الهلال «المحتجب» بين مطرقة الإجهاد وسندان قناعات دياز

مدربون يكشفون لـ«الشرق الأوسط» أبرز أسباب تراجع الزعيم في الآونة الأخيرة

الهلال تعادل بشق الأنفس في مباراته الأخيرة أمام الطائي (تصوير: علي الظاهري)
الهلال تعادل بشق الأنفس في مباراته الأخيرة أمام الطائي (تصوير: علي الظاهري)
TT

الهلال «المحتجب» بين مطرقة الإجهاد وسندان قناعات دياز

الهلال تعادل بشق الأنفس في مباراته الأخيرة أمام الطائي (تصوير: علي الظاهري)
الهلال تعادل بشق الأنفس في مباراته الأخيرة أمام الطائي (تصوير: علي الظاهري)

كشف خبراء فنيون أن تراجع نتائج ومستويات الهلال في بطولة دوري روشن السعودي للمحترفين وفقدانه بنسبة كبيرة فرصة المنافسة على لقب الدوري، يعود إلى عدة أسباب منها الجانب الفني والجانب البدني بالإضافة لضغط المباريات في مدة وجيزة.
كما أجمع الخبراء على وجود أخطاء تحكيمية تعرض لها الفريق في العديد من المباريات وآخرها أمام الشباب والطائي كان لها أثر نسبي في تراجع حظوظ الفريق إلا أنها لا تمثل السبب الأساسي في هذا التراجع.
وقال حمد الدوسري المدرب والأكاديمي لـ«الشرق الأوسط» إن السبب الرئيسي لتراجع الهلال هو أنه مطالب بنيل كل شيء وهو ما شكل ضغطاً على اللاعبين بدنياً وذهنياً، ولذا من المهم أن يتفهم أنصار الهلال أن أكبر فرق العالم تخسر بطولات وفي مقدمتها ريال مدريد الإسباني ولكنها تعود أقوى.
وأضاف: «هناك من يضع اللوم على المدرب دياز ولكن المنطق أن المدرب لديه مجموعة من اللاعبين، ولا توجد أسماء كثيرة متاحة له، ولذا يعمل وفق المتاح له، خصوصاً في ظروف خوض منافسات هامة ومتلاحقة، فالهلال في النسخ الثلاث التي حققها في الدوري لم يتعرض للظروف نفسها التي يتعرض لها هذا الموسم، وأيضاً المنجز الكبير الذي حققه بالوصول لوصافة أندية العالم كلفه جهداً بدنياً وإصابات وغيرها مما مثّل ضغطاً أكبر، ولذا فإن خسارة الهلال للدوري يجب ألا تكون عاملاً سلبياً وتزيد الضغط على اللاعبين والإدارة من قبل الجمهور والإعلام».
وشدد على أن المطالبات الدائمة بتحقيق كل المنجزات وعدم القبول حتى بخسارة مباراة واحدة عامل سلبي على اللاعبين ويجب أن يدرك أنصار الهلال ذلك.
واعتبر الدوسري أن الحلول شبه معدومة في جدول المباريات في ظل ضغط الموسم والمنافسات، مما يعني أن لجنة المسابقات ليست لديها حلول كثيرة من أجل إنهاء الموسم في الموعد المحدد ومنح الفرق راحة قبل انطلاقة الموسم الجديد.
في المقابل، قال حسين العلي، لاعب الهلال السابق والمدرب الحالي، إن إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها الهلال في الجانب الفني تتمثل في المدرب الأرجنتيني رامون دياز الذي يتحمل الشيء الكثير مما يحصل للفريق، مع عدم إغفال بعض الإيجابيات التي حصلت منه في قيادة الفريق.

دياز مطالب بإيجاد حلول فنية وعناصرية للمباريات المقبلة للفريق (تصوير: علي الظاهري)

