صراع السلطة في ليبيا يتعمق بين حكومتي باشاغا والدبيبة

خلاف بين حفتر والسفير الأميركي بشأن إجراء الانتخابات

باتيلي متوسطاً حفتر وصالح في لقاء بنغازي (الجيش الوطني)
باتيلي متوسطاً حفتر وصالح في لقاء بنغازي (الجيش الوطني)
TT

صراع السلطة في ليبيا يتعمق بين حكومتي باشاغا والدبيبة

باتيلي متوسطاً حفتر وصالح في لقاء بنغازي (الجيش الوطني)
باتيلي متوسطاً حفتر وصالح في لقاء بنغازي (الجيش الوطني)

في نفي عملي لتكهنات باعتزامه الاستقالة من منصبه، كرّس فتحي باشاغا، رئيس حكومة الاستقرار الليبية الموازية، غير المعترف بها دولياً، «حالة الانقسام السياسي في البلاد والتنازع على السلطة مع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية (المؤقتة)، بإعلان إطلاق حكومته خطة بعنوان (تنمية وطن)». ونفى في مؤتمر صحافي عقد مساء أول من أمس في مقره بمدينة سرت (وسط)، اجتماعه مع الدبيبة، مؤكداً أنه «لن يكون هناك أي لقاء بينهما؛ إلا في مقر رئاسة الحكومة بالعاصمة طرابلس، عند اقتناع الدبيبة بتسليم السلطة».
ورحب باشاغا بتشكيل لجنة «6+6» من مجلسي «النواب» و«الدولة» لوضع القوانين الانتخابية، كما رحب بجهود اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، وبالاجتماعات الأمنية والعسكرية التي عُقدت في عدد من المدن الليبية. وأعلن عن برنامج لتوزيع الميزانيات على البلديات بحسب عدد السكان، من دون النظر إلى التوجهات السياسية أو أماكن سيطرة الحكومة، مشيراً إلى «تخصيص مبالغ مالية لكل المناطق، بما في ذلك المنطقة الغربية، حيث تتواجد حكومة الدبيبة، لكن من دون أن يوضح كيفية ذلك».
في المقابل، تجاهل الدبيبة هذه التصريحات، وتفقد رفقة بعض وزرائه، مساء أول من أمس في العاصمة طرابلس، شركة المياه والصرف الصحي، حيث شدد على «ضرورة إطلاق مشروع وطني لصيانة وتطوير 24 محطة مهملة منذ أكثر من عشرين عاماً»، مؤكداً أن «أهمية ملف المياه والصرف الصحي لا تقل أهمية من الكهرباء». كما أعلنت حكومة الدبيبة، أن لجنتها الدائمة لمتابعة أحوال السجناء الليبيين بالخارج بحثت في اجتماع لها مساء الثلاثاء، برئاسة وزيرة العدل حليمة عبد الرحمن في العاصمة طرابلس، إمكانية نقل المحكومين منهم لاستكمال باقي العقوبات المحكومين بها في ليبيا.
في سياق ذلك، نأى ريتشارد نورلاند، المبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا، بنفسه عن حسم ملف الصراع على السلطة بين حكومتي الوحدة «المؤقتة»، و«الاستقرار الموازية»، بينما برز خلاف بينه والجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، حول «إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية المؤجلة، بسبب تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة في البلاد».
واكتفى نورلاند في تصريحات متلفزة، مساء أول من أمس، بإلقاء الكرة في ملعب المبعوث الأممي، قائلاً، إنه «يتعين عليه التعامل مع أزمة الحكومتين بطريقة عملية، وبأكبر قدر من الشمولية»، من دون أن يوضح كيفية ذلك. واعتبر أنه «لا يمكن لمن يريد أن يترشح للانتخابات أن يكون جزءاً ممن يشرف عليها»، ورأى أنه يجب حل «هوية المرشحين للانتخابات الرئاسية لأنها تسببت في تأجيلها سابقاً»، لافتاً إلى أن «عدداً من المرشحين - لم يحددهم - يعتبرون شخصيات جدلية، وعلى الليبيين حسم موقفهم منها». وقال بهذا الخصوص «لا نريد عملية انتخابية تزيد حالة عدم الاستقرار، ويجب الاتفاق على طريقة إدارتها». كما جدد دعمه جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي لـ«الوصول إلى الانتخابات، والاتفاق السياسي بين العناصر الأساسية لإجرائها»، مشيراً إلى «وجود تقدم بملف خروج المرتزقة من ليبيا»، لكنه لم يكشف عن المزيد من التفاصيل.
ومع ذلك، قال، إنه «من الممكن إجراء الانتخابات قبل مغادرة العناصر المسلحة والمرتزقة»، مؤكداً استعداد بلاده لنشر بعض كوادرها لمراقبة الانتخابات بالاتفاق مع الأطراف السياسية.
وبخصوص إعادة فتح السفارة الأميركية مجدداً في العاصمة طرابلس، ربط نورلاند ذلك بالوضع الأمني. لكن مصادر مقربة من المشير حفتر – اشترطت عدم تعريفها - أكدت «عدم موافقته على إمكانية إجراء الانتخابات في ظل تواجد قوات أجنبية بالبلاد». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن رحيل هذه القوات وإنهاء وجودها والمرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، «أحد الشروط المهمة لتأمين الانتخابات ونجاحها في حال إجرائها».
وكان حفتر قد اجتمع مساء أول من أمس بمقرّه في مدينة بنغازي (شرق) مع باتيلي، بحضور رئيس مجلس النواب عقيلة صالح. وقال صالح وحفتر في بيانين منفصلين إنهما بحثا مع باتيلي آخر المستجدات السياسية. بينما ذكرت مصادر مقربة من حفتر، أن باتيلي استعرض نتائج الجولة، التي قام بها أخيراً إلى السودان وتشاد والنيجر، في إطار «محاولة تسريع خطوات خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية».
بدوره، قال باتيلي أمس في بيان عبر «تويتر»، إن الاجتماع «ركز على كيفية تسريع الجهود لإجراء الانتخابات من دون مزيد من التأخير»، لافتاً إلى «اتفاق على عدم ادخار أي جهد لتعزيز الأمل والمصالحة بين الليبيين، بما في ذلك قادة اللجنة العسكرية المشتركة، وقادة الوحدات العسكرية والأمنية من جميع أنحاء ليبيا؛ بهدف تحقيق السلام والاستقرار». ونقل عن صالح وحفتر أنهما جددا «التزامهما بإحياء الأمل في تحقيق سلام دائم في ليبيا، من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وعملية مصالحة وطنية شاملة».
كما اعتبر باتيلي عقب تفقده أعمال الترميم الجارية في جامعة بنغازي، أنه «حان وقت إغلاق أبواب الصراع وفتح بوابات التعليم على مصراعيها»، لافتاً إلى أن «إصلاح المباني التي دمرتها الحرب، والاستثمار في التعليم أمران بالغا الأهمية للشباب في ليبيا».
من جهة أخرى، أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، على «ضرورة استمرار وقف إطلاق النار، والعمل على التوعية بمخاطر الألغام، حتى تنعم البلاد بالأمن والاستقرار». وأعرب المنفي في بيان عبر «تويتر»، بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة على مكافحتها، عن «تضامنه مع ذوي وأهالي ضحايا المتفجرات ومخلفات الحروب».


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم