عبَّرت الجزائر، اليوم (الأحد)، عن «استغرابها الشديد من قرار طائش»، اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، عندما وافق على تسلم أوراق اعتماد الدبلوماسية المغربية أمينة سلمان ممثلةً دائمة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الأفريقي. وجرى ذلك، الخميس الماضي، بمقر الاتحاد في أديس أبابا.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، إن «هذا التصرف غير مسؤول وغير مقبول»، وإنها أطلقت مساعي لدى المفوضية الأفريقية لـ«التأكيد على أن هذا التعيين المزعوم (ممثل دائم لاتحاد المغرب العربي في الاتحاد الأفريقي) ليس من صلاحيات الأمين العام للاتحاد المغاربي، وهذا وفقاً للنصوص التي تضبط تسييره». في إشارة إلى التونسي الطيب البكوش الذي تتعامل الجزائر معه بحساسية شديدة.
وأكد بيان الخارجية أن ولاية البكوش انتهت رسمياً في الأول من أغسطس (آب) 2022 (مدتها 5 سنوات)، من دون إمكانية تجديدها، بحسبه.
واعتبر أن ما حصل «بهتان يخدم الأجندة التي وضعها بلد الإقامة»، يقصد المملكة المغربية التي يوجد بها مقر الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي.
وحرص البيان ذاته على «التوضيح بأن الجزائر لم تُستشر أبداً بخصوص هذا التعيين، الذي تم خارج القواعد المنصوص عليها في ميثاق تأسيس اتحاد المغرب العربي، فبراير (شباط) 1989، التي تشترط في مثل هذه الحالات تصويتاً بالإجماع من الدول الأعضاء، وذلك على مستوى مجلس وزراء الخارجية، باعتباره المؤسسة الوحيدة المخولة بالفصل في هذا التعيين، كما في إقرار علاقات تعاون مع مجموعات إقليمية ودولية، وهو ما حددته المادة 6 من ميثاق التأسيس والمادتان 5 و7 من النظام العام الذي يحدد صلاحيات الأمين العام لاتحاد المغرب العربي».
كما عبرت الجزائر عن رفضها استعمال كلمة «أمين عام بالنيابة لاتحاد المغرب العربي»، من طرف الاتحاد الأفريقي، في تعاملها مع الطيب البكوش، على أساس أن ميثاق تأسيس الاتحاد المغاربي لا يتضمن هذه الصفة.
وأضاف البيان أن موسى فقي «خضع، من خلال هذا الإخراج البروتوكولي الفج، لمناورة غير بريئة تم تصميمها وتنفيذها خدمة لأهداف لا تخدم البتة مصالح اتحاد المغرب العربي ولا الاتحاد الأفريقي، التي تجدد الجزائر تمسكها القوي بها».
والمعروف أن الاتحاد الأفريقي يعيش حالة شلل تام، منذ آخر قمة لقادته عُقدت بتونس عام 1994، ويعود ذلك إلى الخلاف الجزائري المغربي بشأن نزاع الصحراء.
يُشار إلى أن الطيب البكوش أعلن، عشية القمة العربية التي التأمت بالجزائر، مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أنه لم يتلق دعوة لحضورها من طرف البلد المنظم، من دون ذكر الأسباب.
كما أن علاقة الجزائر برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ساءت منذ 2021، عندما قرر قبول إسرائيل مراقباً جديداً في الهيئة الأفريقية.
وقالت يومها إن القرار «يدخل ضمن صلاحياته الإدارية، لكن ليس من شأنه أن يؤثر على الدعم الثابت والفعال للمنظمة القارية تجاه القضية الفلسطينية العادلة».
لكنها أكدت أنه «اتخذ دون مشاورات موسعة مسبقة مع جميع الدول الأعضاء، وهو لا يحمل أي صفة أو قدرة لإضفاء الشرعية على ممارسات وسلوكيات المراقب الجديد، التي تتعارض تماماً مع القيم والمبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي».
وفي نهاية العام نفسه، سعت الدبلوماسية الجزائرية بقوة لإقناع الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي برفض قبول إسرائيل عضواً مراقباً في التكتل القاري، تحسباً لبحث هذه القضية في قمة للقادة الأفارقة، وهو ما تم فعلاً وبمساعدة جنوب أفريقيا التي عارضت الخطوة.
استياء جزائري من تعيين دبلوماسية مغربية ممثلة للاتحاد المغاربي لدى الاتحاد الأفريقي
استياء جزائري من تعيين دبلوماسية مغربية ممثلة للاتحاد المغاربي لدى الاتحاد الأفريقي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة