هل يكرر «السماوي» سيناريو «الهروب المثير» موسماً آخر؟

لاعبو الباطن يحتفلون بفوزهم التاريخي على الهلال (تصوير: علي الظاهري)
لاعبو الباطن يحتفلون بفوزهم التاريخي على الهلال (تصوير: علي الظاهري)
TT

هل يكرر «السماوي» سيناريو «الهروب المثير» موسماً آخر؟

لاعبو الباطن يحتفلون بفوزهم التاريخي على الهلال (تصوير: علي الظاهري)
لاعبو الباطن يحتفلون بفوزهم التاريخي على الهلال (تصوير: علي الظاهري)

عزز فريق الباطن آمال البقاء بين الكبار موسماً آخر بعد فوزه التاريخي على الهلال بهدف دون مقابل في المباراة التي جمعتهما أول من أمس ضمن الدوري السعودي للمحترفين.
وحتى مع تحقيق هذا الفوز لم يتقدم الباطن في جدول الترتيب، إذ لا يزال في المركز السادس عشر والأخير برصيد 15 نقطة، إلا أنه قلص الفارق بينه وبين أقرب منافسيه الخليج إلى نقطتين، وكذلك العدالة إلى 3 نقاط فقط مع تبقي مباراة إضافية مقارنة ببقية المنافسين.
وحقق الباطن أربعة انتصارات على أرضه منذ تولي الكرواتي زدرافكو، الذي تم تعيينه بشكل مؤقت خلفاً لمواطنه هورفات، حيث فاز الباطن على الاتفاق والخليج والوحدة، وأخيراً الهلال، وهو مجموع عدد الانتصارات التي تحققت لهذا الفريق منذ بداية الموسم، حيث تولى المدرب المسؤولية الفنية، وهو برصيد 3 نقاط فقط من 3 تعادلات، حيث كانت جميع الانتصارات على ملعب النادي، التي أيضاً شهدت الخروج بشباك نظيفة.
وكان زدرافكو يعمل في الإدارة الفنية للنادي، إلا أنه تحصل على فرصة ذهبية لتولي هذه المهمة، وكتب تاريخاً تدريبياً جديداً باسمه وهو يسير بالفريق في الطريق الصحيح على الأقل في المباريات التي تقام في حفر الباطن.
ويملك الباطن خبرة كبيرة في التعامل مع صعوبات البقاء، حيث إنه نجا في الموسم الماضي بأعجوبة مقابل هبوط فرق أكبر إمكانات منه، في مقدمتها الأهلي وأيضاً الفيصلي، عدا الحزم.

زدرافكو أجاد  في انتشال الفريق من أزمته الفنية  (تصوير: علي الظاهري)

كما أن الموسم قبل الماضي شهد تعرض الفريق لظروف صعبة جداً، إلا أنه نجا من الهبوط، وهذه التجارب تجعل التفاؤل بين مسؤوليه وأنصاره لتكرار هذه التجربة وتسجيل قصة هروب جديدة والبقاء بين الكبار.
ومن أهم التحديات التي يتعرض لها الباطن تكرار «الأزمات المالية» في ظل قلة الداعمين وضخامة المصاريف، رغم سعي الإدارة برئاسة ناصر الهويدي إلى الموازنة، إلا أن التوقيع مع اللاعبين ذوي الجودة المناسبة لقوة الدوري تتطلب صرف أكبر من المتوافر والإيرادات التي للنادي، والتي ترتكز على الدعم الحكومي من وزارة الرياضة. ومنع الباطن أكثر من فترة من التسجيل لعدم الحصول على شهادة الكفاءة المالية، من بينها فترة التسجيل الصيفية الماضية إلا أنه سجل في الشتوية بعد الحصول على الشهادة. وقال مبارك الظفيري نائب رئيس نادي الباطن ومشرف كرة القدم، إن فريقه سيقاتل حتى اللحظة الأخيرة من أجل البقاء في دوري روشن السعودي، وإن هناك ثقة كبيرة في قدرة الفريق على تحقيق ذلك الهدف مع تقلص الفارق النقطي الذي يبعد الفريق عن أقرب منافسيه إلى نقطتين.
وبين الظفيري لـ«الشرق الأوسط»، أن لديهم الثقة الكبيرة في أن اللاعبين سيقدمون الأفضل في الجولات الأخيرة في الثلث الأخير من بطولة الدوري، حيث إن الحظوظ لا تزال موجودة، ولا يمكن رفع الراية البيضاء والاستسلام للهبوط. وأشار إلى أن لديهم من الخبرة والتجربة ما يمكنهم من التفاؤل بالمرحلة المقبلة، التي تعد بالغة الصعوبة، إلا أن ذلك لن يكون مستحيلاً على أبناء الباطن.
ونجا الباطن في الموسم الماضي من الهبوط بفارق المواجهات المباشرة مع الفيصلي الذي هبط لدوري الدرجة الأولى.
ومع أن كل المؤشرات كانت تؤكد أن الباطن أول المغادرين من دوري هذا الموسم إلا الفريق بالمقاييس الفنية نجح في تقديم مستويات فنية متطورة جداً، خصوصاً بعد السماح له بالتسجيل في الفترة الشتوية، حيث تم قيد عدد من الأسماء المؤثرة، التي كان لها دور واضح في الأداء الفني الرفيع والروح الكبيرة التي أظهرها، وأبرزهم الأورغوياني رونيزو لوبيز الذي سجل في المباريات الحاسمة وأمام الفرق الكبيرة وآخرها في شباك الهلال.
وبالعودة إلى تاريخ الباطن ومشاركاته في دوري المحترفين، فهذه المرة الثانية التي يوجد فيها بين الكبار، حيث كانت التجربة الأولى قبل 3 مواسم وهبط سريعاً، إلا أنه عاد أيضاً في الموسم التالي ليثبت أقدامه للموسم الثالث، ويكتسب المزيد من الخبرة في التعامل مع المباريات المصيرية.
ولم يكن الموسم الماضي الذي بقي خلاله الفريق عبر فارق المواجهات المباشرة مع الفيصلي هو الوحيد الذي انتظر فيه الباطن حتى الجولة الأخيرة، بل إن الموسم الذي سبقه بقي الفريق حتى الجولة الأخيرة في دائرة المهددين ونجا بفارق نقطة وحيدة، وهذا يعطي مؤشراً إيجابياً أن الفريق قادر على التماسك والقتالية حتى اللحظات الأخيرة. وسيخوض الباطن بعد فترة التوقف الحالية مباراة ضد فريق الرائد في بريدة ضمن مباريات الجولة 25 من الدوري.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».