يبدو أن الأمور تسير في صالح مانشستر سيتي قبل ثماني جولات من نهاية الدوري الإنجليزي الممتاز، في ظل نزيف نقاط المتصدر آرسنال، وهناك شعور بأن مواجهتهما نهاية الشهر الحالي ستكون بمثابة «نهائي» في صراع اللقب.
وفاز سيتي 3 - 1 على ضيفه ليستر سيتي السبت، فيما سقط آرسنال الأحد في فخ التعادل 2 - 2 مع جاره اللندني وستهام ليتقلص الفارق بينهما إلى 4 نقاط فقط.
وبات في رصيد آرسنال 74 نقطة مقابل 70 لسيتي الذي لديه مباراة مؤجلة، ويستضيف المدفعجية على أرضه في 26 الشهر الحالي في مباراة قد تكون مصيرية لتحديد هوية البطل.
ولم يخسر سيتي في جميع المسابقات منذ الخامس من فبراير (شباط)، وحافظ على سجله الخالي من الهزيمة في 14 مباراة، وأحرز 45 هدفاً في تلك المباريات، فيما اهتزت شباكه ثماني مرات.
وفي المقابل، وبعد أن تصدر غالبية فترات الموسم، وبدا أنه في طريقه لتحقيق لقبه الأول في الدوري منذ عام 2004، يبدو أن آرسنال بدأ يدفع ثمن تعثره في ثلاث مباريات توالياً الشهر الماضي، عندما تعرض لخسارتين وتعادل، لم يذق بعدها طعم الخسارة في مبارياته التسع الأخيرة في الدوري، محققاً 7 انتصارات توالياً مقابل تعادلين، الأول أمام ليفربول 2 - 2 في المرحلة الماضية، عندما أهدر أيضاً تقدماً بهدفين، ثم بنفس النتيجة أمام وستهام، علماً بأن الخسارة الأخيرة «للمدفعجية» تعود إلى 15 فبراير أمام سيتي 1 - 3 على ملعب الإمارات.
وفرض نزيف النقاط حالة من الذعر في آرسنال، واعترف مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا بأن فريقه بات يفتقر للشراسة في الأوقات الحاسمة، وقال عقب انتهاء المواجهة مع وستهام: «لقد بدأنا اللقاء بشكل رائع مجدداً، وسيطرنا على المباراة، استحوذنا وسجلنا هدفين، وبعد ذلك قمنا بارتكاب خطأ كبير... لقد توقفنا عن اللعب بطريقتنا من أجل تسجيل هدف ثالث أو رابع، بدا الأمر سهلاً جداً، منحنا وستهام الأمل والفرصة، وتمكنوا من استغلالها بشكل جيد».
وتابع: «لقد فعلوا بذلك بطريقة رائعة للغاية ومباشرة، لقد عانينا للخروج من تلك المباراة، إذا لم تكن تدافع عن منطقتك بشكل جيد فستدفع الثمن، نحتاج للشراسة».
وقال البرازيلي غابرييل خيسوس مهاجم الفريق ومسجل الهدف الأول في مرمى وستهام: «مرة أخرى، كانت النقاط الثلاث في أيدينا. المباراة لمدة 90 دقيقة وليس 20 دقيقة... نحن كفريق يجب أن نرفع مستوانا، ونعود إلى أسلوبنا».
أرتيتا فرض طوارئ في آرسنال لإيقاف نزيف النقاط (إ.ب.أ)
وأضاف المهاجم المنضم هذا الصيف من سيتي: «نحن ندرك قوتنا، وندرك ما يمكننا فعله... لعبنا بشكل رائع في أول عشر دقائق أو 20 دقيقة، وبعد ذلك تراجع مستوانا، وبكل وضوح لا يمكن أن يحدث ذلك إذا كنا نريد القتال على اللقب».
وأعلن آرسنال حالة الطوارئ للحفاظ على آماله وحلمه الذي يتسرب، وطالب أرتيتا لاعبيه برد قوى في مواجهة ساوثهامبتون الجمعة، قبل خوض المعركة الكبرى في ضيافة مانشستر سيتي يوم 26 أبريل (نيسان) الحالي.
ومن جهته، وصف الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مواجهة آرسنال المقبلة بأنها نهائي مثير على اللقب. ما زال سيتي ينافس على لقب دوري أبطال أوروبا، كما يستضيف شيفيلد يونايتد في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي يوم السبت.
