الغزو الأميركي للعراق خلَّف معدلات إصابة بسرطان الدم أعلى من كارثة هيروشيما

عراقي يلتفت إلى الدخان المتصاعد جراء تفجير خط أنابيب جنوب البصرة في مارس 2004 (إ.ب.أ)
عراقي يلتفت إلى الدخان المتصاعد جراء تفجير خط أنابيب جنوب البصرة في مارس 2004 (إ.ب.أ)
TT

الغزو الأميركي للعراق خلَّف معدلات إصابة بسرطان الدم أعلى من كارثة هيروشيما

عراقي يلتفت إلى الدخان المتصاعد جراء تفجير خط أنابيب جنوب البصرة في مارس 2004 (إ.ب.أ)
عراقي يلتفت إلى الدخان المتصاعد جراء تفجير خط أنابيب جنوب البصرة في مارس 2004 (إ.ب.أ)

خلَّف الغزو الأميركي للعراق الذي بدأ قبل 20 عاماً، معدلات إصابة بسرطان الدم أسوأ من تلك التي نتجت عن كارثة هيروشيما، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.
وفي السادس من أغسطس (آب) عام 1945، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة ذرية فوق مدينة هيروشيما، ما أسفر عن مقتل نحو 140 ألف شخص، كثير منهم قضوا على الفور، بينما لقي الآخرون حتفهم في الأسابيع والأشهر التي تلت، من جراء التعرض للإشعاعات والإصابة بحروق بالغة الشدة وجروح أخرى.
ووفقاً للدراسة الجديدة التي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الدم بين أولئك الذين يعيشون بالقرب من موقع الانفجار بنسبة مدمرة بلغت 660 في المائة، بعد مرور 12- 13 عاماً على سقوط القنبلة (وهو الوقت الذي بلغت فيه مستويات الإشعاع ذروتها).
أما في مدينة الفلوجة، فقد ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الدم بنسبة 2200 في المائة، في فترة زمنية أقصر بكثير، بمتوسط 5- 10 سنوات فقط من الغزو الأميركي.

وبحثت الدراسة الجديدة التي قادها الدكتور كريستوفر باسبي، وهو بروفسور كيمياء متخصص في علم السموم البيئية في جامعة أولستر، في بيانات ومعلومات أدلى بها عدد كبير من الأطباء في العراق، أشارت إلى وجود زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بالسرطان، وكذلك التشوهات الخلقية، بعد أن بدأت الولايات المتحدة قصف العراق.
وبالإضافة إلى الزيادة الهائلة في معدلات الإصابة بسرطان الدم، وجد باسبي وزملاؤه زيادة بنسبة 1260 في المائة في معدلات الإصابة بسرطان الأطفال في الفلوجة بعد القصف الأميركي، فضلاً عن زيادة بنسبة 740 في المائة في أورام المخ.
وخلص فريق الدراسة إلى أن «الأرقام تثبت أن إشعاع هيروشيما ترك تأثيراً أقل على الصحة من غزو العراق».
وقبل أيام، أكد صباح الحسيني، مدير المركز العراقي للوقاية من الإشعاع، استخدام القوات الأميركية اليورانيوم المنضب خلال غزو العراق.
وفي مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» للأنباء، قال الحسيني رداً على سؤال حول ما إذا كان المركز يرى أن القوات الأميركية استخدمت ذخيرة تحتوي على اليورانيوم المنضب خلال غزو العراق عام 2003: «بالتأكيد، ولكن لا توجد نسب محددة؛ لأنها عبارة عن آليات مدمرة. وكما معروف، فإن اليورانيوم المنضب يستخدم في الأسلحة لتسهيل عملية اختراق الدروع والمركبات المدرعة».
وأعلن الحسيني «ازدياد حالات الإصابة بالسرطان في مناطق استخدام القوات الأميركية المفرط لليورانيوم في جنوب البلاد، وخصوصاً محافظة البصرة»، مؤكداً أن مجلس السرطان بوزارة الصحة يسجل هذا الارتفاع، وأن هناك إحصاءات رسمية تدل على ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان بالعراق.


مقالات ذات صلة

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق يلجأ عدد من الأشخاص لنظام «الكيتو دايت» منخفض الكربوهيدرات (جامعة ناغويا)

مكمل غذائي بسيط يُعزز قدرتنا على قتل السرطان

كشفت دراسة أن مكملاً غذائياً بسيطاً قد يوفر نهجاً جديداً لتعزيز قدرتنا المناعية على قتل الخلايا السرطانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

فيتامين شائع يضاعف بقاء مرضى سرطان البنكرياس على قيد الحياة

قالت دراسة جديدة إن تناول جرعات عالية من فيتامين «سي» قد يكون بمثابة اختراق في علاج سرطان البنكرياس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق كثير من الأمور البدنية الصعبة يمكن تخطّيها (مواقع التواصل)

طبيب قهر السرطان يخوض 7 سباقات ماراثون في 7 قارات بـ7 أيام

في حين قد يبدو مستحيلاً جسدياً أن يخوض الإنسان 7 سباقات ماراثون في 7 أيام متتالية، جذب تحدّي الماراثون العالمي العدَّائين في جميع أنحاء العالم طوال عقد تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.