أي «خطر» للذكاء الصناعي على الرسم والتأليف الموسيقي؟

«الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» صنعها المصور يوليان فان ديكين باستخدام الذكاء الصناعي (إنستغرام)
«الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» صنعها المصور يوليان فان ديكين باستخدام الذكاء الصناعي (إنستغرام)
TT

أي «خطر» للذكاء الصناعي على الرسم والتأليف الموسيقي؟

«الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» صنعها المصور يوليان فان ديكين باستخدام الذكاء الصناعي (إنستغرام)
«الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» صنعها المصور يوليان فان ديكين باستخدام الذكاء الصناعي (إنستغرام)

يتجدّد السؤال عن «خطر» يكمن لمستقبل الإبداع في الرسم والتأليف الموسيقي، مع تولّي أجهزة الكمبيوتر هذه المَهمّات الخلّاقة، بالإضافة إلى كتابتها نصوصاً لها معنى واضح تكاد تقترب مما تكتبه اليد الإنسانية. ولنقاش هذه الإشكالية، تطرّق تحقيق لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إلى صعوبة تمييز نصوص هي من صنع تقنية الذكاء الصناعي ذات الشعبية الواسعة، «تشات جي بي تي»؛ عن أعمال من صنع الإنسان، أقله للوهلة الأولى. ويطلب مستخدمو الإنترنت من «تشات جي بي تي» كتابة نصوص بشأن كل ما يمكن تخيّله؛ تماسكها ليس سيئاً للغاية، ولا يمكن للمرء أن يعرف أنّ برنامجاً ذكياً هو بالفعل من قام بذلك.
وتمكن الذكاء الصناعي قبل مدّة من إكمال السيمفونية العاشرة للموسيقار الراحل لودفيغ فان بيتهوفن، عبر نموذج «دال - إي»، وهو برنامج يبتكر في الفنون، طوّرته شركة «أوبن إيه آي» الأميركية؛ تماماً مثل تطويرها «تشات جي بي تي».
ويمكن الآن لأي شخص يتصل بالإنترنت، استخدام الـ«روبوت» لإعداد نص أدبي، مع إمكان قيام التقنية الأحدث بإرفاق صور مع النص.
ويُعدّ مثل هذا الذكاء الصناعي التوليدي، مخيفاً جداً بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يخشون من أن يكون الفن محاصراً من جانب الـ«روبوتات»، علماً بأن الذكاء الصناعي هو سلاح ذو حدين، له نتائج مختلطة، إذ من الممكن أن يمثّل تهديداً، ولكنه يمكن أن يمثّل أيضاً فرصة للفنون، بناء على طريقة استخدامه.

رسم باستخدام الذكاء الصناعي (شاترستوك)

وفي هذا السياق، يقوم الأستاذ في التسويق وأبحاث السوق وأبحاث الاتصالات في فورتسهايم بألمانيا، كونراد تسير؛ وهو واحد من الأفراد الذين ينتمون للقطاعات الإبداعية أيضاً؛ بموازنة المشهد المتغيّر، فيقول: «أعتقد أنّ الذكاء الصناعي له إمكانات هائلة». لإثباتها، يكلّف طلابه بصنع عمل فني باستخدام هذا الذكاء، فيطلبون من «تشات جي بي تي» تأليف قصيدة شعرية بأسلوب الشاعر الألماني هاينريش هاينه، تصف شخصين يذهبان إلى سوق خاصة ببيع منتجات عيد الميلاد، ثم يتعاركان.
وسط نتائج مسلّية، كانت للطلاب وجهة نظر مفادها أنّ «إمكان رؤية الشاعر العظيم في قصائدنا التي تم صنعها بواسطة تقنية الذكاء الصناعي، أمر مشكوك فيه في هذه المرحلة».
ولفتهم أنّ هذه النصوص لا تتّسم بإحساس أدبي. فإذا طلب المرء من «تشات جي بي تي» كتابة قصيدة بشأن قطة بأسلوب الكاتب التشيكي الراحل فرانتس كافكا، على سبيل المثال، فإنّ النتيجة ولادة عمل غير ملهم إلى حد ما عن «كيكي»، وهو قط يستيقظ يوماً ما ويلاحظ شيئاً غريباً من خلال أسلوب «التحول الشكلي».
ثمة أمثلة أخرى أكثر إثارة للإعجاب، وفي آن تسببت باستياء البعض، مثل صورة «الفتاة ذات الأقراط اللامعة»، التي صنعها المصوّر و«المبدع الرقمي» يوليان فان ديكين، باستخدام الذكاء الصناعي؛ وهو العمل المقتبس من لوحة أخرى أصلية باسم «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي»، للرسام الهولندي يان فيرمير، المعروضة حالياً في متحف «ماورتشهاوس» للفنون في لاهاي بهولندا.
وتساءل بعض مشاهدي اللوحات بامتعاض عن سبب اختيار المتحف هذا العمل تحديداً لعرضه، ليردّ متحدّث باسمه: «لأنه وبكل بساطة، أعجبنا».
السؤال المطروح: هل يمثّل الذكاء الصناعي خطراً على الفن؟ وهل نشهد سيطرة الـ«روبوتات» على عالم الفنون؟ الإجابة: «ليس تماماً»، وفق مراقبين. وتعدّ المحاضرة يسيكا هيسن من جامعة «توبنغن»، التي تركز على القضايا الأخلاقية والفلسفية المتعلقة بالإعلام والعالم الرقمي، الفن «تجربة تفاعلية متواصلة، يفكّر فيها الأفراد بردود أفعالهم تجاه الواقع»، ترى أنّ ما يقوم به الذكاء الصناعي هو التركيز على الأنماط والاحتمالات. ولكن ما ينقصه هو «الفنان كشخص، وهالة الحسّ الأصلي، وروح التحدّي أيضاً».
لذلك، عندما يُطرح سؤال بشأن ما إذا كانت الـ«روبوتات» تشكل خطراً على الفنّ، فإن ذلك يعتمد كلياً على فكرة الفن الموجود لدى المرء، وفق هيسن: «الأكيد أنّ أعمالاً كثيرة ستُصنع من خلال الذكاء الصناعي في المستقبل. مثل أعمال زخرفية يمكن وضعها في المطبخ أو غرفة المعيشة».
ووفق تسير وهيسن، يمكن للذكاء الصناعي أن يساعد في ابتكار الفن، فيعتبران أنه «يمكن للفنان أن يضع إطاراً للعمل في سياقه ويقدّمه. ثم يعمل الذكاء الصناعي كمُساعد. ومن الممكن أيضاً أن يُسهل تقديم أشكال فنية جديدة».


مقالات ذات صلة

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

الرياضة رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

أبدى أليكساندر ويرل، رئيس نادي شتوتغارت، تفهمه لعدم رضا الجماهير عن خطط رابطة الدوري الألماني لكرة القدم، لبيع أجزاء من أسهمها للمستثمرين. وقال رئيس شتوتغارت في تصريحات لصحيفة «فيلت»، اليوم الأربعاء: «إنهم يخشون أن تذهب الأموال للاعبين ووكلائهم، يجب العلم بأن ذلك لن يحدث في تلك الحالة». وتنص اللوائح على عدم إمكانية امتلاك أي مستثمر لأكثر من 50 في المائة من الأسهم، باستثناء باير ليفركوزن، وفولفسبورغ المدعوم من شركة فولكسفاجن، وتوجد طريقة للتحايل على تلك القاعدة، وهي الاستثمار في القسمين (الدوري الممتاز والدرجة الثانية). وكان يتعين على الأطراف المهتمة تقديم عروضها بحلول 24 أبريل (نيسان) الماضي ل

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

أعلن مكتب المدّعي العام الفيدرالي الألماني، اليوم (الجمعة)، أن سورياً (26 عاماً) يشتبه في أنه نفَّذ هجومين بسكين في دويسبورغ أسفر أحدهما عن مقتل شخص، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وذكرت النيابة العامة الفيدرالية في كارلسروه، المكلفة بأكثر القضايا تعقيداً في ألمانيا منها «الإرهابية»، أنها ستتولى التحقيق الذي يستهدف السوري الذي اعتُقل نهاية الأسبوع الماضي. ولم يحدد المحققون أي دافع واضح للقضيتين اللتين تعودان إلى أكثر من 10 أيام. وقالت متحدثة باسم النيابة الفيدرالية لصحيفة «دير شبيغل»، إن العناصر التي جُمعت حتى الآن، وخصوصاً نتائج مداهمة منزل المشتبه به، كشفت عن «مؤشرات إلى وجود دافع متطرف ور

