لماذا لا يمكن الاعتماد على الذاكرة البشرية حتى على المدى القصير؟

تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم (رويترز)
تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم (رويترز)
TT

لماذا لا يمكن الاعتماد على الذاكرة البشرية حتى على المدى القصير؟

تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم (رويترز)
تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم (رويترز)

يخطئ الكثير من الناس في تذكر الأحداث، غالباً في غضون ثوانٍ، ويعيدون تشكيل الذكريات لتناسب توقعاتهم، وفقاً لدراسة جديدة تلقي مزيداً من الضوء على مثل هذه الأوهام في الذاكرة قصيرة المدى.
أظهرت الدراسات السابقة أن تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم، مما قد يؤدي إلى الأوهام، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
أظهرت الأبحاث أيضاً أن ذكريات الأشخاص طويلة المدى يمكن تشكيلها لتناسب توقعاتهم، وفي بعض الأحيان تولّد ذكريات خاطئة.
مع ذلك، افترض البعض عموماً أن الذكريات قصيرة المدى التي تشكلت من الإدراك قبل ثانية أو ثانيتين فقط تمثل بدقة الواقع أو ما حصل، كما قال علماء، بما في ذلك من جامعة أمستردام في هولندا.
في الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الأربعاء، وجد الباحثون أن التوقعات الداخلية للناس يمكن أن تعيد تشكيل تصوراتهم حتى خلال فترات زمنية قصيرة.
كشف البحث أنه في غضون الإطار الزمني القصير الذي يبلغ ثانية واحدة أو ثانيتين، يمكن للناس الانتقال من الوصف الموثوق به لما كان موجوداً بالفعل إلى الإبلاغ بشكل خاطئ عمّا توقعوه بدلاً من ذلك.
قال العلماء إنه حتى في مثل هذه المقاييس الزمنية القصيرة، قد لا تكون الذاكرة البشرية موثوقة تماماً بسبب أوهام الذاكرة قصيرة المدى (STM).
وأشارت الدراسة إلى أنه عند وجود توقعات قوية حول الكيفية التي يجب أن يكون عليها العالم، فقد تبدأ ذكريات الناس في التلاشي حتى في غضون بضع ثوانٍ، وملء المعلومات الباهتة بتوقعاتهم.
وأكدت نتائج الدراسة أن الذكريات الوهمية يمكن أن تنشأ حتى عندما يكون التحفيز البصري بعيداً عن الأنظار لفترات قصيرة جداً من الوقت، مما يشير إلى أن الذكريات الأخيرة للناس عُرضة للذكريات الوهمية.
وخلص الباحثون إلى أن «هذا يشير إلى أن الأمور الداخلية تلعب دوراً مهماً ليس فقط في أثناء الإدراك، ولكن أيضاً في الذاكرة». وأضافوا: «تتشكل الذاكرة من خلال ما توقعنا رؤيته، مباشرةً من تشكيل أول أثر للذاكرة».


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
TT

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في 4 فروع رئيسية، بجوائز بلغت قيمتها 1.6 مليون ريال، ونال كل فائز بكل فرع 200 ألف ريال، وذلك برعاية وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس أمناء المجمع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان.

وتشمل فروع الجائزة تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها، وحوسبة اللُّغة وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللُّغة ودراساتها العلميَّة، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعيَّة اللُّغويَّة.

ومُنحت جائزة فرع «تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها» لخليل لوه لين من الصين في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنَّشر من المملكة العربيَّة السُّعوديَّة في فئة المؤسسات، فيما مُنحت في فرع «حوسبة اللُّغة العربيَّة وخدمتها بالتقنيات الحديثة»، لعبد المحسن الثبيتي من المملكة في فئة الأفراد، وللهيئة السُّعوديَّة للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» في فئة المؤسسات.

جائزة فرع «تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها» لخليل لوه لين من الصين في فئة الأفراد (واس)

وفي فرع «أبحاث اللُّغة العربيَّة ودراساتها العلمية»، مُنحَت الجائزة لعبد الله الرشيد من المملكة في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربيَّة من مصر في فئة المؤسسات، فيما مُنحت جائزة فرع «نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعيَّة اللُّغويَّة» لصالح بلعيد من الجزائر في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات في فئة المؤسسات.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُويَّة اللُّغويَّة، وترسيخ الثَّقافة العربيَّة، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبلٍ زاهرٍ للُّغة العربيَّة، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمَّنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشُّمولية وسعة الانتشار، والفاعليَّة والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيميَّة للجان.

وأكد الأمين العام للمجمع عبد الله الوشمي أن أعمال المجمع تنطلق في 4 مسارات، وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، وتتوافق مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

تمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع لخدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

وتُمثِّل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللُّغة العربيَّة، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030».