«داعش» يصادر المستمسكات الثبوتية من سكان الفلوجة منعًا لهروبهم

مجلس الأنبار: الباقون من عناصر التنظيم في المدينة يعيشون في ذعر

«داعش» يصادر المستمسكات الثبوتية من سكان الفلوجة منعًا لهروبهم
TT

«داعش» يصادر المستمسكات الثبوتية من سكان الفلوجة منعًا لهروبهم

«داعش» يصادر المستمسكات الثبوتية من سكان الفلوجة منعًا لهروبهم

كشف مجلس محافظة الأنبار عن قيام «داعش» بتنفيذ أكبر عملية لسحب جميع المستمسكات الثبوتية من سكان مدينة الفلوجة، كإجراء لمنعهم من مغادرة المدينة الخاضعة منذ أكثر من عام لسيطرته.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار والمتحدث الرسمي باسمه عيد عمّاش لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي تنظيم داعش شنوا حملة مداهمات واسعة لمنازل المواطنين في أحياء مدينة الفلوجة، من أجل سحب جميع مستمسكات المواطنين، في خطوة أخرى لمنع خروجهم من المدينة قبل انطلاق العمليات العسكرية». وأضاف عماش أن «مسلحي التنظيم الإرهابي كانوا في السابق يتقاضون إتاوات من أهالي الفلوجة مقابل السماح للبعض منهم بالخروج، أما الآن فقد بدأت بسحب جميع المستمسكات الثبوتية للعوائل لمنعهم من الخروج من المدينة واستخدامهم دروعًا بشرية عند دخول القوات العراقية لتحرير المدينة». وأشار عمّاش إلى أن «معظم القيادات الأجنبية لتنظيم داعش هربت من مدينتي الفلوجة والرمادي باتجاه سوريا، بعد أن نهبت وسرقت ممتلكات المواطنين والدولة، وما تبقى من عناصر التنظيم الآن يعيشون حالة من الذعر، حتى وصل الأمر إلى إعدام التنظيم بعض عناصره بحجة تخاذلهم أمام القوات الحكومية التي تقدمت بشكل كبير إلى داخل مدينة الرمادي، فيما تقف القوات عند حدود مدينة الفلوجة بانتظار إشارة الدخول لتحريرها».
من جانب آخر، أفاد قائد صحوة المنطقة الغربية في محافظة الأنبار عاشور الحمادي بأن طيران التحالف الدولي قصف رتلاً لمسلحي تنظيم داعش قرب مدينة حديثة (160 كلم غرب الرمادي).
وأضاف أن «رتلاً مكونًا من 17 عجلة، بينها ثلاث مفخخات، خرجت من مدينة هيت لمهاجمة قضاء حديثة، غير أن طيران التحالف الدولي كان لها بالمرصاد وتمكن من تدميرها بالكامل». وأضاف الحمادي أن الضربات الجوية التي استهدفت الرتل أدت إلى تدميره بالكامل ومقتل أكثر من 35 عنصرًا من مسلحي التنظيم.
في السياق نفسه، أكد معاون محافظ الأنبار مهدي صالح النومان، أن تنظيم داعش استمات للسيطرة على سد حديثة، لكن القوات الأمنية وأبناء العشائر حالوا دون ذلك. وأضاف أن «تنظيم داعش الإرهابي استقتل للسيطرة على سد حديثة لكي يستخدمه ورقة ضغط على العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية ومدن الأنبار، لكون سد حديثة هو ثاني أكبر السدود المائية في العراق». وقال إن «شجاعة أبناء العشائر في قضاء حديثة الموجودين هناك وبدعم وإسناد مباشر من القوات الأمنية حالت دون سيطرة التنظيم على هذا السد المهم»، لافتا إلى أن «الوضع الآن في حديثة مستقر نسبيا والعشائر والقوات الأمنية مستبسلة للدفاع عن هذا السد».
وفي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، أعلن قائمقام المدينة دلف الكبيسي توغل القوات الأمنية والقوات المساندة لها أكثر إلى باتجاه مداخل المدينة بالتزامن مع قصف عنيف لطيران التحالف الدولي.
وقال الكبيسي إن «الخطة الأمنية لاقتحام مدينة الرمادي تسير وفق ما هو مرسوم لها من قبل القوات الأمنية، وتنص على إغلاق جميع مداخل المدينة، ومن ثم قيام الطيران العراقي والدولي بقصف تنظيم داعش داخل المدينة لقطع كل إمداداته ومحاصرته ومن ثم اقتحام مركز المدينة بعد توفير الحماية الأمنية للقطعات العسكرية المهاجمة».
وأشار الكبيسي إلى أن «الخطة تهدف أيضًا إلى حماية أرواح المدنيين الذين يحاصرهم التنظيم الإرهابي داخل المدينة بعد أن أوصلنا لهم تعليمات عن كيفية التحرك أثناء دخول القوات الأمنية لغرض التحرير، كما أن المواطنين يبدون تعاونًا كبيرًا مع القوات الأمنية بإيصال المعلومات عن وجود المسلحين، وهذه المعلومات يتم نقلها لقيادة العمليات لغرض التركيز على الضربات التي تستهدف المسلحين».
من جهة أخرى، أكدت قيادة الفرقة السابعة في الجيش العراقي إيصال مواد غذائية إلى ناحية البغدادي (90 كلم غرب الرمادي). وقال قائد الفرقة اللواء الركن نومان الزوبعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قيادة الفرقة تمكنت من إيصال 145 طنًا من مفردات البطاقة التموينية بالإضافة إلى الوقود بواسطة شاحنات القيادة انطلاقًا من مدينة كربلاء إلى النخيب وصولا إلى ناحية البغدادي». وأضاف الزوبعي: «تم أيضًا إيصال 52 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية بواسطة الجسر الجوي بين بغداد وقاعدة عين الأسد»، مشيرًا إلى توزيع تلك الأدوية والمستلزمات على مستشفى حديثة والمراكز الصحية في القضاء وناحية البغدادي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.