في بكين... ماكرون يريد كبح تقارب شي وبوتين

من لقاء سابق جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جينبينغ في 6 نوفمبر 2019 ببكين (رويترز)
من لقاء سابق جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جينبينغ في 6 نوفمبر 2019 ببكين (رويترز)
TT

في بكين... ماكرون يريد كبح تقارب شي وبوتين

من لقاء سابق جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جينبينغ في 6 نوفمبر 2019 ببكين (رويترز)
من لقاء سابق جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جينبينغ في 6 نوفمبر 2019 ببكين (رويترز)

يأمل رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون بزيارته الرسمية إلى الصين التي سيجريها من 5 إلى 8 أبريل (نيسان)، في التأثير على موقف الرئيس الصيني شي جينبينغ بشأن روسيا والحرب في أوكرانيا، وتجنيب الصين دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عسكرياً بالصراع في أوكرانيا، وفق تقرير نشرته أمس صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
يسافر إيمانويل ماكرون إلى الصين في وقت يشهد توتراً دولياً كبيراً، على أمل أن يكون قادراً على التأثير على سياسة شي جينبينغ تجاه روسيا، والحصول على عقود للشركات الفرنسية. وبينما تهدد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة بالتحول إلى مواجهة في السنوات المقبلة، تهدف فرنسا إلى أن تحمل معها موقفاً آخر غير موقف واشنطن في علاقتها مع بكين، وفق التقرير، ولا تريد باريس أن تجرفها الزوبعة التي تختمر في المحيطين الهندي والهادئ (بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها).
وطلب إيمانويل ماكرون من أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، مرافقته إلى بكين، مؤكداً أنه لا يزال يضع العلاقات الثنائية الفرنسية الصينية في الإطار الأوروبي. ففي مواجهة النظام الصيني، أوروبا أقوى من فرنسا وحدها. وبينما تعرض الرئيس الفرنسي في بعض الأحيان لانتقادات من شركائه الذين يعتبرونه مؤيداً ساذجاً للتوفيق مع بكين، كما كان مع روسيا، ألقت أورسولا فون دير لاين خطاباً شديد اللهجة في 30 مارس (آذار) الماضي في بروكسل موجهاً للصين. فمنذ أن وصفت المفوضية الأوروبية الصين في عام 2019 بأنها «شريك ومنافس استراتيجي»، شددت أوروبا لهجتها في خطاب فون دير لاين الأخير.
اعتبر التقرير أنه أمام الهدف الواضح للحزب الشيوعي الصيني الذي هو التغيير المنهجي في النظام الدولي، مع التركيز على محورية الصين، وطي الصين صفحة الإصلاحات، واتخاذها موقفاً عدوانياً على المسرح العالمي، تريد رئيسة المفوضية الأوروبية تعزيز الموقف الأوروبي، لكنها لا تريد قطيعة اقتصادية مع الصين التي تمثل 20 في المائة من واردات الاتحاد الأوروبي. تتفق أورسولا فون دير لاين وإيمانويل ماكرون على الشروع في سياسة «الحد من المخاطر»، ولا سيما الاقتصادية، تجاه الصين، بدلاً من حل الانفصال عنها الذي طلبه الأميركيون.
سيكون الموضوع الأوكراني، الذي أصبح «عنصراً أساسياً» للسياسة الخارجية الفرنسية، في قلب زيارة إيمانويل ماكرون. ويقول المتخصص في الشأن الصيني في «المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية» في دراسة له: «أصبحت الحرب في أوكرانيا المسرح الأول للمواجهة النشطة غير المباشرة بين الولايات المتحدة، التي تدعم الأوكرانيين عسكرياً مع حلفائها الأوروبيين، والصين التي تساعد روسيا سياسياً واقتصادياً». ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، كان الرئيس الفرنسي يأمل في إشراك بكين في لعب دور الوسيط في الصراع. يعلق جوليان على ذلك قائلاً: «هذا سوء فهم لموقف الصين من أوكرانيا، وهو ما لوحظ أيضاً (أي سوء الفهم) بين القادة الأوروبيين الآخرين».

وهم الحياد

وفق التقرير، «تأمل باريس في إقناع شي جينبينغ، على الرغم من أنه لم يستنكر أبداً العدوان الروسي (على أوكرانيا)، بممارسة نفوذه على فلاديمير بوتين لدفعه نحو التوصل إلى نتيجة تفاوضية للصراع»، معتبراً أن «الوهم بأن الصين محايدة (في الصراع)... تحطم منذ زيارة شي جينبينغ لموسكو بضجة كبيرة، مما عزز محور بكين وموسكو، وجعل الصين داعماً واضحاً للغزو الروسي لأوكرانيا».
منذ ذلك الحين، قامت فرنسا بتكييف خطابها. إنها تريد الآن قبل كل شيء أن تتجنب أي «قرار كارثي» من بكين يهدف إلى دعم موسكو عسكرياً، وستكون له آثار استراتيجية كبيرة على الصراع. لكن إيمانويل ماكرون لم يتخل عن هدفه الأولي، ولا يزال يأمل في فتح «مسار» مع الرئيس الصيني «يجد حلاً للحرب على المدى المتوسط»، فالصين هي واحدة من الدول القليلة في العالم، إن لم تكن الدولة الوحيدة، التي لها تأثير يغير قواعد اللعبة على الصراع بطريقة أو بأخرى.
ويرى التقرير أن معظم الخبراء يشككون في قدرة فرنسا والاتحاد الأوروبي على تحريك خطوط النظام الصيني والحصول على نتائج ملموسة بشأن الملف الأوكراني.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.