علماء يصنعون بديلا لليورانيوم المشع غنيا بالنيوترونات

علماء يصنعون بديلا لليورانيوم المشع غنيا بالنيوترونات
TT

علماء يصنعون بديلا لليورانيوم المشع غنيا بالنيوترونات

علماء يصنعون بديلا لليورانيوم المشع غنيا بالنيوترونات

توصل العلماء لصناعة نظير جديد تمامًا لعنصر اليورانيوم عالي النشاط الإشعاعي. لكنه قد يستمر 40 دقيقة فقط قبل أن يتحلل إلى عناصر أخرى.
ويحتوي النظير الجديد (اليورانيوم 241) على 92 بروتونًا (كما هو الحال مع جميع نظائر اليورانيوم) و 149 نيوترونًا؛ ما يجعله أول نظير جديد غني بالنيوترونات من اليورانيوم يُكتشف منذ عام 1979.
وبينما تحتوي ذرات عنصر معين دائمًا على نفس عدد البروتونات قد تحتوي نظائر أو إصدارات مختلفة من هذه العناصر على أعداد مختلفة من النيوترونات في نواتها. ولكي يتم اعتبار النظير غنيًا بالنيوترونات يجب أن يحتوي على نيوترونات أكثر مما هو شائع في هذا العنصر.
ويقع اليورانيوم بفئة العناصر في الجدول الدوري المعروفة باسم «الأكتينيدات»، والتي تحتوي على عدد بروتونات بين 89 و 103. حيث ان جميع الأكتينيدات مشعة، لكن اليورانيوم هو أحد العناصر الأربعة الأكثر إشعاعًا، إلى جانب الراديوم والبولونيوم والثوريوم.
ومن أجل المزيد من التوضيح، قال توشيتاكا نيواسي الباحث بمعجل الطاقة العالية بمنظمة الأبحاث (KEK) مركز واكو للعلوم النووية (WNSC) في اليابان المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة بمجلة «Physical Review Letters» حول نظير اليورانيوم الجديد «قمنا بقياس كتل 19 نظيرًا مختلفًا من نظائر الأكتينيد بدقة عالية تبلغ جزءا واحدا لكل مليون مستوى، بما في ذلك اكتشاف وتحديد نظير اليورانيوم الجديد». مؤكدا «هذا هو أول اكتشاف جديد لنظير اليورانيوم على الجانب الغني بالنيوترونات منذ أكثر من 40 عامًا». وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وفي هذا الاطار، يمكن أن تكون النظائر مستقرة، ما يعني أنها تحافظ على تكوينها الذري أو أنها غير مستقرة؛ ويعني هذا الأمر أنها تتحلل إلى عناصر أخرى عن طريق اكتساب أو التخلص من البروتونات. حيث تُقاس معدلات الانحلال بنصف عمر النظير، أو الوقت الذي يستغرقه نصف المادة لتتحلل إلى عناصر أخرى. وبعد نصف عمر يتبقى ربع المادة؛ وبعد ثلاثة وثمان وهكذا.
ويبيّن نيواسي أن الفريق لم يقس بعد نصف عمر اليورانيوم 241، لكن التقديرات النظرية تقدره بحوالى 40 دقيقة؛ وهذا قصير إلى حد ما لعمر نصف. (للإشارة، نصف عمر الكربون 14 هو 5730 سنة، ونصف العمر للنظير غير المستقر للغاية التكنيتيوم -99 م هو ست ساعات ونصف عمر الفرانسيوم 223 هو 22 دقيقة. أما أسرع النظائر المتحللة الهيدروجين 7 إذ يختفي نصفه في 10 ^ -23 ثانية فقط).
جدير بالذكر، ان نيواسي وزملاؤه ابتكروا «اليورانيوم 241» عن طريق إطلاق عينة من اليورانيوم 238 على نوى البلاتين 198 في مسرّع RIKEN الياباني. ثم قام النظيران بتبادل النيوترونات والبروتونات؛ وهي ظاهرة تسمى «النقل متعدد النوى». ثم قام الفريق بعد ذلك بقياس كتلة النظائر التي تم إنشاؤها من خلال ملاحظة الوقت الذي استغرقته النوى الناتجة لقطع مسافة معينة عبر وسيط.
وأنتجت التجربة أيضًا 18 نظيرًا جديدًا تحتوي جميعها على ما بين 143 و 150 نيوترونًا.
وفي الأخير أقر نيواسي بأن «اليورانيوم 241» ربما لا يحتوي على العديد من التطبيقات العملية أو العلمية المفيدة، حيث يتم إنشاء النظير بأعداد صغيرة للغاية.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
TT

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)

«هذه هي فرنسا»، غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معرباً عن فخره وسعادته بنجاح حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس أمس. وجاءت تغريدة ماكرون لتوافق المشاعر التي أحس بها المشاهدون الذين تابعوا الحفل الضخم عبر البث التلفزيوني. جمع الحفل مشاهير الرياضة مثل زين الدين زيدان الذي حمل الشعلة الأولمبية، وسلمها للاعب التنس الإسباني رافاييل نادال والرياضيين الأميركيين كارل لويس وسيرينا وليامز والرومانية ناديا كومانتشي، وتألق في الحفل أيضاً مشاهير الغناء أمثال ليدي غاغا وسلين ديون التي اختتمت الحفل بأداء أسطوري لأغنية إديث بياف «ترنيمة للحب». وبالطبع تميز العرض بأداء المجموعات الراقصة وباللقطات الفريدة للدخان الملون الذي تشكل على هيئة العلم الفرنسي أو لراكب حصان مجنح يطوي صفحة نهر السين، وشخصية الرجل المقنع الغامض وهو يشق شوارع باريس تارة، وينزلق عبر الحبال تارة حاملاً الشعلة الأولمبية ليسلمها للاعب العالمي زين الدين زيدان قبل أن يختفي.

