برلين تسمح للمحجبات بالتدريس بعد عقدين من المنع

امرأة ترتدي الحجاب - أرشيفية (رويترز)
امرأة ترتدي الحجاب - أرشيفية (رويترز)
TT

برلين تسمح للمحجبات بالتدريس بعد عقدين من المنع

امرأة ترتدي الحجاب - أرشيفية (رويترز)
امرأة ترتدي الحجاب - أرشيفية (رويترز)

بعد قرابة عقدين من منع المعلمات المحجبات من التدريس في مدارس برلين، أجبرت الولاية على التراجع عن قرارها والسماح للمحجبات بالتدريس. وأبلغت وزارة التعليم المحلية في ولاية برلين المدارس في العاصمة، هذا الأسبوع، بضرورة السماح للمحجبات بالتدريس بشكل مبدئي، والتراجع عن قرار سابق يتعلق بالحيادية. واعتبرت الولاية في توجيهاتها الجديدة للمدارس أن «ارتداء الملابس والشعارات الدينية يسمح بمنعه فقط في حال كان هناك تهديد للسلام في المدارس ولوضع الحيادية».
ومُنعت المدرسات المحجبات في برلين من ارتداء الحجاب أثناء العمل منذ عام 2005، عملاً بقانون الحياد، إلا أن عدة أحكام قضائية صدرت في الأعوام الماضية نقضت القانون. وكان آخر هذه الأحكام قراراً من المحكمة الدستورية العليا في البلاد تعتبر فيه منع المحجبات من التعليم استناداً لقانون الحياد خرقاً للدستور الألماني.
وقبل عامين، حكمت محكمة لصالح التعويض لمدرسة محجبة طُرِدت من عملها بسبب حجابها. وقالت المحكمة المتخصصة بشؤون العمل آنذاك إن توقيف المدرسة عن العمل بسبب حجابها يُعدّ تمييزاً ضد المرأة بسبب دينها، وطلبت تعديل الفقرة الثانية من قانون الحياد الذي تعتمد عليه المدارس في برلين لحظر المحجبات من التدريس. ورأت محكمة العمل في حكمها آنذاك أن «الحظر العام والوقائي الذي يهدف للحفاظ على السلم داخل المدارس ليس قانونياً، ويجب تحديد نقاط ملموسة للخطر الذي تمثله موجبات الخطر».
وكانت حكومة برلين السابقة قد تعهدت، في انتخابات عام 2021، بأن تعيد النظر بقانون الحياد بناء على الأحكام الصادرة عن المحكمة الدستورية ومحكمة العمل. ولكن انتخابات عام 2021 أُعيدت قبل شهر بسبب شكاوى قانونية، وتجري مفاوضات على تشكيل حكومة جديدة بين أحزاب مختلفة عن تلك التي شكلت الحكومة السابقة. ومن غير الواضح بعدُ ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستلغي قانون الحياد بشكل كامل أو تعدله ليتوافق مع التوجيهات الجديدة والقرارات الصادرة عن المحاكم في السنوات الماضية.
وتعتمد الولايات الألمانية قوانين مختلفة فيما يتعلق بالتعليم؛ إذ تسمح ولايات للمحجبات بالتعليم بينما تمنعها أخرى. وقد استندت إدارة التعليم في برلين على تجربة الولايات الأخرى في توجيهاتها الجديدة، التي قالت فيها إن هذه التجارب كانت ناجحة، ولم تظهر مشكلات تتعلق بالسلم داخل المدارس.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.