تركيا: تصاعد حدة التوتر السياسي مع اقتراب انتخابات 14 مايو

أكشينار تشن هجوماً حاداً على إردوغان

ملصق انتخابي للمعارضة التركية في إسطنبول (إ.ب.أ)
ملصق انتخابي للمعارضة التركية في إسطنبول (إ.ب.أ)
TT

تركيا: تصاعد حدة التوتر السياسي مع اقتراب انتخابات 14 مايو

ملصق انتخابي للمعارضة التركية في إسطنبول (إ.ب.أ)
ملصق انتخابي للمعارضة التركية في إسطنبول (إ.ب.أ)

تتصاعد حدة التوتر السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل.
وتواصَل التراشق الحاد بين رئيسة حزب «الجيد» المعارض ميرال أكشينار، والرئيس رجب طيب إردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، بعد أن أصرت أكشينار على اتهام إردوغان بأنه المسؤول عن إطلاق الرصاص على مقر حزبها الإقليمي في إسطنبول الأسبوع الماضي، غداة تهديده لها بألا تعبث معه، في مقابلة مع عدد من المحطات التلفزيونية المحلية.
أكشينار، الملقبة بـ«المرأة الحديدية»، شنت هجوماً حاداً على إردوغان، خلال كلمتها أمام المجموعة البرلمانية لحزبها (الأربعاء)، ورفعت إحدى الرصاصتين اللتين أصابتا مقر حزبها في إسطنبول أثناء كلمتها، قائلة: «ماذا حدث يا سيد رجب (الرئيس إردوغان)؟ جئت إلى الحكم وأنت تقول أنا رمز الشجاعة، وأصبحت رمز العبودية (...) في صباح يوم 15 مايو (اليوم التالي للانتخابات) سترفع هذه الأمة الغشاوة عن عينيها وستنطلق بحرية بعد أن تكون قد ذهبت».
ورد المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية»، عمر تشيلك، متهماً أكشينار بالتهديد. وقال: «إن رفع الرصاصة أثناء الحديث على المنصة تحت سقف البرلمان ما هو إلا تهديد. وإن هذا الخطاب هو أكثر الخطابات بؤساً في السنوات الأخيرة، فاللغة التي استخدمتها تجاه رئيسنا غير مناسبة ولا تليق بأي سياسي».
وكان إردوغان وجه تحذيراً الأسبوع الماضي إلى أكشينار بألا تعبث معه قائلاً: «اسمي رجب ولقبي إردوغان... لا تعبثي معي»، وغداة هذا التحذير تعرض مبنى حزب «الجيد» في إسطنبول لإطلاق رصاصتين، لكن تم الإفراج عن مطلق الرصاص بعد القبض عليه، حيث قالت السلطات إنه حارس أمن في مبنى تحت الإنشاء، وأطلق النار بعد أن لاحظ دخول 4 أشخاص إلى المبنى الذي يتولى حراسته.
وطالب وزير العدل، بكير بوزداغ، أكشينار بالاعتذار لإردوغان بعد اتهامها له بأن تصريحاته كانت السبب وراء الهجوم على الحزب.
في الوقت ذاته، تواصل التحالفات والأحزاب السياسة إعداد قوائم مرشحيها للانتخابات البرلمانية. وكشفت مصادر بحزب «الشعب الجمهوري»، عن أن الحزب يدرس خوض الانتخابات بقوائم مشتركة مع حزب «الجيد»، شريكه في تحالف «الأمة» في 10 ولايات لضمان الفوز بعدد أكبر من المقاعد.
وقال رئيس حزب السعادة، الشريك في تحالف «الأمة»، الذي يضم أحزاب ما يعرف بـ«طاولة الستة» إن حزب «الديمقراطية والتقدم»، برئاسة علي باباجان، رفض فكرة تشكيل تحالف ثلاثي يضم أيضاً حزب «المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، ليكون بمثابة تحالف داخل تحالف «الأمة» لانتزاع الأصوات من حزب «العدالة والتنمية».
وأكد داود أوغلو أن تحالف «الأمة» قادر على حصد 60 في المائة من أصوات الناخبين «في حال عدم ارتكاب أخطاء تؤدي إلى فقد تأييد المحافظين والأكراد، وبذلك سيتسحوذ التحالف على 365 مقعداً ويكون قادراً على تغيير الدستور»، مشيراً إلى أن الانتخابات المقبلة ليست صراعاً على المقاعد «ولكنها معركة تهدف إلى تغيير النظام الرئاسي وإحلال النظام البرلماني المعزز».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إردوغان يواجه احتجاجاً على استمرار حركة السفن التركية مع إسرائيل

إردوغان متحدثاً خلال منتدى إعلامي في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً خلال منتدى إعلامي في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يواجه احتجاجاً على استمرار حركة السفن التركية مع إسرائيل

إردوغان متحدثاً خلال منتدى إعلامي في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً خلال منتدى إعلامي في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)

قاطع مواطن تركي خطاباً للرئيس رجب طيب إردوغان حول الحرب الإسرائيلية في غزة صائحاً: «الصهاينة يواصلون أنشطتهم على سفننا وفي موانينا».

وبينما كان إردوغان يتحدث في منتدى في إسطنبول مشيراً إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، صرخ شخص من بين الحضور بالقاعة قائلاً: «تتحدثون هكذا بينما الصهاينة يواصلون أنشطتهم على سفننا وفي موانينا»، ليرد عليه إردوغان: «عزيزي، لا تكن فم ولسان الصهاينة هنا، مهما حاولت استفزاز هذا المكان بكونك فم ولسان الصهاينة، فلن تحصل على نتائج.

وواصل الرجل: «الصهاينة يعرفون جيداً أين يقف طيب إردوغان، لكنكم ما زلتم لا تفهمون».

وقام بعض الحضور بمحاولة إسكات الرجل، وتدخل حراس الرئيس التركي وأخرجوه من القاعة.

وأثار الاحتجاج غضب إردوغان، الذي كان يتحدث، خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى تنظمه قناة «تي آر تي وورلد» التركية الناطقة بالإنجليزية، تحت شعار «عالم عند نقطة الانهيار: إدارة الأزمات والتحولات».

وتابع إردوغان حديثه قائلاً: «إذا لم نتحرك اليوم، فمتى سنتحرك؟»، ماذا يمكننا أن نقول عن عدوان الحكومة الإسرائيلية الذي يعرض كل من يعيش في المنطقة للخطر؟ لماذا هذه الحرب؟ إن ألم الغزيين واللبنانيين هو ألمنا جميعاً إلى جانب المضطهِد والأمة».

إردوغان أبدى انزعاجه من احتجاج شخص عليه خلال إلقاء كلمته (الرئاسة التركية)

وشدد إردوغان على ضرورة تحقيق وقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة، الذي قال إنه يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية، على الفور.

ولفت إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، قائلاً: «نأمل أن يكون وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان دائماً»، معرباً عن استعداد تركيا لبذل ما بوسعها من أجل وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، وتمهيد الطريق نحو سلام دائم».

كما جدّد الرئيس التركي دعوته لإجراء إصلاحات في بنية الأمم المتحدة، مؤكداً أنه ينبغي تغيير بنية مجلس الأمن الدولي بسرعة، لأنه لا يمكن إدارة العالم من خلال مجلس يتحكم به 5 أعضاء دائمين فقط.