5 أطباق رمضانية على الطريقة اللبنانية

المغمور وشعيبيات السبانخ وفتة الحمص أبرزها

طبق المغمور الذي يقدّم على مائدة رمضان (الشرق الأوسط)
طبق المغمور الذي يقدّم على مائدة رمضان (الشرق الأوسط)
TT

5 أطباق رمضانية على الطريقة اللبنانية

طبق المغمور الذي يقدّم على مائدة رمضان (الشرق الأوسط)
طبق المغمور الذي يقدّم على مائدة رمضان (الشرق الأوسط)

تعدّ السفرة الرمضانية واحدة من رموز الشهر الفضيل التي تتمسك ربات المنازل بتحضيرها طيلة 30 يوماً؛ فتخطط لها بصورة مسبقة بحيث تشتري مكونات كثيرة وتحتفظ بها كي تستعملها في أطباق باردة وساخنة.
«الشرق الأوسط» حاورت بلال عبد الهادي، وهو صاحب مطعم، وربتَي منزل ناديا وريم، والجدة فتحية والموظفة نانسي، لتتزود منهم بوصفات 5 أطباق رمضانية أساسية.
إضافة إلى «الشوربة الحمراء» سنتعرف إلى طبق المغمور وشعيبيات السبانخ وفتة الحمص وطبق سلطة الفتوش.

- «الشوربة الحمراء» طبق يفتح الشهية
تقول ربة المنزل ناديا زيدان، إن حساء «الشوربة الحمراء» طبق مطلوب من قِبل أفراد عائلتها بشكل دائم على مائدة الإفطار. ولذلك؛ تقدمها لهم أكثر من مرة في الأسبوع، إضافة إلى أنواع حساء أخرى كـ«الدجاج مع الشعيرية» و«شوربة العدس»، وغيرها.
أما طريقة صنعها فترتكز على 300 غرام من اللحم البقر المفروم ناعماً. بعد أن تُتبل بالملح والبهار نصنعها على شكل كرات صغيرة ونقليها في الزيت إلى حين تحميرها. نرفع اللحم من الوعاء على النار لنضيف القليل من الزيت ونضع نصف كوب من الشعيرية ونتركها إلى حين تبدأ في الاحمرار لنضيف إليها 3 حبوب بندورة متوسطة الحجم بعد أن نقشرها ونفرمها ناعماً. نمزج الشعيرية بالبندورة لنضيف إليها كرات اللحم ونحو كوبين من المياه. وبعد وصول المزيج إلى درجة الغليان نتركها على نار خفيفة لمدة عشر دقائق إلى حين انتفاخ الشعيرية ونضجها. ويقدم هذا الحساء مع البقدونس المفروم على سطحها حسب الرغبة.

فتة الحمص طبق سهل ولذيذ (الشرق الأوسط)

- «فتة الحمص» على الطريقة الطرابلسية
يشتهر مطعم «الدنون» في طرابلس بأطباقه اللذيذة من فول وحمص اللذين يتم تحضيرهما بأساليب مختلفة. فكما الفول المدمس كذلك أطباق البليلة وفتة الحمص باللبن، وغيرها.
صاحب المطعم بلال عبد الهادي يقدم لك وصفة «فتة الحمص باللبن» على طريقته.
يتم نقع كمية الحمص حسب الرغبة بالمياه لمدة 9 ساعات. وفي المرحلة الثانية يتم تصفيته من المياه وغسله ليضاف إليه كمية مياه جديدة في وعاء على النار مع ملعقة صغيرة من الكربونات لكمية 500 غرام من الحمص. ينضج الحمص بعد نحو ساعة من الغليان، وفي هذا الوقت يتم تحضير الخبز المحمص.
ومن ثم يجري تحضير اللبن مع الثوم كتتبيلة للفتة يضاف إليها ملعقة كبيرة من الطحينة. يتم خفقها وتوضع على سطح طبق الحمص مع مكسرات محمصة بالزبدة أو الزيت لتزيينه فيضيف طعماً لذيذاً إليها. ويمكن إضافة رشة من الفلفل الأحمر الحر على الطبق.

- «المغمور» مع الباذنجان والبابريكا
ينتمي طبق «المغمور» المؤلف من الباذنجان المقلي مع صلصة البندورة إلى مائدة رمضان التراثية. وهو يشتهر في العاصمة بيروت، وتتنافس ربات المنزل على تحضيره مع نكهة فلفل البابريكا. وبحسب ربة المنزل ريم، فهي تحضره على الطريقة التالية:
يتم تقشير نحو كيلوغرام من الباذنجان، ومن ثم يتم تقطيعه مكعبات ويرش الملح عليه. وبعد نحو نصف ساعة يتم تجفيفه من المياه التي يفرزها بفوطة مطبخ أو بمحارم ورقية، وبعد قليه بالزيت النباتي يتم وضعه جانباً. في وعاء نضع ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون لقلي بصلتين من الحجم المتوسط بعد تقطيعهما بالطول. وبعد أن يصبح اللون ذهبياً تضاف إليهما كمية 4 حبات من البندورة المفرومة. تخلط المكونات جيداً ليضاف إليها الباذنجان مع 4 فصوص من الثوم المهروس، ونغمرها بثلاثة أكواب من المياه وملعقتين كبيرتين من صلصة رب البندورة. وعندما يبدأ في الغليان نضيف إليه ملعقة كبيرة من النعناع اليابس وملعقتين من دبس الرمان وعصير ليمونة حامض. يترك على النار لنحو 5 دقائق على نار مرتفعة. وبعدها يتم تقديمه على المائدة ويؤكل مع الخبز العربي الطري.

شوربة حمراء على الطريقة اللبنانية (الشرق الأوسط)

- شعيبيات السبانخ زينة المائدة الرمضانية
تقول الجدة فتحية العلاوي: إن مائدة رمضان من دون «شعيبيات السبانخ» أو «فطائر السبانخ» كما هي معروفة تبقى ناقصة، برأيها. ويمكن لربة المنزل أن تحضّرها وتحشوها وتضعها في «الفريزر» لتستخدمها عند الحاجة. وكذلك في إمكانها أن تقوم بتحضيرها في نفس اليوم لتقديمها طازجة ومشوية في الفرن. وبالنسبة للعجينة، يمكن أن تستخدم ربة المنزل تلك التي تصنع منها الفطاير عادة أو تشتريها جاهزة من المخبز.
ولتحضير «شعيبيات السبانخ» على طريقة الجدة فتحية، عليك أن تعدّي حشوتها. وهي تتألف من المقادير التالية: اخلطي السبانخ المفروم مع عصير الليمون الحامض والبصل المقطع صغيراً مع رشة من الملح والفلفل الأسود، وصفّيها من المياه التي تخرج منها. أضيفي إليها 3 ملاعق كبيرة من السماق ونصف كوب من زيت الزيتون. افردي العجينة باستخدام الشوبك، ثمّ قطّعيها إلى دوائر. ضعي ملعقة كبيرة من الحشوة داخل كل دائرة. أغلقي كل فطيرة على شكل مثلّث ثمّ صفّيها في صينية واخبزيها نحو 30 دقيقة في فرن محمّى على حرارة 200 درجة مئوية.

- طبق الفتوش بالخضراوات الطازجة
هو من الأطباق الرئيسية على السفرة الرمضانية، تحضّره ربات المنازل كما أصحاب المطاعم يومياً ليكون على المائدة. فهذه السلطة التي تتألف من أكثر من 10 أصناف خضراوات تعد مفتاح الشهية الذي يتم تناوله في الشهر الكريم.
الشابة نانسي، موظفة في أحد المصارف اللبنانية، تعدّ تحضير طبق الفتوش من هواياتها؛ لذلك لا تسمح لأحد غيرها في المنزل بتحضيره؛ إذ تحب أن تقوم بذلك بنفسها. ولتحضير طبق عائلي يلزمك المكونات التالية: بقدونس مفروم، وورق نعناع، وبصلة مفرومة، وباقة واحدة من الفرفحين، والفجل، والجرجير، والزعتر الأخضر البري ونصف خسة.
كذلك نحتاج إلى 3 حبات بندورة حمراء و4 حبات من الخيار وحبة من الفليفلة الخضراء.وتقول نانسي لـ«الشرق الأوسط»: «بعد غسل كل هذه المكونات وتعقيمها يتم فرمها إلى قطع صغيرة بنفس الحجم. ويتم تحضير صلصة الفتوش المؤلفة من عصير الليمون الحامض وفصين من الثوم المهروس، ورشة سماق، و3 ملاعق كبيرة من زيت الزيتون. تخلط جيداً لتصبّ على المكونات الطازجة من الخضراوات. وللاحتفاظ بالخبز المحمص مقرمشاً؛ من المستحسن أن يوضع فوق طبق الفتوش بعد خلط مكوناته بالصلصة المحضّرة التي يمكن إضافة ملعقة من دبس الرمان إليها، حسب الرغبة.


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.