البرلمان المصري يقر تسهيلات جديدة لمنح الجنسية للأجانب وأبنائهم

نواب قالوا إنها تستهدف تشجيع الاستثمار وتحقيق المساواة

مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (أرشيفية)
مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (أرشيفية)
TT

البرلمان المصري يقر تسهيلات جديدة لمنح الجنسية للأجانب وأبنائهم

مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (أرشيفية)
مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (أرشيفية)

أقر مجلس النواب المصري في جلسته العامة، اليوم (الأربعاء)، بعض التعديلات على قانون الجنسية المصرية على نحو مبدئي. ويرى مراقبون، أن التعديلات «جاءت لتعزيز مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة فيما يخص حق انتقال الجنسية للأبناء، كما شملت تسهيلات بشأن منح الجنسية للأجانب بهدف جذب الاستثمار».
وناقش نواب البرلمان المصري برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، التقرير المُعد من قِبل لجنة مشتركة من لجنة الدفاع والأمن القومي ولجنة الشؤون الدستورية والتشريعية حول مشروع قانون مُقدم من الحكومة يستهدف تعديل بعض بنود القانون رقم 26 لسنة 1975 الخاص بشروط الحصول على الجنسية المصرية. وتضمنت التعديلات «حق التجنس للأبناء القُصّر لأم مصرية على ذات النحو الذي يحصل عليه أبناء الرجل المصري دون فروق أو شروط». كذلك شملت التعديلات «اكتساب الأبناء القُصّر لأم أجنبية سواء حاصلة على الجنسية المصرية أو ولدت فيها بينما تنتمي لبلد لغته العربية ودينه الإسلام، الجنسية المصرية متى توافرت فيهم الشروط اللازمة».
وقال جبالي خلال الجلسة، إن «هذه التعديلات من شأنها تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة على نحو يتماشى مع المواثيق الدولية». وهو ما أكدت عليه النائبة ميرال جلال الهريدي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، معتبرة أن «التعديلات انتصار لحق المرأة المصرية».
وأضافت الهريدي لـ«الشرق الأوسط»، أن «القانون المنظم لمنح الجنسية المصرية لم يحقق المساواة بين الرجل والمرأة على مدار السنوات الماضية، والتعديلات المذكورة جاءت تنفيذاً لحكم المحكمة الدستورية التي قضت بعدم دستورية نص الفقرة الثانية من المادة 6 من القانون، وما تتضمنه من تفرقة بين حق الأم والأب في تجنس أولادهما». وأردفت «التعديلات تضمن أيضاً حق الأم الأجنبية التي حصلت على الجنسية المصرية في أن يتم التعامل مع أبنائها على النحو عينه الذي يُعامل به الأب من حيث الحقوق والواجبات».
وكذلك تضمنت التعديلات على قانون الجنسية المصرية بعض التسهيلات الخاصة بمنح الجنسية للأجانب حال شراء عقار داخل مصر.
وحذف نواب البرلمان البند الذي يشترط أن يكون العقار مملوكاً للدولة أو لغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة؛ «ما يفسح المجال أمام المستثمر الأجنبي بالحصول على امتياز الجنسية المصرية بمجرد أن يشتري عقاراً من القطاع الخاص دون التقيد بالشروط سالفة الذكر»، بحسب أصحاب مقترح الحذف.
لكن الدكتور إيهاب رمزي، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، يرى أن هدف تعزيز الاستثمار يجب أن يتحقق وفقاً لضوابط، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «حذف شرط أن يكون العقار مملوكاً للدولة أو لشخصية اعتبارية تنوب عنها، ربما يفسح المجال أمام اللاجئين الموجودين على أرض مصر، أو هؤلاء الذين تعاني بلادهم حروباً ونزاعات، لشراء عقار زهيد الثمن مقابل الحصول لاحقاً على حقوق المواطن المصري والتزامات الدولة تجاهه». وأردف «مصر تتكبد أموالاً ضخمة تحت بند الدعم، وتمرير القانون على نحو لا يضع شروطاً ضابطة للعقار يعني الحصول على الجنسية المصرية لأي شخص أجنبي وليس بالضرورة مستثمراً؛ ما يضع على الدولة عبئاً جديداً بدلاً من جذب الاستثمار».
غير أن النائبة الهريدي تدحض التخوفات السابقة، وتقول إن «ثمة ضوابط عدة اشتمل عليها القانون لتحقيق هدف الاستثمار». وتوضح، أن «القانون نص على أن يتم دفع رسم بقيمة 10 آلاف دولار أميركي، يتم تحويلهم من الخارج وفقاً للقواعد المعمول بها في البنك المركزي المصري، أو يُودع مباشرة في حساب الوحدة المفتوح بالبنك». وتضيف، أنه «تم وضع شرط أن يكون المبلغ قد دخل مصر من خلال المنافذ الجمركية؛ لضمان تحقيق الهدف، وهو جذب الاستثمار لمصر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.