«يوم حزين» للمرأة السياسية في العالم

رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين (أ.ب)
رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين (أ.ب)
TT

«يوم حزين» للمرأة السياسية في العالم

رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين (أ.ب)
رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين (أ.ب)

عاشت «سياسيات» العالم يوماً حزيناً، بعد خسارة 3 رئيسات للوزراء مناصبهن؛ إذ استقالت اثنتان جراء «ضغوط وسخرية» فيما خسرت الثالثة انتخابات تشريعية.
ففي فنلندا، خسرت رئيسة الوزراء سانا مارين (37 عاماً) في الانتخابات التشريعية، لتعلن بعدها تنحيها عن زعامة الحزب الاجتماعي الديمقراطي، مستبعدة توليها أي منصب في الحكومة المقبلة. وقالت مارين إنها لن تسعى «لولاية ثانية في زعامة الحزب خلال المؤتمر العام المقبل في سبتمبر (أيلول)»، وإنها ستقدم «استقالة الحكومة غداً (الخميس)».
وخسرت مارين الماراثون الانتخابي أمام زعيم حزب التجمع الوطني المحافظ بيتيري أوربو، وحلَّ حزبها في المرتبة الثالثة.

سخرية وضغوط

رئيسة الوزراء النيوزيلندية «المستقيلة» جاسيندا أرديرن. (أ.ف.ب)

أما في نيوزيلندا، فقد أفل نجم رئيسة الوزراء «المستقيلة» جاسيندا أرديرن (42 عاماً) بعد أكثر من 5 سنوات في الحكم عصفت بها العديد من الأزمات، لتعلن في يناير (كانون الثاني) الماضي «ببساطة... لم تعد لدي طاقة كافية للاستمرار في السلطة أربع سنوات إضافية».
ونالت إدارة أرديرن لبعض الأزمات، لا سيما «مذبحة كرايست تشيرش» عام 2019 التي راح ضحيتها 51 مسلماً على يد مسلح، إشادة دولية.
كما قادت إدارتها لأزمة وباء كورونا - في بدايتها - حزبها العمالي إلى فوز ساحق في انتخابات عام 2020، لكن إجراءات الإغلاق الصارمة كانت سبباً في تضاؤل شعبيتها تدريجياً. وكانت أرديرن موضع إساءات وسخرية من قِبَل الحركة المناهضة للتحصين ضد كورونا، وغيرها من الجماعات الاحتجاجية اليمينية المستوحاة من الشعبوية في نيوزيلندا.
وبدا في تصريحات استقالتها، أن هذه الضغوط كان لها تأثير عليها، وجعلتها تشك في قدرتها على الاستمرار في منصبها.
وانتخبت أرديرن رئيسة للوزراء عام 2017 عن عمر 37 عاماً، وهي واحدة من أصغر رئيسات الحكومات في العالم، والثانية فقط التي تصبح أُمّاً وهي لا تزال في منصبها.

الاستقالة مقابل الخصوصية

رئيسة الوزراء الأسكوتلندية نيكولا ستيرغون. (د.ب.أ)

وإلى أسكوتلندا، حيث استقالت رئيسة الوزراء نيكولا ستيرغون (53 عاماً) بعد أكثر من 8 سنوات لرغبتها في بعض الخصوصية لـ«صون بعض ما يعدّه الناس أمراً مسلَّماً به في حياتهم، والذي نسيت أن لدي ذلك».
وقالت رئيسة الوزراء، الأطول حكماً في تاريخ أسكوتلندا وأول امرأة تتولى هذا المنصب: «قرأت روايات عن حياتي على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعتقد كما تعلمون أنها تبدو أكثر إثارة بكثير».
وفي فبراير (شباط) الماضي أعلنت ستيرغون استقالتها بشكل مفاجئ من منصب رئيسة الحزب الوطني الأسكوتلندي. ومن بين الادعاءات التي نفتها، امتلاكها لـ«محفظة عقارات عالمية» وغيرها.
وفي وقت سابق اليوم (الأربعاء) اعتقلت الشرطة الأسكوتلندية بيتر موريل، زوج رئيسة الوزراء السابقة، فيما يتعلق بتحقيق في تمويل الحزب الوطني الحاكم.
كما أقرت رئيسة الوزراء السابقة قانوناً مثيراً للجدل خلال فترة ولايتها، ينص على السماح للأطفال في سن الـ16 بتغيير جنسهم، من دون موافقة طبية والحصول على موافقة الوالدين، وهو ما استخدمت فيه الحكومة البريطانية حق النقض ورفضت القانون.


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».