تفاؤل أممي بمحادثات صنعاء

تبادل الأسرى والمحتجزين يبدأ غداً

من لقاءات صنعاء (رويترز)
من لقاءات صنعاء (رويترز)
TT

تفاؤل أممي بمحادثات صنعاء

من لقاءات صنعاء (رويترز)
من لقاءات صنعاء (رويترز)

أعربت الأمم المتحدة عن تفاؤلها بالمحادثات الدائرة في صنعاء بين الوفدين السعودي والعُماني من جهة، والجماعة الحوثية من جهة ثانية، فيما أعلنت الحكومة اليمنية عن استكمال الاستعدادات لبدء تنفيذ تبادل الأسرى والمحتجزين غدا الخميس.
وكان وفد سعودي وآخر عماني وصلا إلى صنعاء الأحد الماضي، للتباحث حول خريطة طريق لإحلال السلام في اليمن، ابتداء بتثبيت الهدنة وتجديدها وتوسيعها لتشمل دفع الرواتب، واستئناف تصدير النفط، ورفع القيود عن المطارات والموانئ، إلى جانب خطوات حول مسار تفاوضي ينتهي بإحلال السلام الدائم.
وقال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، في تغريدة على «تويتر»، إنَّ المملكة «وقفت، حكومة وشعباً، منذ عقود مع اليمن في أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية، ولا تزال الجهود الأخوية مستمرة منذ عام 2011 لتحقيق تطلعات أبناء اليمن لعودة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي».
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي عن تفاؤله بالنقاشات الدائرة في صنعاء. وقال: «نحن لا نشارك في كل مناقشة تجري (...) المهم هو أنَّ كل الأطراف تعمل من أجل قرار مجلس الأمن ذي الصلة».
إلى ذلك، أعلن رئيس لجنة التفاوض الحكومية بخصوص الأسرى والمحتجزين يحيى كزمان، أن عملية التبادل المتفق عليها مؤخرا في سويسرا ستبدأ (غداً) الخميس بعد أن انتهت الاستعدادات المتعلقة بالتحضير من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال في «تغريدة» على «تويتر»: «نعلن جاهزيتنا لتنفيذ صفقة التبادل في الوقت المحدد الذي أعلنت عنه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كلٍّ من الساحل الغربي ومحافظات عدن (جنوباً)، وتعز (جنوب غربي)، ومأرب (شرقاً)».


مقالات ذات صلة

فساد ودعاية خلف استحداث الحوثيين النوافير والمجسمات

المشرق العربي مبنى يزعم الحوثيون أنه مجسم للمسجد الأقصى في تقاطع مزدحم بالعاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

فساد ودعاية خلف استحداث الحوثيين النوافير والمجسمات

تستخدم الجماعة الحوثية مشروعات باسم «تحسين المدينة» للترويج لممارساتها وخطابها، ولنهب الأموال العامة، مثيرةً استياء السكان الذين يعيشون وضعاً اقتصادياً معقداً.

وضاح الجليل (عدن)
خاص واحد من عدة ملاعب رياضية جديدة في عدن نفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن (البرنامج السعودي)

خاص باذيب: كل اتصالات الحكومة الحساسة بعيدة عن الحوثيين

يؤكد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني أن بلاده نجحت في استعادة ثقة المجتمع الدولي لاستئناف تمويل المشاريع التنموية، وتحرير قطاع الاتصالات الحيوي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي قادة حوثيون يحصلون جبايات من سيارات الأجرة إلكترونياً (إعلام حوثي)

توجهات حوثية لاستثمار النقل البري والتجسس على المسافرين

أقرت الجماعة الحوثية لائحة بمسمى تنظيم نشاط محطات نقل المسافرين، للسيطرة على موارد هذا القطاع وحرمان العاملين فيه من مصادر دخلهم وتشديد القبضة الأمنية عليه

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عنصر حوثي يحرس السجن المركزي في صنعاء الذي استولت عليه الجماعة منذ 11 عاماً (غيتي)

سجون حوثية للابتزاز... وأجهزة أمنية لإرهاب المجتمع اليمني

كشف ناشطون عن سجن خاص يتبع قيادياً حوثياً لاختطاف وابتزاز سكان محافظة صنعاء، في ظل توسع الجماعة لإنشاء منظومة استخباراتية للرقابة المشددة على المجتمع وترهيبه.

