أوباما بين المراوغة والوضوح أمام الكونغرس لتمرير الاتفاق النووي

البيت الأبيض يصف قرار السيناتور الديمقراطي الذي أعلن تصويته ضد الاتفاق بـ«المخيب»

الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء خطابه حول الاتفاق النووي في الجامعة الأميركية بواشنطن الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء خطابه حول الاتفاق النووي في الجامعة الأميركية بواشنطن الاثنين (أ.ف.ب)
TT

أوباما بين المراوغة والوضوح أمام الكونغرس لتمرير الاتفاق النووي

الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء خطابه حول الاتفاق النووي في الجامعة الأميركية بواشنطن الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء خطابه حول الاتفاق النووي في الجامعة الأميركية بواشنطن الاثنين (أ.ف.ب)

يتعين على الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ينتهج مسارا واضحا وإن كان مراوغا في الكونغرس لمنع نسف الاتفاق النووي مع إيران. وسيكون هدفه إقناع عدد كاف من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس لتأييد الاتفاق لمواجهة المعارضة شبه الجماعية من الأعضاء الجمهوريين، حسب «رويترز».
وستشمل العملية على الأرجح تصويتا إجرائيا في مجلس الشيوخ، على قرار برفض الاتفاق في مجلسي الشيوخ والنواب، وإذا مر القرار واستخدم أوباما حق النقض (الفيتو) فسيُجرى تصويت لإلغاء النقض. وفي ما يلي الكيفية التي يرجح أن تنجح وكيفية حساب الأصوات.
ويعارض الجمهوريون بصفة عامة اتفاق إيران، ولديهم أغلبية تمنحهم السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب. وبعض الديمقراطيين لديهم مخاوف بشأن الاتفاق أيضًا. وبمجرد أن يعود الكونغرس من عطلة أغسطس (آب) في الثامن من سبتمبر (أيلول) ستبدأ المناقشات بشأن قرار يقضي برفض الاتفاق.
وللمضي قدما في القرار في مجلس الشيوخ سيتعين على الجمهوريين حشد 60 صوتا للموافقة على مشروع قرار إجرائي بإغلاق المناقشات. وإذا أمكنهم التوصل إلى ذلك فإنهم سيحتاجون إلى 51 صوتا فقط للموافقة على القرار نفسه. وأمامهم حتى 17 سبتمبر ليفعلوا ذلك. ولا يوجد مانع إجرائي لأغلبية كبيرة في مجلس النواب، ويتوقع أن يفوز القرار بسهولة بالموافقة هناك. وإذا أيده مجلسا الكونغرس فإن أوباما وعد باستخدام النقض (الفيتو) لوقف قرار الرفض.
وإذا فعل أوباما ذلك فسيحاول المعارضون التغلب على قرار النقض. وهم يحتاجون لتحقيق ذلك حشد تأييد الثلثين في كل من المجلسين. ولعمل ذلك في مجلس النواب فإنه يتعين أن يصوت 44 عضوا من 188 ديمقراطيا ضد أوباما إذا فعل ذلك كل عضو جمهوري. وحتى الآن قال تسعة فقط إنهم سيعارضون الاتفاق.
ولعرقلة تخطي قرار النقض في مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو فإن أوباما سيحتاج فقط إلى 34 صوتا.
والتزم 14 عضوا على الأقل في مجلس الشيوخ بتأييد اتفاق إيران، ويوجد 16 عضوا على الأقل التزموا بصرامة بمعارضته.
وخرج تشاك شومر، العضو الديمقراطي رقم ثلاثة في مجلس الشيوخ، ليعلن عن معارضته الخميس، أي قبل أسابيع من التصويت. وقال إنه سيحاول إقناع زملائه بالتصويت ضد الاتفاق معه، مما يجعل مهمة أوباما أكثر صعوبة. وحتى اليوم الجمعة قال إنه ما زال العضو الديمقراطي الوحيد في مجلس الشيوخ الذي يعارض الاتفاق بصرامة. ومن بين أعضاء مجلس الشيوخ الباقين يوجد نحو 13 يميلون نحو تأييد الاتفاق الإيراني. ولم يقرر 15 موقفهم. ويميل 42 معظمهم جمهوريون لرفض الاتفاق وفقا للتصريحات وتقارير وسائل الإعلام.
ويعد موقف هذا السيناتور اليهودي الأكثر نفوذا ضربة لجهود الرئيس باراك أوباما الذي يسعى لحشد الأصوات اللازمة في مجلس الشيوخ لمنع الإطاحة بالاتفاق.
وقال جوليان زيليزر، من جامعة برينستون «إن ذلك يضعف الاتفاق من جهة الدعم في الكونغرس، وأيضًا لدى الرئيس القادم الذي يتعين عليه متابعته». ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست قرار شومر بالمخيب، لكنه «ليس مفاجئا». لكن هذا الموقف أثار استياء حلفاء أوباما. وهذا الاستياء يمكن أن يكون له أثر دائم على الزعيم الذي سيقود كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ بعد تقاعد الرئيس الحالي هاري ريد في 2016.
وقال دان فيفير، الذي كان من كبار مستشاري أوباما حتى مغادرته الإدارة في مارس (آذار) الماضي، إن «السيناتور شومر ينحاز إلى جانب الحزب الجمهوري ضد أوباما. كلينتون ومعظم الديمقراطيين سيجعلون من الصعوبة له أن يقود الديمقراطيين في 2016». ومع أنهما حليفان، اختلف أوباما وشومر حول عدة قضايا رئيسية في السنوات الماضية.
فشومر صوت مع الحرب في العراق، وقال إن توقيع أوباما على إصلاح قطاع الصحة خطأ، والآن يعارض الاتفاق الإيراني. وطفح الكيل بالبعض بسبب هذه النقطة. فقد تساءل جون فافرو، أحد كتاب خطابات أوباما سابقا «تشاك شومر الذي قال إنه من الخطأ الموافقة على أوباما كير، يخرج مرة أخرى بوجه الاتفاق الإيراني. أهذا هو زعيمنا في مجلس الشيوخ القادم؟».
وزميل شومر السابق السيناتور ديك دوربن سعى ليتبوأ أعلى منصب للديمقراطيين في مجلس الشيوخ. والآن ربما يرى فرصة للدفع بمسعاه قدما.
وبحسب نتيجة انتخابات 2016 سيكون الشخص الذي يتولى ذلك المنصب إما زعيم الغالبية في المجلس (إذا ما استعاد الديمقراطيون الأغلبية) أو يقود المعارضة. وكان من قادة الديمقراطيين في المجلس ليندون جونسون، الذي أصبح رئيسا في ما بعد. وقال البيت الأبيض إن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هم الذين يحسمون مسألة زعيمهم، لكنه أعطى تلميحات قوية بشأن رأيهم حيال مواقف شومر. وقال إرنست «لن أتفاجأ إذا كان هناك أعضاء منفردون من كتلة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يفكرون بسجل تصويت الراغبين في قيادة الكتلة».
وأعربت مجموعة «موف أون دوت أورغ» عن غضبها قائلة إنها ستوقف دفع مساهمات بقيمة 10 ملايين دولار للمرشحين الذين يقوضون دبلوماسية أوباما مع إيران. وقال زيليزر إن الخطأ «سيكلفه دعما كبيرا بين أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذي يدركون أن هذه ضربة سياسية للإدارة».
ومع ذلك، برزت إشادة بموقف شومر. فقد أثنى المرشح الجمهوري المتشدد تيد كروز على «شجاعة» شومر ودعاه إلى قيادة الهجوم على الاتفاق.



مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
TT

مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)

تجمّع آلاف البوذيين، أول من أمس الأحد، في وسط بورما؛ للمشاركة في إحياء طقوس دينية شعبية شكّل الاحتفال بها فاصلاً ملوّناً، وسط النزاع الدامي الذي تشهده الدولة الآسيوية.
وحالت جائحة «كوفيد-19» وانقلاب فبراير (شباط) 2021 لعامين متتاليين دون أن تشهد بيين أو لوين، هذا الاحتفال باكتمال القمر الذي يصادف نهاية موسم الأمطار المعروف بـ«تازونغداينغ» أو مهرجان الأضواء. وارتفعت مناطيد الهواء الساخن في الليل البارد وعليها صور لبوذا وأنماط ملونة تقليدية؛ ومنها الدب الأبيض.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، تتولى لجنة تحكيم اختيارَ الأجمل منها، الذي يصل إلى أكبر علو ويطير أطول وقت بين 76 منطاداً تشارك في الأيام الخمسة للاحتفالات.
ويترافق هذا الحدث مع كرنفال وعرض رقص تقليدي يوفّر جواً من البهجة بعيداً من أخبار النزاع الأهلي، الذي أودى بحياة ما بين 2400 و4000 شخص في نحو عامين.
وإذا كان الاحتفال بـ«تازونغداينغ» راسخاً في التقاليد البوذية، فإن البريطانيين الذين كانوا يستعمرون بورما هم الذين كانوا وراء مسابقة المناطيد في نهاية القرن الـ19.
ودرَجَ عشرات الآلاف من البورميين والأجانب الفضوليين في السنوات الأخيرة، على حضور هذه الاحتفالات المعروفة على السواء بألوانها وبالخطر الذي تنطوي عليه، إذ تُحمَّل المناطيد بالألعاب النارية التي قد تسبب كارثة إذا انفجرت قبل الأوان.
ويعود الحادث الأخطر إلى عام 2014 عندما قُتل 3 متفرجين بفعل سقوط منطاد على الحشد في تونغي، وسط بورما.