ذكر مسؤولون في كييف أن الجيش الروسي واصل شن هجمات بلا هوادة على مدينة باخموت شرق أوكرانيا، وقصف أيضاً مدينة خيرسون جنوب البلاد. ووسط توقعات بأن تشن كييف هجوماً مضاداً في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، بهدف استعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا في الجنوب والشرق، قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف أمس (الجمعة)، إن أوكرانيا «ستختبر وتستخدم» أي أسلحة غير محظورة لتحرير أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وكتب دانيلوف عبر «تويتر»: «شبه جزيرة القرم أرض أوكرانية، وسنختبر ونستخدم هناك أي أسلحة لا تحظرها القوانين الدولية، وسيساعد ذلك في تحرير أراضينا». واستولت روسيا على شبه جزيرة القرم في 2014.
ويضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومسؤولون كبار على الحلفاء لتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة التي تأمل كييف في أن تمكنها من شن هجوم مضاد كبير في وقت لاحق من العام. وقال زيلينسكي في خطاب مصور في وقت متأخر الخميس: «نتطلع لوصول الأسلحة التي تعهد بها شركاؤنا. نقرب النصر إلينا قدر الإمكان».
وقدم شركاء كييف الغربيون الدعم العسكري الضروري منذ بداية الحرب العام الماضي، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة الحديثة. لكنهم أحجموا عن تقديم أسلحة أثقل مثل مقاتلات «إف - 16» التي طلبتها أوكرانيا. وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أنه لا تغيير في موقف حكومته من توريد مقاتلات غربية إلى أوكرانيا، وذلك بعد موافقة برلين الخميس، على توريد بولندا مقاتلات «ميغ - 29» إلى أوكرانيا. وقال الوزير المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي، خلال وجوده في باماكو عاصمة مالي، إن المهم هو كل شيء يمكنه أن يساعد بشكل سريع. وأوضح بيستوريوس أن «المسألة تتعلق بطائرات ميغ، لأن من الممكن استخدامها على الفور من جانب القوات المسلحة الأوكرانية، لأنها معروفة، ولأن من الممكن القيام بالصيانة والإصلاح من دون صعوبة وبشكل سلس». وأردف أن «كل هذا لا ينطبق على المقاتلات الغربية، لا سيما تلك التي لدينا في ألمانيا، ولهذا السبب فإن هذا النقاش غير مطروح بالنسبة لنا».
كانت بولندا أرسلت طلباً للحكومة الألمانية للحصول على تصريح بتصدير طائرات ميغ سوفياتية الصنع إلى أوكرانيا، وكانت بولندا حصلت على هذه الطائرات من ألمانيا من مخزونات جيش ألمانيا الشرقية السابقة في عام 2003، وردت الحكومة الألمانية بالإيجاب على هذا الطلب في غضون ساعات قليلة من تسلمه من وارسو. وتطور كييف أيضاً أسلحتها الخاصة، مثل الطائرات المسيرة وصواريخ نبتون التي تقول إنها استخدمتها في إغراق السفينة الرئيسية بأسطول البحر الأسود الروسي في العام الماضي.
وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على تطبيق «تليغرام» أن قتالاً عنيفاً دار الخميس، في جميع المناطق على الجبهة الشرقية. وأضافت أن قوات موالية لكييف تصدت للهجمات في أغلب تلك المناطق. وتابعت: «أغلب جهود العدو الهجومية تجري في قطاع باخموت»، مضيفة أن القادة الروس أعادوا توجيه الجنود إلى هناك من مناطق أخرى. وأضافت: «يستخدم العدو وحداته الأكثر احترافية هناك، ويلجأ إلى استخدام كمية كبيرة من قطع المدفعية والطيران. يومياً، ينفذ العدو في باخموت من 40 إلى 50 عملية اقتحام و500 عملية قصف».
وباخموت، التي كان يعيش فيها نحو 70 ألف شخص قبل الحرب، هي الهدف الرئيسي لروسيا في هجومها الشتوي الكبير الذي لم يحقق حتى الآن سوى مكاسب هزيلة رغم قتال المشاة بضراوة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وستكون السيطرة على المدينة أكبر انتصار عسكري لروسيا في 8 أشهر. وتقول موسكو إن انتزاع باخموت سيفتح طريقاً للسيطرة على مزيد من الأراضي في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، مما يمثل هدفاً آخر رئيسياً للحرب. وقال رئيس مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة هذا الأسبوع، إن قواته تسيطر على 80 في المائة من باخموت، لكن الجيش الأوكراني ذكر أن النسبة مبالغ فيها.
وقالت بريطانيا أمس (الجمعة)، إن القوات الأوكرانية اضطرت للانسحاب من بعض الأراضي في مدينة باخموت مع شن روسيا هجوماً جديداً هناك بنيران المدفعية الثقيلة على مدى اليومين الماضيين. وأضافت: «بثت روسيا النشاط من جديد في هجومها على بلدة باخموت في دونيتسك أوبلاست، إذ تحسن التعاون بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر». وأضاف الجيش البريطاني في تحديث يومي لمعلومات المخابرات: «تواجه القوات الأوكرانية مشاكل كبيرة تتعلق بإعادة الإمداد، لكنها نفذت انسحابات منظمة من مواقع اضطرت للتنازل عنها».
وتتولى مجموعة «فاغنر» زمام قيادة الجانب الروسي في المعركة المستمرة منذ شهور والأكثر دموية في الحرب، لكن زعيم مجموعة المرتزقة اشتكى من تراجع دعم الجيش لقواته. وجاء في البيان البريطاني أن «الدفاع الأوكراني ما زال يحتفظ بالمناطق الغربية من البلدة، لكنه يتعرض لنيران مدفعية روسية مكثفة على نحو خاص خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية». وذكر أن وحدات «فاغنر» تركز الآن على التقدم في وسط باخموت، وأن قوات المظلات الروسية تقدم لها الدعم بهجمات على جوانب المدينة.
لندن: القوات الأوكرانية تُجبَر على الانسحاب من بعض مناطق باخموت
مع تحسن التعاون بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة «فاغنر»
لندن: القوات الأوكرانية تُجبَر على الانسحاب من بعض مناطق باخموت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة