بكين تتهم واشنطن باستغلال التوتر في شبه الجزيرة الكورية

المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية ليو شياومينغ (أ.ف.ب)
المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية ليو شياومينغ (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم واشنطن باستغلال التوتر في شبه الجزيرة الكورية

المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية ليو شياومينغ (أ.ف.ب)
المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية ليو شياومينغ (أ.ف.ب)

تستخدم الولايات المتحدة التوترات الإقليمية لتكريس تحالف مناهض لبكين، كما رأى في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية الذي يقوم بجولة أوروبية، على خلفية أسابيع من الخطاب النووي وتجارب صاروخية تجريها بيونغ يانغ.
قال ليو شياومينغ: «نحن قلقون بشأن نية الولايات المتحدة استغلال المشاكل في شبه الجزيرة الكورية لعرقلة الصين». وأضاف أن«جزءا من استراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ (...) هو الاتحاد مع حلفائها لتعزيز تحالفهم مع كوريا الجنوبية واليابان»، في إشارة إلى رغبة واشتطن وحلفائها بالتصدي لتنامي النفوذ الصيني.
بالإضافة إلى التوتر حول تايوان، تصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة في شبه الجزيرة، حيث أطلقت كوريا الشمالية سلسلة من التجارب الصاروخية بينما أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات عسكرية واسعة على خلفية استعداد جيش كوريا الشمالية لحرب حقيقية.
وقد أعلنت بيونغ يانغ، حليفة الصين، أمس الجمعة أنها أطلقت بنجاح صاروخا بالستيا بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب، وهي تقنية تُظهر ثباتا أكبر وتكون أسرع لناحية تحضيرها لعملية الإطلاق ما يصعّب على العدو رصدها وتدميرها.
وللتذكير، فإن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أعلن في سبتمبر (أيلول) أن بلاده قوة نووية بشكل «لا رجوع فيه».
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ.ب)
وقال ليو «يركز الناس على عمليات الإطلاق والتجارب النووية» الكورية الشمالية «لكنهم يتجاهلون أن سبب تصرف (الكوريين الشماليين) على هذا النحو هو عدم وجود آلية وهيكل أمني» لضمان السلام في شبه الجزيرة.
وتدعو بكين من جانبها، إلى تخفيف عقوبات مجلس الأمن الدولي المفروضة على بيونغ يانغ مقابل اتخاذ تدابير ملموسة لنزع السلاح.
كما أعرب ليو عن أسفه لأن المبادرات التي قدمتها كوريا الشمالية في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي التقى كيم جونغ أون في 2018، لم يكن لها تأثير في واشنطن. وأضاف أن «الضغط والعقوبات والمواجهة تجعل دائما الحوار مستحيلا».
وبعد جولة في عواصم أوروبية، من بينها برلين وبروكسل وباريس، قال ليو إن على القادة الأوروبيين «إقناع الأميركيين بمعالجة القضايا الأمنية» في كوريا الشمالية.
وتأتي دعوته بعد أيام من تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «الاستقلال الاستراتيجي» الأوروبي، لا سيما في سياق التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين.
وأكد ليو «نحن نقدر الإستراتيجية المستقلة لبعض الدول الأوروبية (...) وأعتقد أنها تخدم مصالح أوروبا».
مع عودة السفير الصيني إلى بيونغ يانغ بعد سنوات على إغلاق الحدود بسبب «كوفيد»، تأمل الدول الأوروبية «في إعادة فتح السفارات والشروع في اتصال مع كوريا الشمالية»، على حد قوله.
وأكد ليو أن روسيا لا تزال شريكاً موثوقًا به لنزع السلاح النووي في كوريا على الرغم من الحرب في أوكرانيا والتصريحات المتعددة لموسكو التي تهدد فيها باستخدام القنبلة النووية. وقال إن «الصين وروسيا تشتركان في أشياء كثيرة في ما يتعلق بشبه الجزيرة الكورية (...). كلانا يعمل من أجل السلام والاستقرار».
وردا على سؤال عن التقارير التي تفيد بأن كوريا الشمالية تزود روسيا بالذخيرة من أجل حربها في أوكرانيا، اكتفى السفير بالاشارة إلى النفي الرسمي.
وقال إن الصين «عضو مسؤول في مجلس الأمن» الدولي، في رده على معلومات أوردتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تفيد بأن رجال أعمال في هونغ كونغ وماكاو يهربون النفط إلى كوريا الشمالية متجاهلين عقوبات الأمم المتحدة. وقال «نحن بالتأكيد نفي بالتزاماتنا كاملةً» في ما يتعلق بفرض قيود على توريد النفط لكوريا الشمالية.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

وأضاف الكرملين في بيان، أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل مزداد، مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولوح الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وفي وقت لاحق اليوم، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مدفيديف قوله «صاروخ أوريشنيك قادر على إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، ومن الأفضل لأوروبا التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي، من القيود المفروضة على العقيدة النووية، ليصبح من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

وتعقيباً على ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية.

وقالت كارين جان - بيار: «إنه الخطاب غير المسؤول نفسه الذي نسمعه من جانب روسيا منذ عامين»، بعدما زادت موسكو من احتمال لجوئها إلى السلاح النووي.