إردوغان يصعد هجومه على منافسيه في الانتخابات الرئاسية التركية

مع ارتفاع حرارة السباق استعداداً لانتخابات 14 مايو

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يصعد هجومه على منافسيه في الانتخابات الرئاسية التركية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)

تصاعدت حرارة المنافسة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تشهدها تركيا في 14 مايو (أيار) المقبل. وازدادت معركة الرئاسة على وجه الخصوص سخونة مع تكثيف الرئيس رجب طيب إردوغان هجومه على منافسيه.
وبينما لا يزال الجدل مستمرا حول «قانونية» خوض إردوغان انتخابات الرئاسة للمرة الثالثة، أكد وزير العدل بكير بوزداغ «أنه لا جدوى من نقل قرار المجلس الأعلى للانتخابات رفض الطعون التي قدمت إليه من بعض أحزاب المعارضة والقانونيين، وتأكيده عدم وجود ما يمنع ترشحه إلى المحكمة الدستورية عبر طلبات فردية».
وقال بوزداغ عبر «تويتر» الأحد «إن قرارات المجلس الأعلى للانتخابات نهائية وباتة، ولا يمكن الاستئناف عليها، وفقا للدستور، وبالتالي فإن الطعن على قراراته أمام المحكمة الدستورية هو خطوة لا جدوى منها».
في الوقت ذاته، ومع تصاعد سخونة الحملات الانتخابية، ولا سيما معركة الرئاسة التي يخوضها 4 مرشحين هم: إردوغان، ومرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس حزب «البلد» محرم إينجه، ومرشح تحالف «أتا» سنان أوغان، أظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز «يورو بول»، ونشرت نتائجه الأحد، تقدم كليتشدار أوغلو على إردوغان بواقع 13 نقطة، حيث حصل مرشح المعارضة على 56.8 في المائة، بينما حصل إردوغان على 43.2 في المائة.
وكانت نتائج استطلاع للرأي أجرته 17 شركة خلال شهر مارس (آذار) الماضي، أظهرت تفوق مرشح تحالف «الأمة» المعارض كمال كليتشدار أوغلو على إردوغان بفارق 2.6 في المائة، وحصول المعارضة على الأغلبية في البرلمان، وأن الوضع الاقتصادي يعد أكبر العوامل المؤثرة في توجهات الناخبين.
وفي موازاة ذلك، واصل إردوغان هجومه على منافسيه وتوجيه الاتهامات إليهم خلال التجمعات الانتخابية التي يعقدها في الولايات المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط)، وفي غيرها من المناطق.
وخلال كلمة أمام جمع من مؤيدي «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في ولاية إلازيغ، شرق تركيا، مساء السبت، هاجم إردوغان منافسيه الثلاثة قائلا: «لا تحتاجون حتى إلى النظر إلى ما يوجد على الجانب الآخر. من ناحية، فإن الانفصاليين لديهم السيد كمال (كليتشدار أوغلو) يسير معهم، ومن ناحية أخرى، هناك محرم (إينجه). ولا داعي لعد الواحد من الجانب الآخر أو ذكر اسمه (في إشارة إلى سنان أوغان)... وبالطبع لديكم أخوكم (في إشارة إلى نفسه)، الذي كرس السنوات الأربعين الأخيرة من حياته لخدمة بلده وأمته، كرئيس بلدية ورئيس وزراء ورئيس جمهورية. لديكم أخ قطع شوطاً طويلاً في تعزيز الديمقراطية والاقتصاد في تركيا».
وردا على إردوغان، قال المرشح سنان أوغان: «السيد إردوغان قال لا داعي لعد الواحد الآخر، هذا في الواقع مظهر من مظاهر اللاوعي... إنه ينظر وفقا إلى أصوات القوميين الأتراك كـقطعة من الكعكة، لكنه سيرى جيدا ما سيخرج من الحقيبة في 14 مايو... لا تنس يا سيد إردوغان».
وأضاف أوغان عبر «تويتر»: «سوف يتجاهلونك، وستكون موجودا أكثر». في السياق ذاته، وجه الرئيس المشارك السابق لـ«حزب الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، المعتقل منذ أكثر من 6 سنوات، رسالة إلى الناخبين عبر حسابه على «تويتر»، الذي يديره محاميه، قائلا: «إن هناك من يقول إن كل شيء سيكون سيئاً للغاية إذا خسر إردوغان الانتخابات».
وأضاف: «على سبيل المثال، اليورو يساوي 20 ليرة تركية، كيلو اللحم 300 ليرة، كيلو الجبن 200 ليرة، عدد العاطلين عن العمل 5 ملايين، حد الجوع 10 آلاف ليرة، والحد الأدنى للأجور 8.500 ليرة، حتى 50 ألف شخص يموتون في زلزال... بالله عليكم ماذا يمكن أن يكون هناك أسوأ من ذلك؟».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
TT

خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم (الأربعاء)، إن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة خطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، نافياً تراجع دور إيران في المنطقة.

وأضاف أن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور أيضاً». ولم يذكر تلك الدولة بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا التي تدعم معارضين مسلحين مناهضين للأسد. ويُنظر للإطاحة بالأسد على نطاق واسع على أنها ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري المسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، الذي يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وقال خامنئي في كلمة نشرها موقعه الرسمي إن «ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف عمليات بأميركا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك. كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر»، وأضاف أن تلك الدولة الجارة كان لها «دور واضح ومتواصل للقيام بذلك» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة. وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على «نهج بعيد النظر وحكيم» للبلدين، ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري.

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن التحالف الذي تقوده إيران سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

كما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خامنئي قوله إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية بوجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن دمشق «تجاهلت العدو».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي إن «الاستخبارات الإيرانية والسورية كانتا على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك»، لافتاً إلى أن طهران «كانت تتوقع حدوث هذا السيناريو» بناءً على المعلومات التي وصلت إليها.

وأشار عراقجي إلى أن الأسد أبدى «انزعاجه واستغرابه» من الجيش السوري.

ونفى مكتب علي لاريجاني، ما قاله محلل مقرب من السلطات للتلفزيون الرسمي بشأن عرض إيراني للأسد في اللحظات الأخيرة، يقضي بحض جيشه على الوقوف بوجه المعارضة السورية لمدة 48 ساعة، حتى تصل قوات إيرانية إلى سوريا.

وقال المحلل، مصطفى خوش جشم، في تصريح لـ«القناة الرسمية الثانية»، إن لاريجاني التقى بشار الأسد، الجمعة، وسأله عن أسباب عدم التقديم بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا. وفي المقابلة التي أعادت بثها وكالة «مهر» الحكومية، صرح خوش جشم بأن الأسد قال للاريجاني: «أرسلوا قوات لكنني لا يمكنني إعادة معنويات هذا الجيش»، وأوضح المحلل أن «تصريح الأسد كان اعترافاً منه وكرره عدة مرات»، وتابع: «ماذا يعني ذلك، عندما قال بصراحة: تقرر أن يتدخل الجيش ويعمل لمدة يومين حتى تصل القوات الإيرانية ومستشاروها، وهو ما حدث جزئياً»، ولفت إلى أن «جماعات (محور المقاومة) هي التي تسببت في إيقاف زحف المسلحين في حمص لبعض الساعات»، وأضاف في السياق نفسه: «لكن عندما كانت أفضل قواتنا تعمل هناك، الجيش توقف عن العمل، وانضمت له وحدات الدفاع الشعبي السورية، ونحن بقينا وحدنا، حتى لم يقفوا يوماً واحداً لكي نبقى».