نقلت مجلة «ناشونال إنترست» عن ساتروايت الضابط السابق في المخابرات الأميركية، أن الوقت حان «كي تفكر الولايات المتحدة في مصير الأسلحة والمعدات المقدرة بمليارات الدولارات، التي أرسلتها إلى أوكرانيا عندما تخرج من الحرب بمؤسسات ضعيفة، وتحتاج لإعادة البناء، مع وجود جيوب للتمرد الموالي لروسيا، ومساحات من الأراضي تحتلها قوات روسية».
وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 34 مليار دولار، منها 7.12 مليار دولار في صورة أسلحة ومعدات من مخزونات وزارة الدفاع حالياً، إلى جانب 3.1 مليار دولار في صورة منح وقروض لتمويل شراء أسلحة ومعدات إضافية.
ويقول ساتروايت، إنه يتعين على الولايات المتحدة تجنب تكرار أخطاء تسليح الأفغان في مواجهة الغزو السوفياتي لبلادهم في ثمانينات القرن العشرين. فقد كانت تلك الحرب اختيارية، ودعمت واشنطن المجاهدين الأفغان. في ذلك الصراع نجحت الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف «ستينغر» في إسقاط الكثير من المروحيات السوفياتية وساهمت في هزيمة الاتحاد السوفياتي.
وفي ذلك الوقت كانت هذه الصواريخ تعتبر تكنولوجيا حساسة، وكانت الولايات المتحدة تشترط على المجاهدين إعادة فوارغ الذخيرة المستنفدة مقابل إرسال كميات جديدة منها إليهم.
وبعد إتمام انسحاب الاتحاد السوفياتي من أفغانستان في فبراير (شباط) 1989، أطلقت الولايات المتحدة برنامجاً بقيمة 65 مليون دولار لإعادة شراء صواريخ «ستينغر» من الأفغان، لكن البرنامج فشل بنسبة كبيرة. وسرعان ما عرفت هذه الصواريخ طريقها إلى كوريا الشمالية وإيران وطاجيكستان.
والآن يتكرر السيناريو الأفغاني، حيث تلعب الصواريخ الأميركية طراز «إف.جي.إم 18 - جافلين» المضادة للدبابات دوراً كبيراً في التصدي للمدرعات الروسية بنسب إصابة تبلغ 93 في المائة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قال كولين كال مساعد وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسة، إن الروس فقدوا حوالي نصف دباباتهم الرئيسية بفضل الصواريخ «جافلين»، حيث تم تزويد أوكرانيا بأكثر من 8500 صاروخ من ذلك الطراز، وأكثر من 1650 صاروخ «ستينغر» المضاد للطائرات، و1800 طائرة مسيرة طراز «فونيكس غوست»، و2500 منظومة صواريخ متنوعة.
ويقول ساتروايت، إنه بعد نهاية الحرب الباردة في تسعينات القرن العشرين، «كانت أوكرانيا مركزاً دولياً للتجارة غير المشروعة للأسلحة، بسبب المخزونات الضخمة التي خلفها تفكك الاتحاد السوفياتي. وخلال الفترة من 1992 إلى 1998 فقدت أوكرانيا أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 32 مليار دولار نتيجة عمليات السرقة وغياب الرقابة والبيع بأسعار رخيصة».
وفي تقرير صادر عن منظمة الشرطة الأوروبية «يوروبول» حذرت المنظمة من أن انتشار الأسلحة والمتفجرات في أوكرانيا «يمكن أن يؤدي إلى زيادة عمليات تهريب الأسلحة والذخائر إلى الاتحاد الأوروبي عبر خطوط التهريب القائمة، ومنصات التجارة غير المشروعة على الإنترنت. والخطر قد يزداد عند انتهاء الحرب».
دعوة لرقابة لاحقة على الأسلحة الأميركية لأوكرانيا
دعوة لرقابة لاحقة على الأسلحة الأميركية لأوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة