أبحر قارب يحمل نحو 400 مهاجر يراودهم «الحلم الأوروبي» من شاطئ مدينة طبرق، ثم ضل طريقه بين ليبيا ومالطا، بينما تتسرب إليه المياه، في مشهد يتكرر كثيراً رغم اختلاف «أبطاله».
وتعيد مثل هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر طرح الكثير من التساؤلات عن أسباب عدم توقف عمليات تهريب المهاجرين غير النظاميين من سواحل البلاد إلى أوروبا، في وقت تقول فيه السلطات الأمنية إنها تسعى للحيلولة دون تكرار ذلك.
وأعلنت خدمة الدعم «ألارم فون» الناشطة في عمليات إنقاذ المهاجرين بمياه البحر المتوسط، مساء (الأحد) أن قارباً يُقل نحو 400 مهاجر ضل طريقه بين مالطا وليبيا بينما تتسرب إليه المياه، وسط ارتفاع حاد في عدد قوارب المهاجرين التي تعبر البحر من شمال أفريقيا.
وأضافت الخدمة عبر حسابها على «تويتر» أنها تلقت اتصالاً من القارب الذي أبحر من طبرق في ليبيا ليلة (السبت)، وأنها أبلغت السلطات. وأوضحت أن «الوقود نفد من القارب، الذي ضل طريقه ويوجد حالياً في منطقة البحث والإنقاذ التابعة لمالطا، كما امتلأت قاعدته بالمياه، بينما غادره قائده، ولا يوجد على متنه من يستطيع توجيهه».
ومن جهته، قال مصدر أمني ليبي إنه على الرغم من «الجهود المبذولة للحد من نشاطات عصابات تهريب المهاجرين إلى السواحل الأوروبية عبر المتوسط، فإنها لا تزال متواصلة».
وأرجع المصدر الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط»، ورفض ذكر اسمه، «جانباً من عمليات التهريب إلى وجود دوائر فساد تسهّل لعصابات الاتجار بالبشر ممارسة أنشطتها، وتنطلق بقوارب تقل مئات المهاجرين من النقاط نفسها». وأوضح أن «تكرار عمليات التهريب يشير إلى أن هناك جهات مستفيدة من استمرارها، وتتربح من ورائها، الأمر الذي يستوجب التحقيق بشأنه من قِبَل الجهات القضائية».
وسبق أن عثرت قوات جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بشرق ليبيا على مئات المهاجرين في قبضة عصابات اتجار بالبشر، وأعادت أيضاً قوارب تقل مهاجرين آخرين من عرض البحر، وسهّلت ترحيلهم إلى بلدانهم، خلال الأشهر الماضية.
وفي السياق نفسه، قالت منظمة «سي - ووتش إنترناشونال» الألمانية غير الحكومية عبر حسابها على «تويتر» إنها عثرت على القارب، وإن سفينتين تجاريتين كانتا بالقرب منه.
وأضافت المنظمة أن السلطات في مالطا طلبت من السفينتين عدم القيام بعملية إنقاذ، وأن إحداهما طُلب منها تزويد القارب بالوقو..
وفي الأسبوع الماضي، أنقذت سفينة «جيو بارنتس» التابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» 440 مهاجراً قبالة سواحل مالطا بعد عملية معقدة استغرقت 11 ساعة وسط أمواج عاتية.
وقالت منظمة «ريسكشيب» وهي منظمة ألمانية غير حكومية، إن 23 مهاجراً على الأقل لقوا حتفهم في تحطم قارب آخر بالبحر المتوسط.
وأعلنت السلطات هناك عن فقدان 23 مهاجراً أفريقياً على الأقل، ووفاة 4 آخرين (السبت)، بعد غرق قاربين قبالة ساحل تونس في أثناء محاولتهم الوصول إلى إيطاليا.
وقالت مستشفى براك العام بجنوب ليبيا إن 7 مهاجرين غير نظاميين لقوا مصرعهم، وأصيب 19 آخرون حالتهم بين حرجة ومتوسطة الخطورة.
ووقع حادث السير مساء (الأحد) بالقرب من منطقة قيرة الشاطئ، وذلك في أثناء نقلهم من قِبَل مهربين.
تهريب المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا إلى أوروبا «عرض مستمر»
تهريب المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا إلى أوروبا «عرض مستمر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة