كوميديا رمضان في مصر بين «النجاح والجدل وإعادة التدوير»

مشهد من مسلسل «الكبير أوي 7» (أرشيفية)
مشهد من مسلسل «الكبير أوي 7» (أرشيفية)
TT

كوميديا رمضان في مصر بين «النجاح والجدل وإعادة التدوير»

مشهد من مسلسل «الكبير أوي 7» (أرشيفية)
مشهد من مسلسل «الكبير أوي 7» (أرشيفية)

أثار مستوى بعض الأعمال الكوميدية المصرية في موسم رمضان الحالي «جدلاً» بين قطاع من المشاهدين، بينما كسب بعضها «الرهان» لإضحاك المتابعين، وسقطت أخرى في «امتحان» الكوميديا.
وخاضت الماراثون الرمضاني مسلسلات «الكبير أوي 7»، و«الصفارة»، و«كشف مستعجل»، و«1000 حمد الله على السلامة»، و«إكس لانس»، و«جت سليمة»، وتنافست جميعها على من يظفر بإشادة المشاهدين.
ويرى متابعون أن «بعض من هذه المسلسلات عانى من تكرار الأفكار وإعادة إنتاج تجارب سابقة».
وقال الناقد الفني المصري محمود عبد الشكور إن «الدراما الكوميدية في رمضان جاءت بشكل عام (ضعيفة)، وظهرت كأنها مقاطع منفصلة أو (اسكتشات) وليست عناصر مكتملة».
وأضاف عبد الشكور في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الجزء السابع من مسلسل (الكبير أوي) لم يقدم سوى شخصيات تحاول إضحاك المشاهدين، عبر (إفيهات) قد لا تبقى كثيراً في الذاكرة. أما مسلسل (1000 حمد الله على السلامة) فقد عانى من التطويل».
من جهته، قال الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، إن «النجاح الاستثنائي الذي حققه مسلسل (الكبير أوي) العام الماضي جعل صُنّاعه يتعجلون في تقديم جزء جديد، من دون وجود رؤية واضحة للأحداث أو تقديم شخصيات جديدة، فظهر العمل معتمداً على (الإفيهات) المتداولة على (السوشيال ميديا)».

بوستر مسلسل «جت سليمة». (أرشيفية)

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «المفارقة هنا في شخصية مربوحة التي تقدمها الفنانة رحمة أحمد في المسلسل، والتي كانت الورقة الرابحة في نجاح المسلسل العام الماضي، لكن هذا العام لم تلقَ الشخصية القبول المطلوب بين المشاهدين، بسبب صوتها العالي».
وتابع بقوله إن «مسلسلَي (الصفارة) للفنان أحمد أمين و(جت سليمة) للفنانة دنيا سمير غانم اعتمدا على فكرة واحدة، وهي العودة إلى الماضي والعيش في أزمنة مختلفة في سياقات فكاهية، أما مسلسل (كشف مستعجل) للفنانين مصطفى خاطر ومحمد عبد الرحمن فقد اعتمد على فكرة الطبيب النفسي الذي يتورط مع قاتل محترف يريد مغادرة عالم الإجرام، وهو ما يتقاطع بشكل مباشر مع فكرة الفيلم الأميركي (Analyze This)، أما الفنانة يسرا فقد شجعها نجاح مسلسل (أحلام سعيدة) الذي قدمته العام الماضي على تكرار تجربة الكوميديا الاجتماعية هذا العام في (1000 حمد الله على السلامة)».

مشهد من مسلسل «كشف مستعجل». (أرشيفية)

وأرجع سعد الدين تراجع مستوى الكوميديا هذا العام إلى «عدم وجود حبكة درامية أو شخصية مرسومة بعناية، لذا وجدنا أنفسنا أمام أعمال غير قادرة على إضحاك الجمهور نتيجة الاستسهال في الكتابة، وجاء بعض المطروح بمثابة إعادة إنتاج لأفكار مكررة ومستهلكة».
وحول أسباب عدم وجود أي تفاعل مع مسلسل الفنان محمد سعد «إكس لانس»، أكد سعد الدين أن «محمد سعد موهبة متميزة، لكنه يتصور أن الاعتماد على اسمه كافٍ لتحقيق النجاح».
يأتي هذا في وقت حصد فيه مسلسل «كامل العدد»، من بطولة الفنانة دينا الشربيني والفنان شريف سلامة، على إشادات الجمهور، نظراً للمشاهد الكوميدية التي تضمنها المسلسل، رغم أن المسلسل غير مُصنف على أنه عمل كوميدي.
وتدور أحداث المسلسل حول سيدة مطلَّقة لها 4 أطفال تتزوج من أرْمَل له نفس عدد الأبناء، وحينما يتزوجان يجمعان أولادهما في منزل واحد، مما أعاد إلى الأذهان أجواء فيلم «عالم عيال عيال» من بطولة الفنان رشدي أباظة، والفنانة سميرة أحمد، في عام 1976.
وهنا أكد سعد الدين أن «مسلسل (كامل العدد) يتسم بالتلقائية وخفة الظل والكوميديا النابعة من الموقف وليس الافتعال، لذا نال إعجاب المشاهدين».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».