وأضاف: «في الجانب الفني، لم يمنح المدرب الكثير من الفرص لأسماء كثيرة في القائمة الاحتياطية بل ظل يعتمد على مجموعة معينة ودائرة ضيقة من اللاعبين ومع إصابة هؤلاء اللاعبين يتراجع الفريق في ظل التفاوت الكبير بين الأداء الفني للاعبين الأساسيين واللاعبين الاحتياطيين، وهذه مشكلة كبيرة لأن الهلال معروف أنه ينافس على جميع البطولات التي يشارك بها، وبالتالي يجب أن يكون هناك صف ثانٍ على مستوى متقارب من مستوى الأساسيين».
وأشار العلي: «في مباراة الطائي الأخيرة شارك دياز بقائمة شبه كاملة من الأسماء الرديفة إذا ما تم استثناء الحارس المخضرم عبد الله المعيوف وبعض الأسماء المبتعدة كثيراً عن المشاركة عدا أسماء جديدة، مما جعل الفريق مفككاً فنياً ولم يكن وضعه في المباراة يعطي أي مؤشرات إيجابية حتى تلاحق الأمور في الشوط الثاني وزج بأسماء كبيرة وعدل النتيجة، لكن في نهاية الأمر ضيع الفريق نقطتين جعلته مبتعداً كثيراً عن المنافسة على لقب الدوري، وهو الذي يحمل لقبه في النسخ الثلاث الأخيرة».
وبين أن هناك أملاً كان للهلال متبقياً قبل مواجهة الطائي في ظل تعثر منافس آخر له، إلا أن الخسارة لنقطتين، وقبلها «3» نقاط أمام الشباب، أضعفت حظوظ الفريق.
وأشار إلى أن ضغط المباريات أمر طبيعي على الهلال لكونه فريقاً كبيراً وعملاقاً ووصيف العالم وبات في وضع الأندية الكبرى التي لا يمكن أن «تشكو» من ضغط المباريات، وهذا ما يجعل اللوم بشكل كبير تجاه المدرب الذي «أرى أن الفرصة التي يستحقها فقط للبقاء حتى نهاية هذا الموسم، حيث لا مجال للتغيير الآن».
وعبّر العلي عن تطلعه بأن يحصد الهلال دوري أبطال آسيا ثم اتخاذ العديد من القرارات التصحيحية التي تعيد للفريق هيبته وقوته، وأن يكون الجهاز الفني القادم على قدر التطلعات، وبحجم وقيمة نادي الهلال.
من جانبه، قال حمدان الحمدان، قائد الفتح السابق والمحلل الفني الحالي، إن الهلال عانى الكثير من الظروف التي تراكمت عليه وجعلته يفقد المنافسة بشكل كبير في دوري هذا الموسم.
وبين الحمدان أن من أهم الظروف تتمثل في الإصابات لأبرز النجوم في فترات صعبة ومتلاحقة، وذلك من نتائج الجهد البدني المبذول من اللاعبين، سواء مع المنتخب السعودي وتحديداً في نهائيات كأس العالم، أو مع الفريق في جميع المحافل التي شارك بها الفريق.
وأضاف: «أرى أن ذلك الضغط هو ضريبة الفريق البطل الذي نجح للوصول إلى نهائي كأس العالم، كما أن غالبية نجومه أبدعوا قبلها مع المنتخب السعودي في المونديال الماضي وفي بطولة الدوري، وكان هناك ضغط وجهد كبيران على اللاعبين، ولذا كان من المهم العمل على إيجاد بدلاء أكفاء من الأسماء الموجودة في ظل تعرض النادي لعقوبة المنع بالتسجيل في فترتين».
وبين أن المدرب دياز مع كل الإيجابيات التي عملها فإن لديه نقاطاً سلبية واضحة، منها ما حصل في المباراة الماضية ضد الطائي، حيث لعب بلاعبين يشاركون لأول مرة مع بعضهم في مباراة رسمية قبل أن يتدارك الأمور في الشوط الثاني ويزج بمجموعة من أبرز الأسماء ويعود بالنتيجة، وكاد أن يقلبها لولا العديد من المؤثرات الواضحة وأبرزها الأخطاء التحكيمية التي حصلت له ضد الطائي، وقبلها الشباب، وكانت مؤثرة فعلاً.
وحول الحديث عن دور لجنة المسابقات في تراجع الهلال، قال الحمدان: «بكل تأكيد هناك دور واضح في الجدولة وضغط المباريات، كان يمكن ضغط المباريات بعد فراغ الهلال من خوض نهائي دوري أبطال آسيا وتحديداً تأجيل مباراة الاتحاد في كأس الملك، لأن خوض مباراة كل 3 أيام مجهد جداً، فكيف إذا كان في شهر رمضان، وأيضاً لا ننسى خوض مباريات ديربي وكلاسيكو ونهائي قاري في ظرف زمني بسيط».


مقالات ذات صلة

نيمار: انضمامي للهلال كان قرار جيداً... وسنواتي الأفضل قضيتها مع باريس

رياضة سعودية نيمار لاعب الهلال السعودي (نادي الهلال)

نيمار: انضمامي للهلال كان قرار جيداً... وسنواتي الأفضل قضيتها مع باريس

قال البرازيلي نيمار لاعب فريق الهلال السعودي وقائد منتخب البرازيل إنه اتخذ القرار الجيد بالانضمام إلى صفوف الأزرق العاصمي، مشيراً إلى تطلعه لتمثيل منتخب بلاده.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.