هل حان وقت مانشستر سيتي لتحقيق حلم التتويج بدوري الأبطال؟

إنتر ميلان يعزز فرص الكرة الإيطالية بوجود ممثل لها في نهائي البطولة القارية

هالاند «الخارق» يحتفل بتسجيل ثالث أهداف سيتي في مرمى البايرن (رويترز)
هالاند «الخارق» يحتفل بتسجيل ثالث أهداف سيتي في مرمى البايرن (رويترز)
TT

هل حان وقت مانشستر سيتي لتحقيق حلم التتويج بدوري الأبطال؟

هالاند «الخارق» يحتفل بتسجيل ثالث أهداف سيتي في مرمى البايرن (رويترز)
هالاند «الخارق» يحتفل بتسجيل ثالث أهداف سيتي في مرمى البايرن (رويترز)

رغم سيطرته المحلية على البطولات خلال السنوات الأخيرة فإن دوري أبطال أوروبا ظل عصيا على مانشستر سيتي الإنجليزي، لكن انتصاره الكبير على ضيفه بايرن ميونيخ الألماني بثلاثية نظيفة في ذهاب ربع النهائي أول من أمس رفع أسهمه كأحد أبرز المرشحين للتتويج هذا الموسم.
في الموسم قبل الماضي كان سيتي بقيادة الإسباني جوسيب غوارديولا قاب قوسين من التتويج باللقب القاري لأول مرة في تاريخه، لكنه سقط عند الحاجز الأخير بخسارته أمام مواطنه تشيلسي في النهائي بقيادة المدرب الألماني توماس توخيل، لكن الأخير الذي يقود بايرن ميونيخ حاليا فشل في تكرار التفوق هذه المرة وبات قريبا من توديع المسابقة.
لم ينجح غوارديولا، الذي سبق أن درب بايرن ميونيخ، في معانقة الكأس القارية منذ 12 سنة عندما كان مدرباً لبرشلونة الإسباني، وفي تلك الفترة اتُّهم بأنه يعقّد الأمور في الأدوار المتقدمة الحاسمة رغم عبقريته في رسم الخطط القاتلة.
وكانت مواجهة بايرن في ملعب الاتحاد خاصة لغوارديولا، كونها جمعته بتوخيل الذي حرمه المجد مع سيتي في نهائي 2021، وعرف الإسباني ولاعبوه كيفية حسم لقاء الذهاب بثلاثية الإسباني رودري والبرتغالي برناردو سيلفا والنرويجي إرلينغ هالاند، ومنح سيتي أريحية لخوض لقاء الإياب الأربعاء المقبل.
في المقابل وبعدما دخل البايرن لقاء الذهاب وهو مدعوم بمسيرة مظفرة من ثمانية انتصارات في ثماني مباريات خاضها بدور المجموعات وثمن النهائي، بينها ضد إنترميلان وباريس سان جيرمان الفرنسي، تلقى خسارة صادمه سيكون من الصعب عندما يستضيف سيتي إيابا الأسبوع المقبل.
ولجأ غوارديولا هذا الموسم لتعديل كبير على طريقة لعب سيتي، بدفاع يشغله الأقطاب الهولندي نايثن أكيه، والبرتغالي روبن دياز، والسويسري مانويل أكانجي وجون ستونز القادر على التقدم إلى خط الوسط لشغل مركز الظهير المقلوب أو الوهمي عندما تكون الكرة بحوزة سيتي.
بيد أن أكانجي تحوّل إلى الجهة اليمنى لكبح خطورة جناحي البايرن لوري ساني والفرنسي كينغسلي كومان. وقال غوارديولا الذي توقفت رحلاته مع بايرن عند الدور نصف النهائي بين 2014 و2016: «أداء اللاعبين الأربعة كان مذهلاً. كي توقف لوري وكومان عليك أن تكون قوياً جداً في المبارزات الثنائية».
وتابع المدرب البالغ 52 عاماً: «تعاملوا مع الأمر دون ضغوط أو قلق. أدركوا أنهم في مباريات كهذه سيعانون في بعض الفترات». ونادراً ما أنهى سيتي مباراة على ارضه والاستحواذ في مصلحة خصومه كما حصل أول من أمس، لكنه تقدّم باكراً بهدف رائع للاعب الوسط الدفاعي رودري، قبل أن يحسم النتيجة في الثاني عبر سيلفا والعملاق الفتاك هالاند.

