كييف: القوات الروسية «بعيدة جداً» عن الاستيلاء على باخموت

نفت إعلان «فاغنر» سيطرتها على وسط المدينة ومجلسها البلدي

صورة جوية وزعتها كييف لحريق قالت إنه طال مخزناً عسكرياً روسياً في منطقة دونيتسك (رويترز)
صورة جوية وزعتها كييف لحريق قالت إنه طال مخزناً عسكرياً روسياً في منطقة دونيتسك (رويترز)
TT

كييف: القوات الروسية «بعيدة جداً» عن الاستيلاء على باخموت

صورة جوية وزعتها كييف لحريق قالت إنه طال مخزناً عسكرياً روسياً في منطقة دونيتسك (رويترز)
صورة جوية وزعتها كييف لحريق قالت إنه طال مخزناً عسكرياً روسياً في منطقة دونيتسك (رويترز)

رفض مسؤولون أوكرانيون مزاعم رئيس شركة «فاغنر» الروسية العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين بالاستيلاء على وسط مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، وعدُّوها «معلومات كاذبة».
وكتب رئيس مكتب الرئاسة الأوكراني، أندري يرماك، على تطبيق «تلغرام» الاثنين قائلاً: «رد بهدوء على المعلومات الكاذبة لأولئك الذين يتخيلون (انتصارات) ليس لها وجود في الواقع». وبدوره أكد متحدث باسم القيادة العسكرية الأوكرانية الشرقية، أن القوات الروسية «بعيدة جداً» عن السيطرة على مدينة باخموت، وأن القتال احتدم في محيط مبنى إدارة المدينة الذي أعلنت مجموعة «فاغنر» رفع العلم الروسي فوقه.
وقال المتحدث سيرهي تشيريفاتي، إن المكان الذي رفعت فيه القوات الروسية علمها عليه ليس معروفاً، وإنها زعمت زوراً الاستيلاء على المدينة، وأضاف: «لقد رفعوا العلم على مراحيض. رفعوه في مكان مجهول، علقوا قطعة قماش، وقالوا إنهم استولوا على المدينة. حسناً، فلندَعهم يعتقدون أنهم استولوا عليها».
وأكد تشيريفاتي: «هناك معارك حول مبنى مجلس مدينة (باخموت)، لم يستولوا على أي شيء بالمعنى القانوني». وأضاف: «باخموت أوكرانية، ولم يستولوا على أي شيء، وهم بعيدون جداً عن تحقيق ذلك بمعنى أدق».
وأكدت هيئة أركان الجيش الأوكراني أيضاً على «فيسبوك»: «العدوّ لم يوقف هجومه على باخموت، لكنّ المدافعين الأوكرانيّين يُسيطرون بشجاعة على المدينة، وصدّوا الكثير من هجمات العدوّ». وأضافت في ملخصها حول الوضع فجر الاثنين: «باخموت وأفديفكا وماريينكا لا تزال في قلب المعارك. العدو لا يوقف هجماته على باخموت محاولاً السيطرة عليها كلياً. صد جنودنا أكثر من 20 هجوماً للعدو».
وكان رئيس «فاغنر» قد أعلن في وقت متأخر الأحد، أن قواته «رفعت العلم الروسي فوق مبنى» مجلس المدينة. وقال إنه من وجهة نظر «قانونية» فإن روسيا استولت على باخموت.
وقال قائد مجموعة «فاغنر» على «تلغرام» الاثنين: «بالمعنى القانونيّ، تمّت السيطرة على باخموت. العدوّ يتمركّز في المناطق الغربيّة».
ويُظهر مقطع فيديو مُرفَق، بريغوجين ملوّحاً بالعلم الروسي مع كتابة تُكرّم فلادلين تاتارسكي المدوّن العسكري الروسي، الذي كان من أشدّ المؤيّدين للهجوم في أوكرانيا، والذي قُتِل بانفجار قنبلة في سانت بطرسبرغ الأحد.
وأضاف بريغوجين: «قادة الوحدات التي سيطرت على البلدية ووسط المدينة برمته سيرفعون هذا العلم. ها هي شركة (فاغنر) العسكريّة الخاصّة، ها هم الرجال الذين سيطروا على باخموت. من وجهة نظر قانونيّة، إنّها لنا».
وتشهد باخموت التي كان يسكنها نحو 70 ألف نسمة قبل النزاع معارك شرسة منذ أشهر. ونظراً إلى طول المعركة والخسائر الكبيرة التي تكبدها الطرفان، باتت المدينة رمزاً للمواجهة بين الروس والأوكرانيين للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية.
وتقدمت القوات الروسية في الأشهر الأخيرة باتجاه شمال المدينة وجنوبها قاطعة طريق الإمدادات الأوكرانية ومسيطرة على الجزء الشرقي منها. وفي 20 مارس (آذار) أكد بريغوجين أن «فاغنر» تسيطر على 70 في المائة من باخموت.
وفي كلمته مساء الأحد، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في باخموت صعب على قواته. وأكد «أنا ممتن لهؤلاء المحاربين الذين يقاتلون في أفديفكا وماريينكا وباخموت. خصوصاً باخموت. الأمور حامية هناك اليوم».
وأكّدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، الأحد، أنّ الوضع في المنطقة «لا يزال متوتّراً جدّاً». وأضافت: «العدوّ لا يحاول إشراك مقاتلي مجموعة (فاغنر) فحسب، لكن وحدات المظلّيين المحترفين أيضاً. الخسائر البشريّة الهائلة لا تُثني العدوّ».
وفي اليوم نفسه، على بُعد نحو 27 كيلومتراً من باخموت، في كوستيانتينيفكا، أعلنت السلطات الأوكرانيّة أنّ قصفاً روسياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص، هم ثلاث نساء، وثلاثة رجال، وإصابة 11 آخرين. وعلّق زيلينسكي بالقول إنّها «مجرّد مناطق سكنيّة... إنّهم مدنيّون عاديّون في مدينة دونباس» جرى استهدافهم.
وشاهد مراسلون حفرة كبيرة في فناء برج مؤلّف من 14 طبقة تكسّر زجاج نوافذه، كما دُمّرت سقوف منازل مجاورة. وقالت الشرطة إنّ روسيا شنت قبل ظهر الأحد «هجوماً كبيراً» تخللته ست ضربات صواريخ من طرازي «إس - 300» و«أوراغان» في «هجوم كبير». وأضافت أنّ الضربة استهدفت «16 مبنى سكنيّاً، وثمانية منازل ودار حضانة ومبنى إداريّاً وثلاث سيّارات وخطاً لأنابيب الغاز».
ومن أمام البرج المتضرّر بشدّة، ووسط تساقط الزجاج المتكسّر، قالت ليليا وهي طالبة طب نفسي تبلغ 19 عاماً: «أنا محظوظة جداً لعدم وجودي في المنزل حينها».
ولدى تفقّدها الأضرار في شقّتها الواقعة في طبقة أرضيّة لمبنى شُيّد في الحقبة السوفياتيّة، قالت المتقاعدة نينا إنّ عصف الضربة اقتلع الأبواب الداخليّة وباب المدخل، مضيفةً: «طارت الأبواب الداخلية وكذلك المدخل. وسقط جدار فصل داخلي. لم يبق سوى نافذة واحدة».


مقالات ذات صلة

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.


تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».