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفياً، اليوم (الخميس)، من وزيرة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية أنالينا بيربوك. وبحث الجانبان خلال الاتصال، التطورات المتسارعة للأحداث في جمهورية السودان، وأوضاع العالقين الأجانب هناك، حيث أكدا على أهمية وقف التصعيد العسكري، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، وتوفير الممرات الإنسانية الآمنة للراغبين في مغادرة الأراضي السودانية. وناقش الجانبان القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تعزيز جهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان بالمنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

ألقت السلطات الألمانية ليلة أمس (السبت)، القبض على شخص مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي، في صالة للياقة البدنية بمدينة دويسبورغ غرب البلاد. وصرح الادعاء العام الألماني في رد على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية، بأن هذا الشخص سوري الجنسية ويبلغ من العمر 26 عاماً. وأدى الهجوم الذي قالت السلطات إنه نُفذ بـ«سلاح طعن أو قطع» إلى إصابة 4 أشخاص بجروح خطيرة.


بعد 30 عاماً من السكون... أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال

بعد 30 عاماً من السكون... أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال
TT

بعد 30 عاماً من السكون... أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال

بعد 30 عاماً من السكون... أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال

يتحرك أكبر جبل جليدي في العالم مرة أخرى، بعد أن حوصر في دوامة طوال معظم العام.

تبلغ مساحة الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» 3800 كيلومتر مربع (1500 ميل مربع)، أي أكبر من ضعف مساحة لندن الكبرى، ويبلغ سمكه 400 متر (1312 قدماً). انفصل عن القارة القطبية الجنوبية في عام 1986؛ لكنه سرعان ما علق قبالة الساحل مباشرة. وأدى عمق الجبل الجليدي إلى انغماس قاعه في قاع بحر ويديل، وهو جزء من المحيط الجنوبي؛ حيث ظل ثابتاً لأكثر من 30 عاماً، ثم بدأ في التحرك شمالاً في عام 2020، ولكن منذ الربيع، كان يدور في مكانه، بعد أن حوصر في عمود دوار من الماء بالقرب من جزر أوركني الجنوبية، وفق هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وقالت هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، إن الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» ينجرف الآن نحو الشمال.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أندرو مايجرز، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي: «من المثير أن نرى الجبل الجليدي يتحرك مرة أخرى بعد فترات من التجمد. نحن مهتمون بمعرفة ما إذا كان سيسلك المسار نفسه الذي سلكته الجبال الجليدية الكبيرة الأخرى التي انفصلت عن القارة القطبية الجنوبية». ويُعتقد أن الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» سيغادر المحيط الجنوبي في نهاية المطاف ويدخل المحيط الأطلسي؛ حيث سيواجه مياهاً أكثر دفئاً، ومن المرجح أن يتفكك إلى جبال جليدية أصغر حجماً ويذوب في النهاية.

ويقوم الدكتور مايجرز وهيئة المسح البريطانية بالقطب الجنوبي بفحص تأثير الجبال الجليدية على النظم البيئية المحلية، بعد مرورها من خلالها.

قبل عام، جمع الباحثون على متن سفينة الأبحاث الملكية «السير ديفيد أتينبورو» بيانات من المياه المحيطة بـ«إيه تو ثري إيه».

وقالت لورا تايلور، عالمة الكيمياء الحيوية الجيولوجية التي كانت جزءاً من الطاقم: «نعلم أن هذه الجبال الجليدية العملاقة يمكن أن توفر العناصر الغذائية للمياه التي تمر عبرها، مما يخلق أنظمة بيئية مزدهرة في مناطق أقل إنتاجية»، وتابعت: «ما لا نعرفه هو الفرق الذي يمكن أن تحدثه الجبال الجليدية المعينة، وحجمها وأصولها في هذه العملية».