الموفد الدولي يدعو قادة ليبيا إلى «احترام إرادة الشعب»

نقل إحباط سكان الجنوب من «التهميش»

صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع باتيلي بقادة عسكريين وأمنيين في الجنوب الليبي
صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع باتيلي بقادة عسكريين وأمنيين في الجنوب الليبي
TT

الموفد الدولي يدعو قادة ليبيا إلى «احترام إرادة الشعب»

صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع باتيلي بقادة عسكريين وأمنيين في الجنوب الليبي
صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع باتيلي بقادة عسكريين وأمنيين في الجنوب الليبي

دعا عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، قادتها السياسيين مجدداً: «لاحترام إرادة شعبهم وتوفير مستقبل أكثر ازدهاراً لهم»، ولفت إلى «معاناة سكان الجنوب من التهميش، واستمرار الأزمة الراهنة في البلاد».
ونقل باتيلي عن ممثلين لشرائح مجتمعية التقاهم في جامعة سبها، مساء الأحد، خلال زيارته المدينة في الجنوب الليبي، شعورهم بالإحباط مما سمُّوها «المراحل الانتقالية اللامتناهية»، لافتاً إلى أنهم طالبوا بإجراء انتخابات «هذا العام، دون مزيد من التأخير».
كما نقل عن عدد من الأعيان وممثلي المجتمع المدني، فضلاً عن القادة العسكريين والأمنيين من جميع أنحاء البلاد: «إحباطهم أيضاً بسبب استمرار هذه الأزمة التي طال أمدها، وتأثيرها الشديد على سبل العيش والتعليم والسلام والاستقرار في الجنوب».
وكرر مناشدته القادة السياسيين «الاستجابة لنداء الليبيين، والوفاء بالتزاماتهم للانتهاء من الإطار الدستوري والقانوني، بما يمكِّن من إجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة». وتابع: «ينبغي تمكينهم اقتصادياً واجتماعياً للتمتع الكامل بالمواطنة المتساوية»، معتبراً أنه «حان الوقت لتحقيق العدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروات الوطنية، وتعزيز المصالحة والسلام». وأكد أن أهالي فزان، على غرار جميع سكان ليبيا: «ينبغي أن يحظوا ببنية تحتية وتعليم ورعاية صحية أفضل وأكثر تطوراً»، كما شدد على ضرورة مشاركة فزان «بشكل ملائم في الأعمال الوطنية الهادفة لإعادة بناء البلد».
ونقل باتيلي عن مجموعة من الأعيان البارزين ووجهاء المجتمع، مطالبتهم «بوضع حد للتهميش الذي تعانيه المنطقة الجنوبية، ومناشدتهم بتوزيع أكثر عدلاً للموارد، وكذلك إشراك فزان بصورة ملائمة في مختلف مسارات الحوار لدعم العملية الانتخابية». وقال إنه حضهم في المقابل «على مواصلة دورهم البنَّاء في عملية المصالحة الوطنية، ومواكبة الجهود المحلية مع الجهود الوطنية، دعماً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة للجميع، وسلمية، في جميع أنحاء ليبيا هذا العام».
بدوره، أكد اللواء المبروك سحبان، آمر غرفة عمليات الجنوب التابعة لـ«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، أن «الجنوب يستطيع أن يؤمِّن الانتخابات»، واعتبر لدى اجتماعه مع باتيلي أن أهالي الجنوب أكثر من يعاني التغير السياسي في البلاد.
من جهته، قال عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات، إنه ناقش مع أعضاء من لجنة «6 6» المعنية بصياغة القوانين الانتخابية ذات العلاقة بالتعديل الدستوري الـ«13» الذي أقره مجلس النواب، جملة من الموضوعات الفنية المتعلقة بصياغة القوانين الانتخابية المبنية على المبادئ والمعايير الدولية المتعارف عليها في تنفيذ العمليات الانتخابية، وعلى ما ورد من نصوص دستورية تضمنها التعديل، بالإضافة إلى مسألة تقسيم الدوائر وتوزيع المقاعد في انتخاب مجلسي النواب والشيوخ. وأوضح «اتفاق الطرفين على استمرار التواصل وتقديم الاستشارات الفنية والقانونية، بما يسهل عمل اللجنة، ويسرع في صدور القوانين، للوصول إلى تنفيذ الخريطة الانتخابية المخطط لها هذا العام».
بموازاة ذلك، نفى عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، ما أشيع عن إلغاء مبادرته لإقراض الشباب والأسر المحتاجة، وقال عبر «تويتر» إن «المبادرة التي تضم في مرحلتها الأولى 25000 قرض سارية تماماً، والقيم المالية المخصصة لها مؤمنة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش السوداني استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، أعلنت «قوات الدعم السريع» تنفيذ ما أسمتها «عملية نوعية» في منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان، ودمّرت عدداً من الطائرات الحربية والمسيّرات والآليات، «واستهدفت خبراء أجانب تابعين للحرس الثوري الإيراني»، يعملون في المنطقة العسكرية المهمة، وذلك من دون تعليق من الجيش على ذلك.

