كشف خبراء فنيون أن تراجع نتائج ومستويات الهلال في بطولة دوري روشن السعودي للمحترفين وفقدانه بنسبة كبيرة فرصة المنافسة على لقب الدوري، يعود إلى عدة أسباب منها الجانب الفني والجانب البدني بالإضافة لضغط المباريات في مدة وجيزة.
كما أجمع الخبراء على وجود أخطاء تحكيمية تعرض لها الفريق في العديد من المباريات وآخرها أمام الشباب والطائي كان لها أثر نسبي في تراجع حظوظ الفريق إلا أنها لا تمثل السبب الأساسي في هذا التراجع.
وقال حمد الدوسري المدرب والأكاديمي لـ«الشرق الأوسط» إن السبب الرئيسي لتراجع الهلال هو أنه مطالب بنيل كل شيء وهو ما شكل ضغطاً على اللاعبين بدنياً وذهنياً، ولذا من المهم أن يتفهم أنصار الهلال أن أكبر فرق العالم تخسر بطولات وفي مقدمتها ريال مدريد الإسباني ولكنها تعود أقوى.
وأضاف: «هناك من يضع اللوم على المدرب دياز ولكن المنطق أن المدرب لديه مجموعة من اللاعبين، ولا توجد أسماء كثيرة متاحة له، ولذا يعمل وفق المتاح له، خصوصاً في ظروف خوض منافسات هامة ومتلاحقة، فالهلال في النسخ الثلاث التي حققها في الدوري لم يتعرض للظروف نفسها التي يتعرض لها هذا الموسم، وأيضاً المنجز الكبير الذي حققه بالوصول لوصافة أندية العالم كلفه جهداً بدنياً وإصابات وغيرها مما مثّل ضغطاً أكبر، ولذا فإن خسارة الهلال للدوري يجب ألا تكون عاملاً سلبياً وتزيد الضغط على اللاعبين والإدارة من قبل الجمهور والإعلام».
وشدد على أن المطالبات الدائمة بتحقيق كل المنجزات وعدم القبول حتى بخسارة مباراة واحدة عامل سلبي على اللاعبين ويجب أن يدرك أنصار الهلال ذلك.
واعتبر الدوسري أن الحلول شبه معدومة في جدول المباريات في ظل ضغط الموسم والمنافسات، مما يعني أن لجنة المسابقات ليست لديها حلول كثيرة من أجل إنهاء الموسم في الموعد المحدد ومنح الفرق راحة قبل انطلاقة الموسم الجديد.
في المقابل، قال حسين العلي، لاعب الهلال السابق والمدرب الحالي، إن إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها الهلال في الجانب الفني تتمثل في المدرب الأرجنتيني رامون دياز الذي يتحمل الشيء الكثير مما يحصل للفريق، مع عدم إغفال بعض الإيجابيات التي حصلت منه في قيادة الفريق.
وأضاف: «في الجانب الفني، لم يمنح المدرب الكثير من الفرص لأسماء كثيرة في القائمة الاحتياطية بل ظل يعتمد على مجموعة معينة ودائرة ضيقة من اللاعبين ومع إصابة هؤلاء اللاعبين يتراجع الفريق في ظل التفاوت الكبير بين الأداء الفني للاعبين الأساسيين واللاعبين الاحتياطيين، وهذه مشكلة كبيرة لأن الهلال معروف أنه ينافس على جميع البطولات التي يشارك بها، وبالتالي يجب أن يكون هناك صف ثانٍ على مستوى متقارب من مستوى الأساسيين».
