دراسة: الدماغ يقود مهمة إعادة التدوير بعد الصيام

عبر عملية تسمى «البلعمة الذاتية»

تنشيط الخلايا العصبية (AgRP) في الدماغ عن طريق الصيام (معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي)
تنشيط الخلايا العصبية (AgRP) في الدماغ عن طريق الصيام (معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي)
TT

دراسة: الدماغ يقود مهمة إعادة التدوير بعد الصيام

تنشيط الخلايا العصبية (AgRP) في الدماغ عن طريق الصيام (معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي)
تنشيط الخلايا العصبية (AgRP) في الدماغ عن طريق الصيام (معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي)

يؤدي الصوم إلى تشغيل عملية تسمى «البلعمة الذاتية»، حيث يقوم الجسم بتشغيل نظام التخلص من النفايات في الخلايا، ويكتسب طاقة جديدة. وأظهر باحثون في معهد «ماكس بلانك» لأبحاث التمثيل الغذائي في كولونيا بألمانيا، أن الدماغ يلعب دوراً حاسماً في هذه العملية.
والمعروف أن خلايا الكبد هي المسؤولة عن هذه العملية، ولكن الدراسة المنشورة، أمس (الثلاثاء)، في دورية «سيل ميتابوليزم»، تكشف لأول مرة عن الدور الذي يقوم به الدماغ، حيث وجدت أنه «حتى بعد فترة قصيرة من الصيام، يقوم الدماغ بإفراز هرمون (الكورتيكوستيرون)، الذي يحفز الكبد على بداية عملية البلعمة الذاتية».
و«البلعمة الذاتية» ضرورية للبقاء على قيد الحياة، حيث يتم تمزيق الجزيئات المعيبة أو التالفة وتدميرها بواسطة نظام التخلص من النفايات الخاص بالخلية، ويتم توليد طاقة جديدة من ذلك، وهذا النوع من إزالة السموم من الجسم يحافظ على لياقة الجسم.
ويوضح ويي تشين، باحث ما بعد الدكتوراه في «معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي»، الباحث الرئيسي، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد، بالتزامن مع نشر الدراسة: «كنا نعتقد أن خلايا أجسامنا تشعر بذاتها بشكل أساسي عندما تكون منخفضة الطاقة ثم تعزز الالتهام الذاتي، لكننا وجدنا الآن في تجارب على الفئران أن الدماغ يلعب دورا حاسماً».
وفي دراستهم، لم يطعم الباحثون الفئران لمدة 4 ساعات، في الوقت الذي تأكل فيه كثيراً في العادة، ثم درسوا كيف استجابت العصبونات (AgRP)، وهي مجموعة من 3 آلاف خلية عصبية في مركز الجوع بمنطقة ما تحت المهاد بالدماغ، لهذا الصيام، والمثير للدهشة أنهم وجدوا أنه أثناء الصيام، لا يرسل الدماغ إشارات تحفز الكائن الحي على الأكل فحسب، بل يرسل أيضاً إشارات تنشط الالتهام الذاتي.
وتمكن الباحثون أيضاً من تحديد كيفية تواصل الدماغ مع الكبد؛ فعندما تكون مستويات الطاقة منخفضة، تحفز الخلايا العصبية إطلاق هرمون الكورتيكوستيرون، الذي يحفز بعد ذلك تنشيط الالتهام الذاتي في خلايا الكبد، وقد تمكنوا أيضاً من توضيح المسارات الدقيقة التي تنتقل بها الإشارة في الدماغ بالتفصيل، وبالتالي تحديد الخلايا العصبية التي تشارك في العملية.
وتمكنوا أيضاً من إثبات أن منع إرسال هذه الإشارة يؤدي إلى عدم اندفاع الالتهام الذاتي، رغم الصيام، ويفترض الباحثون أن الدماغ يعطي أول إشارة لبدء الالتهام الذاتي بسرعة، ويعتقدون أن الخلايا في الكبد ستبدأ أيضاً في نظام إعادة التدوير بنفسها، ولكن في مرحلة لاحقة فقط.
ويقول ينس برونينغ، مدير «معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي»: «تظهر دراستنا أن الالتهام الذاتي لا تديره خلايا الجسم بنفسها، ولكن من خلال الدماغ، وعلى المدى الطويل، نود معرفة ما إذا كانت هذه الآلية المكتشفة حديثاً في الدماغ تساهم في التأثيرات الإيجابية للصيام».
ويقول خالد شلبي، استشاري الباطنة بوزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط»، إن «النتائج التي التوصل إليها من الفريق البحثي يمكن أن تكون مفيدة، بعد إثباتها من خلال تجارب سريرية على البشر، في التحديد الدقيق لفترة الصيام المطلوبة لتشغيل آلية الالتهام الذاتي، وبالتالي يمكن أن تتم التوصية بنظام غذائي يومي يساعد على تشغيل تلك الآلية».



الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.