وبعيداً عن سباق اللقب، ما زال صراع المربع الذهبي مفتوحاً في ظل لعبة الكراسي الموسيقية بين فرق مانشستر يونايتد ونيوكاسل وتوتنهام المتنافسين على آخر مقعدين مؤهلين لدوري الأبطال الموسم المقبل.
ونجح مانشستر يونايتد، رغم سلسلة الإصابات التي لحقت بالكثير من لاعبيه الأساسيين، حسم المركز الثالث بانتصاره على مضيفه نوتنغهام فورست 2 – 0، ومستغلاً خسارة نيوكاسل 3 - صفر ضد مضيفه أستون فيلا ليتقدم عليه بفارق 3 نقاط، وبست نقاط على توتنهام هوتسبير خامس الترتيب الذي خاض مباراة أكثر. وعانى يونايتد من إصابة مهاجمه ماركوس راشفورد والمدافع الفرنسي رافائيل فاران، بينما تأكد غياب قلب الدفاع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز حتى نهاية الموسم بعدما تعرض لإصابة في القدم، وزادت الأمور تعقيداً بإصابة لاعب الوسط النمساوي مارسيل زابيتسر خلال عملية الإحماء قبل مواجهة فورست.
ورغم ذلك قدم يونايتد عرضاً رائعاً، وسيطر تماماً على المواجهة في ملعب فورست، وسجل هدفين. وقال البرتغالي برونو فرنانديز صانع ألعاب يونايتد والذي اختير رجل المباراة: «النتيجة أهم شيء بالنسبة لي. نريد حصد النقاط في هذا التوقيت لضمان الوجود في دوري الأبطال الموسم المقبل».
وستكون الجولات الثماني المقبلة بمثابة سباق ماراثوني بين الفرق الثلاثة يونايتد ونيوكاسل وتوتنهام لضمان مكان في دوري الأبطال. ورغم سخط جمهور توتنهام على اللاعبين، فإنها تأمل أن تكون المباراة أمام نيوكاسل الأسبوع المقبل بوابة لاستعادة آمال الفريق في المربع الذهبي. ولخصت الخسارة 3 - 2 أمام ضيفه بورنموث بعد ساعات من هزيمة نيوكاسل الموسم الكارثي لتوتنهام، وأثبتت أن إقالة المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي لم تكن بداية صحوة كما كانت تتمنى الإدارة. واكتفى توتنهام بالتعادل مع عشرة لاعبين من إيفرتون المتعثر، وانتصر بصعوبة على برايتون آند هوف ألبيون قبل الخسارة أمام بورنموث، لتطلق الجماهير صيحات الاستهجان ضد لاعبيها، خصوصاً المدافع دافنسون سانشيز الذي خرج مستبدلاً بعد مشاركته كبديل. وكان من أبرز ملامح الجولة الحادية والثلاثين الظهور المتألق لمهاجم أستون فيلا أولي واتكنز الذي سجل هدفين من ثلاثية الانتصار على نيوكاسل.
وتجاهل غاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا واتكنز عند اختيار التشكيلة المنافسة في كأس العالم العام الماضي بسبب تأثره بمستوى فريقه المتواضع في بداية الموسم، لكن منذ إقالة ستيفن جيرارد والتعاقد مع المدرب الإسباني أوناي إيمري تألق مهاجم أستون فيلا، ولفت الأنظار إليه.
وعند تولي إيمري المسؤولية في 24 أكتوبر (تشرين الأول) كان رصيد واتكنز هدفين فقط، لكنه رفع رصيده منذ هذا التاريخ إلى 15 هدفاً؛ إذ أحرز 11 هدفاً في آخر 12 مشاركة له في الدوري. وإذا حافظ واتكنز على مستواه أو قاد فيلا إلى التأهل لبطولة أوروبية فيمكن أن يكون موجوداً في تشكيلة إنجلترا في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا 2024. وستكون الجولات المقبلة بمثابة حرب لا يمكن فيها حسابات الخسارة بالنسبة لإيفرتون إذا كان يريد الهروب من الهبوط بعد خسارته 3 - 1، السبت، أمام فولهام في ضربة أخرى للمدرب شون دايك. وتدور 8 فرق في فلك خطر التهديد بتوديع الدوري الممتاز.