لوكاكو يحتفل بهدفه الذي أمن فوز الإنتر (د.ب.أ)

ولإدراكه أن حلم التتويج يحتاج إلى تركيز وعدم ترك أي هفوات، حذر غوارديولا لاعبيه بأن المهمة لم تنته بعد، وقال: «بالطبع عندما تكون هناك تدرك كم أن بايرن ميونخ فريق صعب، خلال 55 أو 60 دقيقة كانت المباراة صعبة، وفي العديد من اللحظات كانوا أفضل منا، لذا أقول إن المهمة لم تنته بعد وعلينا الحذر إيابا».
وأشار المدرب الإسباني إلى أن الهدف الثاني الذي سجله برناردو سيلفا «ساعد كثيرا» في إخماد صحوة البايرن، حيث جاء في الدقيقة 70، بعد لحظات من قيام الفريق البافاري بالدفع بالمهاجم السنغالي ساديو ماني. وأوضح غوارديولا: «أجرينا بعض التعديلات وكان ضغطنا أكثر فعالية. عندما كانت الكرة بحوزتنا كنا أفضل أيضا، وأنا سعيد بالنتيجة، ولكني عشت ثلاث سنوات في ميونيخ. أعلم عقلية البايرن والجودة الموجودة بالفريق. إنها نتيجة جيدة حقا، ولكن ما زال هناك مباراة إياب، يجب أن تقدم أداء قويا في مباراتين لإخراج هذه الفرق القوية وليس مباراة واحدة، اللاعبون يعلمون هذا. سنصطحب عقليتنا الهجومية هناك لمحاولة تكرار الفوز».
في المقابل، ما زال توخيل يتمسك بالأمل، وقال: «كنا نستحق نتيجة أفضل، هذه النتيجة لا تعبر عن سير المباراة، هذا هو التحدي وعلينا التركيز على ما قدمناه بشكل جيد في المباراة. لعبنا بشخصية وبشجاعة وبالنهج الصحيح وبكفاءة، لكننا عوقبنا بقسوة. هذا أعلى مستوى لكرة القدم».
وتابع المدرّب البالغ من العمر 49 عاما والذي حل بديلا لجوليان ناغلسمان المقال بشكل مفاجئ قبل أقل من أسبوعين: «شاهدنا أداء جيداً حتى الدقيقة 60، أنا راض تماماً. نستحق على الأقل هدفاً، وأخطاء فردية تسببت في تلقينا اثنين. نفتقد نوعاً ما الثقة وبعض الجهوزية. تحتاج للحظ لهذا النوع من المباريات، كرة مرتدة، شيء من هذا القبيل قد يغيّر المعطيات».
وأوضح توخيل: «رأى الجميع أننا نحاول دفع المباراة إلى جانبنا. لقد رأيت الكثير من الأشياء الجيدة لدرجة أنني رفضت التركيز على النتيجة. كنا شجعانا، ستكون مهمتنا كبيرة لتغيير هذه المواجهة في الإياب لكننا لن نستسلم. لا يوجد شعور بأن المنافسة انتهت، المواجهة في ألمانيا ستكون على أرضنا، وسنقاتل حتى صفارة النهاية».
وفي حين أن توخيل يتمتع بمستوى كاف من الجودة في الفريق، إلا أنه مطالب بإنهاء العديد من الأخطاء على أرض الملعب، كما كان الحال مع المدافع دايو أوباميكانو الذي تسبب خطأ منه في الهدف الثاني لسيتي. وحول ذلك قال: «هذا الهدف جاء من لا شيء. لكنها كرة قدم ويمكن أن يحدث أي شيء».
وما إن انتهت المباراة حتى تم استهداف أوباميكانو بإهانات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع البايرن لإصدار بيان على موقعه الرسمي بـ«إنستغرام» قائلا: «كلنا في بايرن ندين العنصرية بأشد العبارات الممكنة! النادي كله يقف معك أوباميكانو».
وقال أوليفر كان الرئيس التنفيذي لبايرن في كلمته منتصف الليل عقب اللقاء وخلال عشاء الفريق: «لا فائدة الآن من الشكوى والسلبية، لدينا فرصة كبيرة لنصبح أبطال ألمانيا. إنه سباق صعب مما يعني أننا لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا بالتفكير كثيرا. علينا أن نعود سريعا مرة أخرى للملعب يوم السبت».
وقال لاعبه يوزوا كيميش: «بعد شوط أول كنا فيه الأفضل وقادرين على قلب النتيجة، حدث خطأ الهدف الثاني (من الفرنسي أوباميكانو)، لكن على هذا المستوى يكلفك الخطأ الكثير. أثبتنا قدرتنا على المنافسة وقد يبدو هذا الأمر غريباً بعض الشيء مع نتيجة 3-0. أنا واثق من قدرتنا على القيام بشيء ما في الإياب».
على غراره، قال قلب الدفاع الهولندي ماتيس دي ليخت: «فرطنا في المباراة، هذا ما نشعر به الآن. لعبنا جيداً وحصلنا على فرصنا، ليس مثل سيتي الذي لعب أفضل منا. لكن التخلي عن المباراة بهذا الشكل هو أمر غريب».
وفي مباراة ثانية قطع إنتر ميلان شوطاً كبيراً نحو الدور نصف النهائي بفوزه على مضيفه بنفيكا البرتغالي 2-صفر ذهابا وعزز حظوظ الكرة الإيطالية في ظهور ممثل لها بالنهائي، حيث إنه في حال تخطي لقاء الإياب، سيلتقي في الدور المقبل مع الفائز من ميلان ونابولي طرفي ربع نهائي الآخر.
وبفضل الهدفين اللذين سجلهما نيكولا باريلا والبديل البلجيكي روميلو لوكاكو (من ركلة جزاء) في مرمى المضيف بنفيكا، عاد الإنتر بالذاكرة إلى نهائي 1965 حين توج الفريق الإيطالي بلقبه الثاني توالياً بفوزه 1-0.
وبهذا الفوز، بات إنتر مرشحاً بقوة كي يبلغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2010 عندما توج باللقب الثالث في تاريخه بعد 1964 و1965.
وطالب سيموني إنزاغي مدرب الإنتر لاعبيه بضرورة المحافظة على الثبات في المستوى وتكرار نفس الأداء أمام بنفيكا إيابا في ملعب سان سيرو. ودخل إنتر ميلان المباراة التي أقيمت على ملعب النور بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة، حيث فشل في تحقيق أي انتصار في آخر ست مباريات بكافة المسابقات، لكن نجح في المهمة الصعبة وبات القادم أسهل نسبيا لضمان بطاقة نصف النهائي. وقال إنزاغي عقب المباراة: «راض تماما عن أداء اللاعبين. نستمتع بالأمسية ونعلم أننا اتخذنا خطوة نحو التأهل للدور قبل النهائي، لكن لدينا مباراة إياب أمام فريق واعد لم يخسر في السابق بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، والنتيجة لم تحسم بعد».
وواجه إنزاغي الكثير من الانتقادات بسبب أداء الفريق السيئ مؤخرا، لكن مدرب الإنتر سيركز بعيدا عن الضوضاء الخارجية عسى أن يقف الحظ بجانبه في البطولة القارية، وقال: «اعتدت على الانتقادات فهي جزء من الوظيفة. الشيء المهم هو الحصول على إجابات من لاعبي فريقي... رغم كل ما قيل، كنت أشعر بالسكينة والهدوء. في بعض الأحيان يجب أن تصفي ذهنك، يجب أن تشاهد مباريات وتترك النتيجة جانبا».