وقال الناطق الرسمي باسم «قوات الدعم السريع»، في نشرة صحافية (الأحد)، إنها نفَّذت فجراً «عملية نوعية ناجحة، استهدفت منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، ودمَّرت خلالها عدداً من الطائرات الحربية من طراز (أنتنوف)، ومقاتلات من طراز (K8) صينية الصنع، وعدداً من المسيّرات والمعدات العسكرية في قاعدة وادي سيدنا الجوية بالمنطقة العسكرية».

ولم يصدر أي تعليق من الجيش على مزاعم «قوات الدعم السريع»، وسط ترحيبه الكبير باسترداده مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، التي كانت قد فقدتها في يونيو (حزيران) الماضي... وعادة لا يشير كلا الطرفين، إلى خسائرهما في المعارك.

وتضم منطقة وادي سيدنا العسكرية التي تقع شمال مدينة أم درمان، أكبر قاعدة جوية عسكرية، وفيها المطار الحربي الرئيس، إلى جانب الكلية الحربية السودانية، وبعد اندلاع الحرب تحوَّلت إلى المركز العسكري الرئيس الذي يستخدمه الجيش ضد «قوات الدعم السريع».

وقال البيان: «إن العملية النوعية التي نفَّذتها القوات الخاصة التابعة للدعم السريع، تأتي تنفيذاً للخطة (ب)، التي أعلن عنها قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) في آخر خطاباته الجماهيرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، عقب خسارة قواته منطقة جبل موية الاستراتيجية بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.

وتوعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المقرات والمواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً في متناولها.

جندي من الجيش السوداني يقوم بدورية خارج مستشفى في أم درمان في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ووعدت بحسب البيان، بأن تكون الحرب الحالية «آخر الحروب» في البلاد، وبإنهاء ما أسمتها «سيطرة الحركة الإسلامية الإرهابية على بلادنا»، و«إعادة بناء وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، تحقق السلام والاستقرار والعدالة لجميع الفئات السودانية، التي عانت من ظلم واستبداد الدولة القديمة».

وعلى صفحته بمنصة «إكس»، قال مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إن «خبراء أجانب يعملون مع الجيش في قاعدة وادي سيدنا الجوية، وإن معظمهم تابعون للحرس الثوري الإيراني، استهدفتهم العملية»، وإن ما أُطلق عليه «دك وتجفيف منابع الإرهاب» يعدّ من أولويات الخطة (ب) التي أعلن عنها حميدتي أخيراً.

وفي النيل الأبيض، اقتحمت «قوات الدعم السريع» المناطق الشمالية لمدينة الدويم، بولاية النيل الأبيض، وعند محور الأعوج وقرى المجمع، والسيال، واللقيد، وشمال الأعوج، التي لجأ إليها عددٌ كبيرٌ من الفارين من القتال، وأطلقت الرصاص؛ ما أدى لمقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة آخرين.

جنود من «قوات الدعم السريع» خلال دورية بمنطقة شرق النيل (أرشيفية - أ.ب)

واستنكر الناشط المتابع للأحداث محمد خليفة، وفقاً لحسابه على «فيسبوك»، الذي يتابعه مئات الآلاف، «عدم تصدي القوات المسلحة للقوات المهاجمة؛ دفاعاً عن المواطنين». وقال: «إن القرى والبلدات التي اقتحمتها (قوات الدعم السريع)، تبعد عن منطقة تمركز بنحو كيلومترين فقط...قوات الجيش لم تتحرك من مكانها، وقوات الميليشيا لا تزال في تلك المناطق المنتهكة».

وكان الجيش قد أعلن (السبت) استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، من قبضة «الدعم السريع»، أسوة باسترداد المدن والبلدات الأخرى جنوب الولاية مثل الدندر، والسوكي. وقال القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي وصل إلى المدينة غداة استردادها، إن قواته عازمة على «تحرير كل شبر دنسه العملاء والخونة، ودحر الميليشيا الإرهابية التي تستهدف وحدة السودان».