هذا المشروع في مباحثاته مع الأطراف الأخرى، فيما شدد المجلس على أن تكون يد الحزب مطلقة للعمل من أجل التوافق الوطني مع الأطراف الأخرى».
وكان المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني قد صادق في اجتماعه الذي عقده في كركوك أول من أمس على المشروع المقدم من قبل برهم صالح وأحاله إلى اجتماع مجلس قيادة الحزب للتصويت عليه، فيما جوبه قرار المكتب السياسي للاتحاد بمعارضة من كتلة الحزب في البرلمان وعدد من قيادييه، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعميق الخلافات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني.
ويحمل المشروع الذي قدمه صالح عنوان «الحل الوطني لأزمة الحكم في إقليم كردستان»، دعا فيه إلى بقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني في منصبه لعامين آخرين أي حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية في عام 2017. مع تأكيده على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول إعادة النظر في قانون رئاسة الإقليم والدستور وتثبيت النظام البرلماني الديمقراطي وتعديل سلطات وآلية انتخاب رئيس الإقليم داخل البرلمان، والمصادقة عليها بقانون في البرلمان قبل 20 أغسطس الحالي. كما يدعو المشروع إلى «منح السلطات الكاملة لوزيري البيشمركة والداخلية في الإقليم لتوحيد قوات البيشمركة والمؤسسات الأمنية، وتشكيل مجلس خاص بالمرحلة الانتقالية الحالية (العامين المقبلين لحين إجراء انتخابات برلمان الإقليم عام 2017)، يتكون من رئيس الإقليم ورئيس الحكومة وممثلي الأطراف السياسية المشاركة في حكومة الإقليم لبحث وإقرار مسائل الأمن القومي وتقرير المصير والعلاقات مع العراق ودول المنطقة.
بدوره، قال بشار مشير، النائب في برلمان الإقليم عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني، لـ«الشرق الأوسط»: «إذا لم تكن هناك نتيجة إيجابية للمباحثات الجارية داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، فسيكون للحزب الديمقراطي الكردستاني كلامه في اليومين المقبلين»، مضيفا أنه «إذا استمر الوضع هكذا فلا أتوقع التوصل إلى أي نتيجة قبل 20 أغسطس».
وعن موقف حزبه فيما إذا واصلت الأحزاب الأربعة الأخرى (الاتحاد الوطني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) تمسكها بمشروع تعديل قانون رئاسة الإقليم، قال مشير: «سيكون ذلك انقلابا، وهذا الانقلاب مرفوض».
وطرح الاتحاد الإسلامي الكردستاني خلال الأيام الماضية مبادرة للتقريب بين الأطراف لكنها أصيبت ببعض الجمود بسبب إصرار الأطراف على مواقفها من المسألة. وقال هيوا ميرزا، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الإسلامي، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستمرون في مبادرتنا، ومقتنعون أنه يجب على كل طرف من هذه الأطراف الخمسة أن يتنازل عن بعض قناعاته من أجل التوصل إلى رأي سادس، فإذا كانت كافة الأطراف متمسكة بمواقفها وإذا أردنا حل هذه المسألة في البرلمان فقط قبل التوصل إلى توافق، حينها لن نستطيع التوصل إلى أي نتيجة، وسيكون البيت الكردي معرضا للأزمة، لذا نحن نؤكد على عقد اجتماع لهذه الأطراف الخمسة الرئيسية للتوصل إلى نتيجة إيجابية وتوافق حول هذه المسألة».
من جهته، قال علي محمد صالح، النائب عن حركة التغيير في برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في حركة التغيير ندافع وبشكل مبدئي عن المشروع الذي قدمناه للبرلمان في يونيو (حزيران) الماضي، لكن باب التوافق ما زال مفتوحا».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.