مقالات ذات صلة

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أوروبا بوتين محاطا بمقاتلين شيشانيين في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان (إ.ب.أ)

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أبلغ قديروف بوتين في اجتماع منفصل أمس الثلاثاء بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند وصوله إلى مطار غروزني بالشيشان في 20 أغسطس 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:57

بوتين يزور الشيشان للمرة الأولى منذ عام 2011 (فيديو)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الثلاثاء، إلى الشيشان، الجمهورية الروسية في منطقة القوقاز، التي يتزعّمها حليفه رمضان قديروف، في أول زيارة لها منذ 2011.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا حاكم الشيشان رمضان قديروف يقود سيارة تسلا من طراز «سايبرتراك» (لقطة من فيديو)

شاهد... قديروف يتباهى بسيارة «سايبرتراك» مزودة بمدفع رشاش

تباهى حاكم الشيشان رمضان قديروف بشاحنة فاخرة من شركة «تسلا» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عناصر من الكتيبة الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتفقدون منطقة وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في بلدة باخموت بأوكرانيا في 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

قلق «كتيبة الشيخ منصور» الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتصاعد على الجبهة الشرقية

تعدّ بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، أحد معاقل المقاومة الأخيرة لمقاتلي حروب الشيشان، حيث تقاتل فيها «كتيبة الشيخ منصور» الموالية لأوكرانيا ضد القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رمضان قديروف (أرشيفية - رويترز)

قديروف: مقاتلو «فاغنر» السابقون يتدربون مع قواتنا

قال الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، اليوم الاثنين، إن مجموعة كبيرة من المقاتلين السابقين بمجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة بدأت التدريب مع قوات خاصة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».