سنوات السينما

سنوات السينما
TT

سنوات السينما

سنوات السينما

السحر الخفي للوريل وهاردي
«أولي. هل تذكر عندما كنت غبياً؟»
يقول ستان النحيف لأوليفر البدين فيجيبه هذا على الفور: «نعم».
يرد ستان: «لقد أصبحت أفضل».
«هذا جيد». يُجيب أوليفر سريعاً قبل أن يدرك أن ما عناه ستان هو أنه صار أكثر غباء.
وُلد آرثر ستانلي جيفرسن في لانكشاير، بريطانيا سنة 1890 ابناً لعائلة كانت تعمل في الفن. والده كان لديه مسرح، ومِثل الكوميدي الرائع بستر كيتون، ترك ستان الفن تأثيره عليه. في عام 1912 حط لوريل في الولايات المتحدة على أساس الظهور في بعض المسرحيات الكوميدية والعودة بعد ذلك إلى إنجلترا، لكن الشاب قرر البقاء وشق طريقه في الأفلام بعيداً عن شريكه في البداية ثم بالتعاون معه.
أوليفر هاردي ولد سنة 1892 في بلدة في ولاية جورجيا الأميركية وهو أحب الغناء ومارسه شاباً قبل أن يقرر التحوّل إلى التمثيل الكوميدي بدءاً من عام 1914. بعد ذلك التقى أوليفر بلوريل في نيويورك عندما بدأ كل منهما العمل مع المنتج هال روتش ومثَّلا فيلمهما الأول لحسابه واستمرا في التمثيل لحساب روتش ردحاً طويلاً بعد ذلك.
بالنسبة لكثيرين، وهذا الناقد من بينهم، لوريل وهاردي هما أفضل ثنائي أنجبته السينما في أي مكان. ستان النحيف وأوليفر البدين هو واحد من مكوّنات هذا النجاح. ذلك التباين لم يكن من النوع الذي قاما بالتعليق عليه (لم يصف لوريل أوليفر بأنه بدين في أي فيلم)، بل من النوع الذي أثرى الحركات كلها، خصوصاً بالنسبة لأوليفر الذي كان سقوطه على الأرض أو في مياه النهر يحدث ضحكاً أدرك الاثنان قيمته.
ما هو أهم من الشكل البدني هو أن كليهما كان يتصرّف كما لو كان طفلاً. أوليفر يلعب بربطة عنقه وقت شعوره بالحرج والخجل ولوريل يتصرّف من دون فهم (يحاول عصر منديل أوليفر لكنه المنديل ناشف فيغمسه بالماء لكي يعصر الماء منه!). أوليفر كان من يحب الوجاهة والتصرّف حسب أصوله الجنوب أميركية (على أساس خلفية أرستقراطية). كان هو من عليه أن يبدأ الكلام أو يرن الجرس أو يجلس في المكان الأفضل.
لوريل كان من يقول شيئاً يُثير أعصاب أوليفر مثل حديثه لخادم ينوي العمل في بيتهما: «لديك السبت والأحد عطلة كذلك الويك - إند». لم يكن التمثيل وحده المتكامل والمثير للضحك بل الحوار أيضاً.
على عكس بد أبوت ولو كوستيللو، لم يعكسا منافسة ولا ضغينة ولا كان أحدهما مجرد رد فعل للآخر. حملا قلبين نقيين وتصرّفا كولدين صغيرين في جسدين راشدين. حتى أبوت وكوستيللو اللذان ظهرا معاً في الثلاثينات كان عليهما الاعتراف بذلك: «لوريل وهاردي أمتع ثنائي كوميدي في التاريخ». ممثلون كبار آخرون، بينهم بيتر سلرز وستيف مارتن ومارسيل مارسو جونكليز لم يخفوا كذلك تأثرهم بهما.
اثنان من أفلامهما يمكن الانطلاق منهما صوب مشاهدات أخرى: The Music Box وWay Out West


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
TT

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)

خطرت فكرة اعتزال السينما في بال نجم بوليوود، عامر خان، في خضمّ فترة التأمل التي أمضاها خلال جائحة كوفيد-19، لكنّ الممثل والمنتج الهندي بدّل رأيه مذّاك ويعتزم مواصلة مسيرته المهنية الغنية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين.

وقال خان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال مقابلة أجرتها معه في لندن، إنه مرّ قبل بضع سنوات بمرحلة إعادة نظر ذاتية.

وأضاف: «كان ذلك خلال أزمة كوفيد، وكنت أفكر في كثير من الأمور، وأدركت أنني قضيت حياتي بأكملها في عالم السينما السحري هذا منذ أن أصبحت بالغاً».

وتولى عامر خان بطولة عدد كبير من الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً واسعاً في بلده، ومنها «3 بلهاء» و«دانغال»، و«نجوم على الأرض»، كما اشتهر عامر خان بإنتاج وبطولة فيلم «لاغان Lagaan» الذي كان بين الأعمال المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية عام 2002.

وتابع خان الذي بدأت مسيرته التمثيلية منذ الطفولة في السبعينات، وأصبح لاسمه ارتباط وثيق ببوليوود: «لقد أدركت أنني لم أعطِ حياتي الشخصية الأهمية التي كنت أرغب فيها».

وزاد: «واجهتُ صعوبة في التغلب على الشعور بأنني أهدرت الكثير من الوقت، وكنت أشعر بالكثير من الذنب... كان رد فعلي الأول القول إنني اكتفيت من السينما».

لكنّ عائلته، وخصوصاً ابنه وابنته، أقنعته بالعدول عن الاعتزال. وقال: «في رأسي كنت أقول سأتوقف. ثم لم أفعل ذلك».

والآن، مع اقتراب عيد ميلاده الستين في مارس (آذار)، يريد عامر خان، الذي يعيش في مومباي، «مواصلة التمثيل والإنتاج لبعض الوقت».

«أحب أن أفاجئ جمهوري»

ويعتزم النجم الهندي أيضاً جعل شركته للإنتاج «عامر خان بروداكشنز» منصة «لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة» من أحساسيسه و«تريد أن تروي القصص» التي تهمه.

ومن ذلك مثلاً فيلم «لاباتا ليديز» Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو، وحضر أخيراً إلى لندن للترويج له.

ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، مثل حقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

لكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد: «أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة. أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري».

ولم يتردد النجم البوليوودي في انتقاد نفسه أيضاً، مشيراً إلى أنه «غير راضٍ» عن أدائه في فيلم «لا سينغ شادا» Laal Singh Chaddha الهندي المقتبس من فيلم «فورست غامب» تم إنتاجه عام 2022، لكنه لم يحظَ بالاستحسان المألوف الذي تُقابَل به أعماله.

وأما في «أن يكون هذا الفيلم أفضل»، في إشارة إلى عمله الجديد «سيتار زامين بار» Sitaare Zameen Par الذي يُطرَح قريباً.

ورغم فوزه بالعشرات من الجوائز السينمائية في الهند بالإضافة إلى ثالث أعلى وسام مدني في بلده، فإن عامر خان يحرص على تقويم كل فيلم من أفلامه.

وشدّد على أن «إخراج فيلم أمر بالغ الصعوبة». وقال: «عندما أنظر إلى الفيلم الذي أخرجناه، ثم إلى السيناريو الذي كتبناه، أتساءل هل حقق الفيلم الأهداف التي حددناها».

وأضاف: «إذا وصلنا إلى ما أردناه، وصنعنا الفيلم الذي أردناه، فيشكّل ذلك ارتياحاً كبيراً».