العراق يمدد خطة فرض القانون في ديالى لمواجهة «داعش»

قوة عسكرية عراقية في عملية سابقة لملاحقة عناصر «داعش» بمحافظات صلاح الدين وديالى وسامراء (وكالة الأنباء العراقية)
قوة عسكرية عراقية في عملية سابقة لملاحقة عناصر «داعش» بمحافظات صلاح الدين وديالى وسامراء (وكالة الأنباء العراقية)
TT

العراق يمدد خطة فرض القانون في ديالى لمواجهة «داعش»

قوة عسكرية عراقية في عملية سابقة لملاحقة عناصر «داعش» بمحافظات صلاح الدين وديالى وسامراء (وكالة الأنباء العراقية)
قوة عسكرية عراقية في عملية سابقة لملاحقة عناصر «داعش» بمحافظات صلاح الدين وديالى وسامراء (وكالة الأنباء العراقية)

أعلنت الحكومة العراقية تمديد خطة فرض القانون في محافظة ديالى، في حين أكد قائد عمليات ديالى اللواء الركن علي فاضل عمران، الجمعة، أن تنظيم «داعش» فقد خلال الأشهر الثلاثة الماضية 9 من أهم قادته في المحافظة.
وقال عمران في تصريح صحافي: إن «قيادة عمليات ديالى تعمل وفق استراتيجية موحدة في البعد الاستخباري، من خلال تحديد الأهداف المهمة لخلايا الإرهاب الداعشية»، وإن «9 من أهم قيادات (داعش) الإرهابي في ديالى تم قتلهم خلال 3 أشهر، من خلال عمليات نوعية بالتنسيق مع القوة الجوية»، لافتاً إلى أن «ما حصل جاء بسبب جهد ميداني ورصد استخباري دام أياماً طويلة».
وأشار عمران إلى أن «ديالى آمنة ومستقرة حالياً، والخروقات تكاد تكون معدومة»، لافتاً إلى أن «بعض الحوادث التي يجري تهويلها هي بالأساس جنائية وليست إرهابية، ونحقق فيها نتائج مهمة من خلال كشف المتهمين واعتقالهم».
إلى ذلك، جرى تمديد الخطة العسكرية التي أمر بتنفيذها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، بعد سلسلة عمليات تنوعت بين إرهابية وجنائية وعشائرية، أدت إلى مقتل العشرات خلال الشهرين الماضيين. وكان السوداني زار ديالى الشهر الماضي إثر حصول أكثر من عملية قتل جماعية لعوائل في المحافظة المختلطة مذهبياً وعرقياً، وأمر بإرسال قوات من بغداد لفرض القانون هناك. ورغم استمرار الخلافات بين مختلف الأطراف في ديالى، فإن الخطة الأمنية التي أمر بتنفيذها رئيس الوزراء حققت نجاحاً مهماً على صعيد عودة الأوضاع إلى طبيعتها نسبياً.
وكانت القوة الجوية قصفت العديد من الأهداف المهمة في ديالى خلال الأشهر الأخيرة؛ ما أدى إلى قتل العشرات من الإرهابيين، بينهم قيادات مهمة. لكن، طبقاً لسياسيين وشيوخ عشائر في ديالى، فإن ما يجري في بعض مناطق المحافظة لا علاقة له بنشاط تنظيم «داعش» الذي يقف جميع أبناء المحافظة ضده، بل هو نتيجة خلافات عشائرية وطائفية، بالإضافة إلى الخلافات السياسية بين مختلف الأطراف هناك؛ الأمر الذي يستلزم حلولاً مجتمعية لاستقرار الأوضاع في المحافظة، أكثر من الحلول الأمنية. إلى ذلك، أفادت القوات الأمنية العراقية أمس (الجمعة)، بأن الضربات الجوية وعمليات فرض القانون في محافظة ديالى حققت نتائج كبيرة لم تشهدها السنوات الخمس الماضية. وصرح محمد سالم التميمي، القيادي في الحشد - محور حمرين، بأن «الضربات الجوية المكثفة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أثمرت عن قتل أكثر من 40 عنصراً بتنظيم (داعش)، بينهم قيادات مهمة مطاردة منذ سنوات طويلة».
وأضاف التميمي، أن «غالبية الضربات تركزت في أطراف بحيرة حمرين، والحدود الفاصلة بين البحيرة وناحيتي جلولاء وقره تبه»، مبيناً أن «عمليات الحشد في القرى النائية الرابطة بين شمالي ديالى وأطراف إقليم كوردستان وغربي صلاح الدين، نجحت في قطع طرق تواصل وتسلل (داعش) بشكل شبه تام، وبإسناد مستمر من الطيران الحربي».
من جهته، أكد ضابط في قيادة عمليات ديالى انخفاض عمليات التهريب المنظمة في ديالى بنسبة 75 في المائة على أقل تقدير، بفعل إجراءات فرض القانون والتنسيق العالي بين عمليات ديالى وقوات الفرقة الخاصة «النخبة» التي حققت نتائج كبيرة في القبض على المهربين، وتوازيها خطة ملاحقة لقيادة عمليات ديالى».
وأشار الضابط الذي كان يتحدث لوسائل إعلام محلية إلى أن «تشكيلات عمليات ديالى وإجراءات مكافحة التهريب نجحت في القبض على أكثر من 180 شاحنة وعجلة تستخدم في التهريب في مختلف الطرق الخارجية بمحيط الوحدات الإدارية الممتدة إلى حدود بغداد والحدود الإيرانية وأطراف إقليم كوردستان».
وفي إطار استمرار خطة فرض القانون في أنحاء مختلفة من محافظة ديالى، أفاد مصدر أمني بأن قوات مشتركة من الشرطة والجيش والحشد نفذت عمليات تمشيط وتفتيش مباغتة لقرى عدة شمالي قضاء المقدادية؛ بحثاً عن عناصر وقيادات في «داعش» تسللت إلى تلك القرى للإعداد لهجمات وعمليات إرهابية.
وقال المصدر: إن «قوات الأمن نفذت عملية عسكرية في قرى بابلان وتوكل التابعة إلى قضاء المقدادية (25 كم شمال شرقي بعقوبة)... لملاحقة عناصر وقيادات من (داعش) تسللت إلى قرى شمالي المقدادية بعناوين مضللة». وأضاف، أن «الهدف من العمليات تأمين القرى من أي هجمات أو تهديدات إرهابية، ومنع عناصر (داعش) من إحياء خلاياهم النائمة في حوض شمالي المقدادية الساخن». وأشار المصدر إلى أن «تنظيم (داعش) يعدّ لهجمات تستهدف الوحدات الإدارية ضمن ما يسمى (غزوات رمضان)، وهي عمليات إرهابية يشنّها التنظيم سنوياً رغم أنها لا ترقى إلى مستوى التهديد»، لافتاً إلى أنه «تم إحباط 95 في المائة من هذه الهجمات خلال السنوات الماضية».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).