وضاح الجليل (عدن)
الخليج المستشار منصور المنصور المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن يستعرض عدداً من الادعاءات خلال مؤتمر صحافي بالرياض (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» يفنّد 4 ادعاءات ضد «التحالف» في اليمن

استعرض «الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن» الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض عدداً من الادعاءات ضد التحالف بحضور عدد من وسائل الإعلام وممثّلي الدول

غازي الحارثي (الرياض)

الأسبوع الأول في «برلين» السينمائي: نجاحات ونصف إخفاقات

«انعكاسات في ماس ميّت» (كوزاك فيلمز)
«انعكاسات في ماس ميّت» (كوزاك فيلمز)
TT

الأسبوع الأول في «برلين» السينمائي: نجاحات ونصف إخفاقات

«انعكاسات في ماس ميّت» (كوزاك فيلمز)
«انعكاسات في ماس ميّت» (كوزاك فيلمز)

‫كثير من المهرجانات الدولية الكبرى، و«برلين» بالتأكيد من بينها، يطير بجناحين: الأول هو الأفلام التي يحشدها في شتى أقسامه ولو أن قسم المسابقة الرسمية يبقى رأس الحربة بالنسبة إليها، والثاني هو سوق الأفلام الهادفة لجمع منتجي وموزّعي الأفلام وأصحاب المشاريع التي لم تحط بعد على أرض الواقع في كيان واحد يتبادلون فيها الصفقات ويتناقشون في مآلات الأسواق واتجاه الجمهور السائد.

بينما يجهد المهرجان لتأمين أفضل ما تم تحقيقه على مدار العام، يجهد كذلك في إظهار مدى أهميته كسوق سينمائية. هذا الميزان معرض للخلل و«برلين» في أيامه الست الماضية نموذج على ذلك.

السوق يبحث عن منقذ

الحال أنه في الوقت الذي نجح في استدعاء حضور حاشد من الأفلام التي يسيل لعاب النقاد لها كونها فنيّة وغير تجارية، يبدو أن السوق السينمائية ما زالت تبحث هذا العام عن منقذ.

حسب ستيفن كاليهر، أحد مديري شركة «باكسايد»، فإن سوق الأفلام لم تعكس بعد ثقة كبيرة بين الموزّعين فيما هو معروض أمامهم من إنتاجات أو مشاريع. رأي يردده البلجيكي جيل دوفو من شركة Axxom Media الذي صرّح بأن تركيز الشركة هذه السنة، وربما بغياب عناوين كبيرة، هو على الأفلام الكورية واليابانية لأنها «تستهوي الجيل الجديد».

تُقام السوق في بناء كبير مؤلف من 3 طوابق؛ 2 منها مشغولان بأكثر من 100 شركة ومؤسسة سينمائية من كل أنحاء العالم، لكن بعض هذه المؤسسات تفضل احتلال غرف فندق «هايات»، القريب من قصر المهرجان، المتوفرة في طابقين. في سنوات سابقة كان الزحام أشد مما هو عليه هذا العام وذلك حسب ملاحظة أكثر من زائر أو مشترك.

ما يبدو حاصلاً هو أن السوق، تحت إدارة جديدة تسلمتها تانيا ملسنر، لم تستطع جذب تلك العناوين الكبيرة كما كان مأمولاً. بعض المنتجين والموزّعين يفضلون سوق «كان» السينمائي على سوق «برلين» لأكثر من سبب؛ أهمها، من وجهة نظر «البزنس»، العدد الضخم من المشاركين ما يوفر فرص بيع وشراء أكبر وأكثر. وحسب تقرير شاركت في وضعه اللبنانية منى طبارة ونشر في عدد أول من أمس في مجلة «سكرين» البريطانية فإن الحديث السائد هو عما إذا ما نجحت تانيا ملستر في تأمين نجاح هذه الدورة من السوق البرلينية.

في شتى الأحوال، ومن تحليل هذا الناقد لتاريخ المهرجانات و«برلين» على الأخص، سيتطلب الأمر سنوات قبل أن تفرض إدارة جديدة وجهتها وهويّتها، وبالتالي نجاحها، على ما تقوم به من نشاطات.

هذا يمكن أيضاً أن يُقال عن إدارة الرئيسة الجديدة للمهرجان ككل تريشا تاتل. لقد استثمرت كل طاقاتها واتصالاتها لتأمين أفلام أفضل من أفلام الدورات الأخيرة السابقة. على الرغم من نجاحها فإن الجهد المبذول لن ينتهي عند هذا الحد، بل سيستمر لدورتين لاحقتين على الأقل قبل أن يستعيد «برلين» مكانته التي كان عليها في العقد الأول من هذا القرن وقبله.

أفلام «برلين»

Reflection in a Dead Diamond

إخراج: هيلين كاتيه وبرونو فورزاني (المسابقة)

أنجز هذان المخرجان ثلاثة أفلام معاً توجّهت إلى الجمهور السائد. أفلام مصنّفة حسب نوعها لكن الغالب بينها أنها تشويقية وعنيفة.