وأشار العلي: «في مباراة الطائي الأخيرة شارك دياز بقائمة شبه كاملة من الأسماء الرديفة إذا ما تم استثناء الحارس المخضرم عبد الله المعيوف وبعض الأسماء المبتعدة كثيراً عن المشاركة عدا أسماء جديدة، مما جعل الفريق مفككاً فنياً ولم يكن وضعه في المباراة يعطي أي مؤشرات إيجابية حتى تلاحق الأمور في الشوط الثاني وزج بأسماء كبيرة وعدل النتيجة، لكن في نهاية الأمر ضيع الفريق نقطتين جعلته مبتعداً كثيراً عن المنافسة على لقب الدوري، وهو الذي يحمل لقبه في النسخ الثلاث الأخيرة».
وبين أن هناك أملاً كان للهلال متبقياً قبل مواجهة الطائي في ظل تعثر منافس آخر له، إلا أن الخسارة لنقطتين، وقبلها «3» نقاط أمام الشباب، أضعفت حظوظ الفريق.
وأشار إلى أن ضغط المباريات أمر طبيعي على الهلال لكونه فريقاً كبيراً وعملاقاً ووصيف العالم وبات في وضع الأندية الكبرى التي لا يمكن أن «تشكو» من ضغط المباريات، وهذا ما يجعل اللوم بشكل كبير تجاه المدرب الذي «أرى أن الفرصة التي يستحقها فقط للبقاء حتى نهاية هذا الموسم، حيث لا مجال للتغيير الآن».
وعبّر العلي عن تطلعه بأن يحصد الهلال دوري أبطال آسيا ثم اتخاذ العديد من القرارات التصحيحية التي تعيد للفريق هيبته وقوته، وأن يكون الجهاز الفني القادم على قدر التطلعات، وبحجم وقيمة نادي الهلال.
من جانبه، قال حمدان الحمدان، قائد الفتح السابق والمحلل الفني الحالي، إن الهلال عانى الكثير من الظروف التي تراكمت عليه وجعلته يفقد المنافسة بشكل كبير في دوري هذا الموسم.
وبين الحمدان أن من أهم الظروف تتمثل في الإصابات لأبرز النجوم في فترات صعبة ومتلاحقة، وذلك من نتائج الجهد البدني المبذول من اللاعبين، سواء مع المنتخب السعودي وتحديداً في نهائيات كأس العالم، أو مع الفريق في جميع المحافل التي شارك بها الفريق.
وأضاف: «أرى أن ذلك الضغط هو ضريبة الفريق البطل الذي نجح للوصول إلى نهائي كأس العالم، كما أن غالبية نجومه أبدعوا قبلها مع المنتخب السعودي في المونديال الماضي وفي بطولة الدوري، وكان هناك ضغط وجهد كبيران على اللاعبين، ولذا كان من المهم العمل على إيجاد بدلاء أكفاء من الأسماء الموجودة في ظل تعرض النادي لعقوبة المنع بالتسجيل في فترتين».
وبين أن المدرب دياز مع كل الإيجابيات التي عملها فإن لديه نقاطاً سلبية واضحة، منها ما حصل في المباراة الماضية ضد الطائي، حيث لعب بلاعبين يشاركون لأول مرة مع بعضهم في مباراة رسمية قبل أن يتدارك الأمور في الشوط الثاني ويزج بمجموعة من أبرز الأسماء ويعود بالنتيجة، وكاد أن يقلبها لولا العديد من المؤثرات الواضحة وأبرزها الأخطاء التحكيمية التي حصلت له ضد الطائي، وقبلها الشباب، وكانت مؤثرة فعلاً.
وحول الحديث عن دور لجنة المسابقات في تراجع الهلال، قال الحمدان: «بكل تأكيد هناك دور واضح في الجدولة وضغط المباريات، كان يمكن ضغط المباريات بعد فراغ الهلال من خوض نهائي دوري أبطال آسيا وتحديداً تأجيل مباراة الاتحاد في كأس الملك، لأن خوض مباراة كل 3 أيام مجهد جداً، فكيف إذا كان في شهر رمضان، وأيضاً لا ننسى خوض مباريات ديربي وكلاسيكو ونهائي قاري في ظرف زمني بسيط».