«جاكوب أند كو»... ساعة بـ20 مليون دولار

«بيليونير تايملس تريجر» تناطح المستحيل بسخاء أحجارها

مجموعة من 880 قيراطاً من أحجار الماس الأصفر الخام ساهمت في ولادة هذه التحفة الفنيّة
مجموعة من 880 قيراطاً من أحجار الماس الأصفر الخام ساهمت في ولادة هذه التحفة الفنيّة
TT

«جاكوب أند كو»... ساعة بـ20 مليون دولار

مجموعة من 880 قيراطاً من أحجار الماس الأصفر الخام ساهمت في ولادة هذه التحفة الفنيّة
مجموعة من 880 قيراطاً من أحجار الماس الأصفر الخام ساهمت في ولادة هذه التحفة الفنيّة

أكدت «جاكوب أندكو» للساعات الفاخرة مرة اخرى أنها علامة أصحاب المليارات. طرحت في جنيف في الأسبوع الماضي ساعة تقدر ب 20 مليون دولار. رقم خيالي لا شك، لم يحلم به حتى فان كوغ في حياته، لكنه بالنسبة لعشاق الساعات الفاخرة وشركة «جاكوب أند كو» له مُبررات لا يفهمها سوى من يعرف خبايا صناعة الساعات، فنونها وعلومها، إلى جانب قيمة الأحجار الكريمة التي تحولها إلى تُحف فنية.

يصل وزن بعض أحجار الماس في الساعة إلى 2.50 قيراط

ساعة Billionaire Timeless Treasure «بيليونير تايملس تريجر» استغرقت ثلاث سنوات ونصف من البحث عن نوع مُعيَن من الماس الأصفر، وآلاف الساعات في تقطيعه بطريقة «آشر» Asscher التي تعدّ الأكثر تعقيداً في عالم المجوهرات. بفضل هذه التقنية، تحوّل ما يزن 880 قيراطاً من الماس الخام إلى 216.89 حجر تم رصفها على شكل فسيفساء في حجم غير مسبوق. وفي النهاية وُلدت ساعة ستبقى حلما بعيد المنال للغالبية من عُشاق الساعات.
فهي من أغلى الساعات التي تمّ ابتكارها لحد الآن. تفخر الشركة أنها «مستوحاة من المستحيل»، حسبما تقول، حيث لم يسبق أن ابتُكرت ساعة قبلها مرصّعة بهذا البذخ والجودة، كما لم يسبق أن قُطعت الأحجار المذكورة بهذا المستوى العالي من الدقة وبهذه الكميّات السخية لتُغطي قطعة واحدة بالكامل.

الساعة المليونية بشكلها النهائي (خاص)

يشرح الرئيس التنفيذي بنيامين أرابوف «جُلنا العالم بأسره لمدّة ثلاث سنوات ونصف السنة بحثاً عن عدد غير مسبوق من الأحجار المثالية في جودتها وصفائها. وهنا، في مقرّنا في جنيف، جمَعناها بعد أن خضعت كلّ واحدة منها للفحص والتمحيص في المرحلة الخام، كما في مرحلة التقطيع، وقبل الترصيع وبعده».
وتُشير سيرينا ويكت، رئيسة إنتاج الساعات والخبيرة في علم الأحجار الكريمة في الشركة، إلى أن الجهد المشترك الذي فرضه تصنيع الساعة تطلّب تعاون عشرة موظفين أنيطت بهم مهمة البحث عن الأحجار الكريمة وفرزها وقطعها، وخمسة عشر آخرين وقع عليهم الاختيار لصياغة هيكل شبكي من الذهب الأصفر، وترصيعه وتغليف الحركة. بالنسبة للمواد والأحجار، فقد تم تجميع ما لا يقل عن 880 قيراطاً من أندر وأفخم أحجار الماس الأصفر الخام، التي يصل وزن بعضها إلى 2.50 قيراط، للمساهمة في خروج هذه التحفة الفنّية للنور.

 تعزَزت الحركة الهيكلية بتوربيون رفيع بـ57 ماسة صفراء

تتابع سيرينا: بدا كل شيء مستحيلاً «أولاً أن نعثر على هذا الكمّ من الأحجار الكريمة ذات اللون النادر جداً والحجم الكبير. ثانياً، أن نجعل كلّ الأحجار تلبّي مطالبنا في المرحلة الصعبة قبل القطع. ثالثاً، أن نحافظ على تناسق اللون بعد القطع. ورابعاً، أن نقطع كلّ واحدة منها بشكل ينسجم مع مكانها المحدّد بين أحضان الذهب الأصفر».
وتتابع إلى أن الماس الأصفر لا يشبه الماس الأبيض «فعندما يتعلّق الأمر بالماس الأبيض، فإنه متاح أكثر، وقد تصلنا العشرات أو المئات منه. لكن الأمر يختلف بالنسبة للماس الأصفر، لا سيما النوع الذي رسمناه في أذهاننا عن ساعة (بيليونير تايملس تريجر).


لم يسبق أن قُطعت الأحجار بهذا المستوى العالي من الدقة (خاص)

كنا نتلقّى أحجاره واحداً واحداً، أو اثنين أو ثلاثة معاً على الأكثر. حدث وأن قضينا أسابيع عدة دون أن نحصل على حجر واحد جدير بدمجه في القطعة». أمّا عملية قطع Asscher فشكّلت تحدّياً آخراً حسب تأكيدها «لأنه يتطلّب أن يأتي بشكل مربَع وبزوايا مائلة، أي أنه في الواقع أكثر من مثمّن، وبالتالي يحتاج إلى قطع صارم أكثر بكثير من قطع brilliant النموذجي.
الأمر لم يقتصر على السوار أو العلبة فحسب، فحتى حواف الحركة كانت لها متطلّبات محددة. كان ينبغي أن تكون أطول وأرقّ لتتناسب مع الحلقة الداخلية التي تربط العلبة بالحركة.
ونظراً لأنّه كان من المستحيل الحفاظ على توهُج الألوان في الماس الأصفر بهذه الأحجام، تمت الاستعانة بحجر التسافوريت. كان دور هذا العقيق الأخضر النادر أن يضُخ الساعة بديناميكية وفي الوقت ذاته يمنحها نوعاً من السلاسة والراحة. ولأن الساعة تجمع بين متطلبات المجوهرات الفاخرة وصناعة الساعات الراقية، فقد تعزَزت الحركة الهيكلية الدقيقة للغاية بتوربيون رفيع بـ57 ماسة صفراء بقطع «باغيت» baguette
قد يقول البعض، إن طرح هذه الساعة في هذا الوقت بالذات، حيث يعاني العالم أزمة اقتصادية خانقة وظروفاً سياسية لا تبشّر بالخير، مجازفة، لكن الأمر عكس ذلك تماماً. فقد سبق لشركة «جاكوب أند كو» أن لعبت بالوقت وبالملايين وحققت النجاح الأمر الذي شجعها على المزيد.
في عام 2015 أطلقت ساعة من مجموعة Billionaire أيضا وصل سعرها إلى 18 مليون دولار. حينها صرّحت بأنها ابتكار غير مسبوق، استغرقت صياغته سنوات عدّة. كان العثور على 239 ماسة بقطع emerald، وفرزها وتقطيعها ثم ترصيعها، مشروعاً ضخماً. ما برَر سعرها أيضاً أنها تميزت بوظائف وتعقيدات مهمة مثل حركة التوربيون الهيكلية. حصلت الساعة على تقدير عالمي شجع «جاكوب أند كو» على ابتكار قطعة فريدة ثانية هذا العام: أغلى وأدق.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.