هيلين كاتيه وبرونو فورزاني والممثل الإيطالي فابيو تستي قبل عرض فيلم «انعكاس في ماسة ميّتة» (إ.ب.أ)

في فيلمهما الرابع «انعكاس في ماسة ميّتة» يحشدان لمزيد من العنف، مع قدر أعلى من التفنن في الصنعة ذاتها. يقود الممثل الإيطالي فابيو تستي (أحد وجوه الستينيات المعروفة في السينما الإيطالية) بتمثيل شخصية جاسوس متقاعد يشغله اختفاء امرأة جميلة التقى بها على الشاطئ في جنوب فرنسا. خلال تحقيقاته يقفز الفيلم إلى الوراء كلما مرّت بباله أحداث الأمس عندما كان نشطاً ومغامراً ندّاً للأعداء. يغلب على الفيلم اعتماد المخرجين على سلسلة متتابعة من الانتقالات بين الأمس والحاضر الذي يبدو - من كثرة اعتماده - أكثر فوضوية مما يجب.

All I Had Was Nothingness

إخراج: غويلوم ريبو (عرض خاص).

في عام 1985 أنجز كلود لانزمان فيلماً تسجيلياً مدته تسع ساعات و43 دقيقة بعنوان «شواه» هو حصيلة 11 سنة من العمل في أكثر من 14 بلداً أوروبياً. غاية لانزمان كانت طرح كل ما له علاقة بالأيام السوداء المعروفة بالهولوكست. قام الفيلم على مشاهد طويلة لا تعرف التوليف المعتاد ولا الإيقاع الذي قد يساعد على هضم هذا الكم الكبير من مشاهد تمعن النظر في طرق وقطارات وسكك حديد ومبانٍ شهدت ضحايا النازية.

سريعاً ما اعتبر الفيلم تحفة بين الأعمال التي توثق للهولوكوست ولو أن مسألة إطالة المشهد الواحد لأكثر من ربع ساعة ومن بعد استيعابه الغاية منه ليس بالتأكيد فعلاً فنياً حتى ولو أدّى تراكمه إلى الشعور بعملقته وتميّزه.

في العروض الرسمية تم عرض فيلم هو بمثابة تذكير وتعليق على فيلم «شواه» عنوانه All I had was Nothingness. من حسن الحظ أنه من ساعة و34 دقيقة جمع فيها المخرج الفرنسي غويلوم ريبو عناصر عمله من ملاحظات وتقارير تاريخية حول كيف قام لانزمان بتحقيق عمله. ينطلق من العام الأول للمشروع سنة 1973 وينتهي بالقول إن العديد من الوثائق التي جمعها لانزمان وعرضها في فيلمه السابق اختفت. يقرر الفيلم الجديد، وبحق، أن لانزمان لم يصنع فيلماً لاحقاً أفضل من «شواه»، لكنه يغض النظر طوال الوقت عن تقييم أي عمل للانزمان مكتفياً بالتأهيل به.

What Marielle Knows

إخراج: فردريك همبالك (المسابقة)

الدراما التي يحيكها هذا الفيلم مرتبطة بحال يتراوح بين الغموض والتشويق وبين الماورائيات. فتاة شابة اسمها «ميراي» (لايني غازلر) تتمتع بقدرة على معرفة كل شيء يقوله أو يفعله والداها حتى عندما يخلوان معاً بعيداً عنها. تطالعهما بما اعتقدا أنهما وحدهما ناقشاه أو قاما به. هذا يبدو غريباً بالنسبة إليهما وأقل غرابة لمن شاهد أعمالاً عديدة من تلك التي تتحدّث عن غرائبيات لا معرفة بكيفية حدوثها. شيء من غرائبيات المخرج م. نايت شيامالان في Unbreakable أو Sight إنما مع تخفيف الهالة الكبرى لما هو غريب وتحديد المسألة بصراع سُلطة داخل البيت الواحد.

«ماذا تعرف ميراي» (وولكر وورم فيلمز).

ذلك أن «ميراي» توظف هذه القدرة العجيبة لكي تتدخل في شؤون والديها وتدير حياتهما وفقاً لما تراه هي. حتى من قبل أن يبلغ الفيلم منتصفه تتهاوى أهمية ما نراه كمادة مثيرة ويبقى السرد ماثلاً لمن يرغب في معرفة ما سيؤول إليه هذا الوضع. إحدى مشاكل الفيلم أن حالة التعجّب لا يُراد لها أن تتوقف لصالح بديل مطلوب منذ معرفة كيف تمتعت الفتاة بتلك القدرة. هذا إلى جانب ثغرات أخرى في السيناريو يمر الفيلم بها ربما خوفاً من الفشل في تفسيرها.