الرجل المقنع الغامض حامل الشعلة الأولمبية (رويترز)

الحفل وصفته وسائل الإعلام بكثير من الإعجاب والانبهار بكيفية تحول العاصمة باريس لساحة مفتوحة للعرض المختلفة.

«مخالف للأعراف» كان وصفاً متداولاً أمس لحفل خرج من أسوار الملعب الأولمبي للمرة الأولى لتصبح الجسور وصفحة النهر وأسطح البنايات وواجهاتها هي المسرح الذي تجري عليه الفعاليات، وهو ما قالته صحيفة «لوموند» الفرنسية مشيدة بمخرج الحفل توماس جولي الذي «نجح في التحدي المتمثل في تقديم عرض خلاب في عاصمة تحولت إلى مسرح عملاق».

انتقادات

غير أن هناك بعض الانتقادات على الحفل أثارتها حسابات مختلفة على وسائل التواصل، وعلقت عليها بعض الصحف أيضاً، فعلى سبيل المثال قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن الحفل كان «عظيماً، ولكن بعض أجزائه كان مبالغاً فيها»، مشيرة إلى مشاهد متعلقة بلوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دافنشي. واللوحة التمثيلية حظيت بأغلب الانتقادات على وسائل التواصل ما بين مغردين من مختلف الجنسيات. إذ قدمت اللوحة عبر أداء لممثلين متحولين، واتسمت بالمبالغة التي وصفها الكثيرون بـ«الفجة»، وأنها مهينة للمعتقدات. وعلق آخرون على لوحة تمثل الملكة ماري أنطوانيت تحمل رأسها المقطوعة، وتغني بأنشودة الثورة الفرنسية في فقرة انتهت بإطلاق الأشرطة الحمراء في إشارة إلى دم الملكة التي أعدمت على المقصلة بعد الثورة الفرنسية، وكانت الوصف الشائع للفقرة بأنها «عنيفة ودموية».

مشهد الملكة ماري أنطوانيت وشرائط الدم الحمراء أثار التعليقات (رويترز)

كما لام البعض على الحفل انسياقه وراء الاستعراض وتهميشه الوفود الرياضية المشاركة التي وصلت للحفل على متن قوارب على نهر السين. وتساءلت صحيفة «الغارديان» عن اختيار المغنية الأميركية ليدي غاغا لبداية الحفل بأداء أغنية الكباريه الفرنسية، التي تعود إلى الستينات «مون ترونج أن بلومز» مع راقصين يحملون مراوح مزينة بالريش الوردي اللون.

ليدي غاغا وأغنية الكباريه الفرنسية (أ.ف.ب)

في إيطاليا، قالت صحيفة «لا جازيتا ديلو سبورت»، حسب تقرير لـ«رويترز»، إن الحفل كان «حدثاً غير مسبوق، وغير عادي أيضاً. عرض رائع أو عمل طويل ومضجر، يعتمد حكمك على وجهة نظرك وتفاعلك». وشبهت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» واسعة الانتشار العرض بأداء فني معاصر، مشيرة إلى أن «بعض (المشاهدين) كانوا يشعرون بالملل، والبعض الآخر كان مستمتعاً، ووجد الكثيرون العرض مخيباً للآمال». وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا»، ذات التوجه اليساري، أن الحفل طغى على الرياضيين وقالت: «قدم الكثير عن فرنسا، والكثير عن باريس، والقليل جداً عن الألعاب الأولمبية»، من جانب آخر أشادت صحف فرنسية بالحفل مثل صحيفة «ليكيب» التي وصفته بـ«الحفل الرائع»، وأنه «أقوى من المطر»، واختارت صحيفة «لو باريزيان» عنوان «مبهر».

سيلين ديون والتحدي

على الجانب الإيجابي أجمعت وسائل الإعلام وحسابات مواقع التواصل على الإعجاب بالمغنية الكندية سيلين ديون وأدائها لأغنية إديث بياف من الطبقة الأولى لبرج إيفل، مطلقة ذلك الصوت العملاق ليصل كل أنحاء باريس وعبرها للعالم. في أدائها المبهر تحدت ديون مرضها النادر المعروف باسم «متلازمة الشخص المتيبّس»، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية لا علاج شافٍ له. وقد دفعها ذلك إلى إلغاء عشرات الحفلات حول العالم خلال السنوات الأخيرة.

سيلين ديون وأداء عملاق (أ.ف.ب)

وعلّق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على إطلالة سيلين ديون في افتتاح الأولمبياد، معتبراً عبر منصة «إكس» أنها «تخطت الكثير من الصعاب لتكون هنا هذه الليلة. سيلين، من الرائع أن نراكِ تغنّين مجدداً».