تركيا: «الدستورية العليا» لمرحلة حاسمة بقضية إغلاق «الشعوب الديمقراطية»

تركيا: «الدستورية العليا» لمرحلة حاسمة بقضية إغلاق «الشعوب الديمقراطية»
TT

تركيا: «الدستورية العليا» لمرحلة حاسمة بقضية إغلاق «الشعوب الديمقراطية»

تركيا: «الدستورية العليا» لمرحلة حاسمة بقضية إغلاق «الشعوب الديمقراطية»

تستمع المحكمة الدستورية العليا في تركيا، اليوم الثلاثاء، إلى المرافعة الشفهية لحزب «الشعوب الديمقراطية» المعارض، المؤيد للأكراد، في الدعوى المقامة من المدعي العام لمحكمة الاستئناف العليا في أنقرة، بكر شاهين، لإغلاق الحزب وحظر نشاط مئات من قياداته وأعضائه لاتهامه بدعم الإرهاب.
وعقب الاستماع إلى المرافعة، يبدأ مفوض المحكمة في القضية إعداد تقريره، وهو تقرير غير ملزم لأعضائها، وبعد ذلك تجتمع المحكمة لإصدار قرارها، سواء بإغلاق الحزب أو استمراره مع حرمانه من الدعم المقدم من خزينة الدولة أو قطع نصف الدعم.
ويتوقع حقوقيون أن تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً وتمتد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل.
ورفضت المحكمة في يناير (كانون الثاني) الماضي طلب الحزب تأجيل نظر الدعوى إلى ما بعد الانتخابات.
والشهر الماضي، ألغت المحكمة قراراً سابقاً لها بالتجميد المؤقت لحسابات الحزب البنكية التي يتلقى فيها الدعم المقدم من خزينة الدولة، بناء على طلب الحزب.
وأقام المدعي العام بكر شاهين دعوى إغلاق الحزب في مارس (آذار) 2021، حيث رفضتها المحكمة لأخطاء في الأصول، ثم قبلتها في يونيو (حزيران) من العام ذاته، وطلب فيها أيضاً فرض حظر على ممارسة 451 من قياداته وأعضائه للعمل السياسي لمدة 5 سنوات، لاتهامه بأنه أصبح ذراعاً سياسية لحزب «العمال الكردستاني»، المصنف كتنظيم إرهابي، وبأنه بات يقع في مركز الأنشطة التي تستهدف وحدة البلاد مع شعبها.
وتحسباً لإغلاقه، قرر حزب «الشعوب الديمقراطية»، الذي يقود تحالف «العمل والحرية» المؤلف من أحزاب يسارية، خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على قائمة حزب «اليسار الأخضر»، في حين أعلن أنه لن يقدم مرشحاً للرئاسة، وسط مؤشرات على دعمه مرشح المعارضة للرئاسة، كمال كليتشدار أوغلو.
ويحظى «الشعوب الديمقراطية»، وهو ثالث أكبر الأحزاب بالبرلمان بعد «العدالة والتنمية» الحاكم، و«الشعب الجمهوري» المعارض، بكتلة تصويتية تصل إلى نحو 13 في المائة من أصوات الناخبين، ولا سيما بالمناطق ذات الأغلبية الكردية في شرق وجنوب شرقي البلاد.
وقدم حزب «اليسار الأخضر» قائمة مرشحيه للانتخابات البرلمانية إلى المجلس الأعلى للانتخابات قبل إغلاق باب الترشيح، الأحد، حيث وضع «الشعوب الديمقراطية» أسماء مرشحيه ضمن قائمته، إضافة إلى دخول أحزاب «تحالف العمل والحرية»، وهي أحزاب «العمال التركي»، و«العمل»، و«الحركة العمالية»، و«الحرية الاجتماعية»، و«اتحاد الجمعيات الاشتراكية»، ضمن القائمة بشعاراتها وقوائمها.
في الوقت ذاته، فتحت السلطات التركية تحقيقاً ضد حزبي «اليسار الأخضر» و«الشعوب الديمقراطية»، بدعوى قيامهما بـ«دعاية إرهابية» خلال افتتاح المقر الانتخابي للحزب في ديار بكر، كبرى المدن ذات الأغلبية الكردية جنوب شرقي تركيا.
وافتتح ممثلو «اليسار الأخضر»، وممثلة حزب «الشعوب الديمقراطية» في ديار بكر، رمزية طوسون، المقر الانتخابي، الجمعة الماضي، في منطقة يني شهير المركزية. وقالت طوسون في كلمة خلال الافتتاح، إن «العراق وسوريا وكردستان ستنتصر بعد 14 مايو». وعلى الفور، قام مكتب المدعي العام في ديار بكر بفتح تحقيق بحق المشاركين في الفعالية بتهمة «نشر دعاية للجماعات الإرهابية».
وتعهد «اليسار الأخضر» في بيانه الانتخابي بإنهاء العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا والعراق، وسياسة «التسلح» لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تعد تركيا أحد أعضائه، والتي «تهدف إلى محاصرة روسيا». كما تعهد بالإفراج المشروط عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» المحكوم بالسجن مدى الحياة، عبد الله أوجلان، وإنهاء ممارسة إغلاق الأحزاب السياسية، وإلغاء العتبة الانتخابية التي تترك الأحزاب أقل من معدل معين للتصويت (7 في المائة) خارج البرلمان، وإلغاء المراسيم الرئاسية التي صدرت على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إيران تعتقل مغنية بثت حفلاً على «يوتيوب» دون حجاب

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تعتقل مغنية بثت حفلاً على «يوتيوب» دون حجاب

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

اعتقلت السلطات الإيرانية مغنية بعد أن أدت حفلاً افتراضياً على «يوتيوب»، حسبما أفاد محامٍ.

وقال ميلاد بناهيبور، المحامي الإيراني، إن باراستو أحمدي (27 عاماً)، اعتُقلت في مدينة ساري، عاصمة محافظة مازندران الشمالية، يوم السبت.

يوم الخميس، أقامت السلطة القضائية قضية تتعلق بأداء باراستو أحمدي في الحفل؛ حيث غنت مرتدية فستاناً أسود طويلاً بلا أكمام ولا ياقة ودون حجاب، وكان برفقتها 4 موسيقيين ذكور.

ونشرت باراستو أحمدي حفلها على «يوتيوب» قبلها بيوم، قائلة: «أنا باراستو، فتاة تريد أن تغني للناس الذين تحبهم. هذا حق، الغناء لأرض أحبها بشغف». وقد تمت مشاهدة الحفل الافتراضي أكثر من 1.4 مليون مرة.

قال بناهيبور، لوكالة «أسوشييتد برس»: «للأسف، لا نعرف التهم الموجهة ضد باراستو أحمدي، أو من اعتقلها، أو مكان احتجازها، لكننا سنتابع الأمر من خلال السلطات القانونية».

وأضاف أن اثنين من الموسيقيين في فرقة أحمدي، هما سهيل فقيه نصيري وإحسان بيرغدار، اعتُقلا في طهران يوم السبت.

شهدت إيران احتجاجات في عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في البلاد بسبب عدم ارتدائها الحجاب.