يكشف كتاب «صور فوتوغرافية التُقطت قبل فبراير 2022» عن مناظر طبيعية كانت مثيرة للأنفاس سابقاً، وقد لا تكون كذلك الآن أبداً.
في فبراير (شباط) 2022، كان موظفو التحرير في شركة «سي بي» للنشر في كييف يعملون بجدية على كتاب بعنوان «جماليات أوكرانيا» (دار «تينويس»، بسعر 70 دولاراً)، وهو كتاب عن تصوير المناظر الطبيعية، من تأليف إيفهين ساموتشينكو، المولود في أوديسا، عندما غزت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية، وأجبرت سكانها على الفرار.
ومع أن الكتاب بقي صامداً، فإن كثيراً من المعالم الطبيعية التي صورها وضمها بين دفتيه لم تعد كذلك. كتبت ليندا بوندار، الناشرة في دار «سي بي»، في مقدمتها للكتاب: «تضررت العديد من الأماكن التي يتضمنها هذا الكتاب بشدة خلال الحرب منذ اندلاعها. وبالإضافة إلى مئات الآلاف من الأرواح التي أُزهِقت في أوكرانيا، فإن الطبيعة عانت أيضاً من هذه الحرب الوحشية التي لا معنى لها».
من البحيرات المالحة الوردية في منطقة خيرسون، بلونها النابض بالحياة الناجم عن بيتا كاروتين الذي ينتج عندما تشع الشمس على الطحالب تحت سطح الماء، إلى الصخور البيضاء في منطقة ميكولاييف، ومن حقول الخشخاش الحمراء المنقطة في منطقة أوديسا إلى قلاع منطقة تشيرنيفتسي الحجرية المهيبة، تكشف صور ساموتشينكو عن عرض مذهل في السجلات المرئية. تلتقط كاميرته مشاهد غير مأهولة في الغالب، تمنح بطريقة ما فهماً أكمل لإنسانية الأمة. عندما تعرضت مدينته الأصلية لهجمات صاروخية، تبرع ساموتشينكو بالطائرة المسيرة التي استخدمها في التقاط العديد من هذه الصور الجوية إلى الجيش الأوكراني. وهذه الجماليات، مثلها في ذلك كمثل الحياة نفسها، تمر بسرعة عابرة، ولكنها «تبدو الآن أكثر هشاشة من أي وقت مضى».