الرئيس الإسرائيلي يهاجم سياسة نتنياهو في الموضوع الإيراني

الرئيس السابق للموساد: سنحتاج إلى أوباما عندما يطرح موضوعنا النووي

الرئيس الإسرائيلي يهاجم سياسة نتنياهو في الموضوع الإيراني
TT

الرئيس الإسرائيلي يهاجم سياسة نتنياهو في الموضوع الإيراني

الرئيس الإسرائيلي يهاجم سياسة نتنياهو في الموضوع الإيراني

لأول مرة منذ انتخابه قبل سنة، وجه الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين انتقادات مباشرة شديدة اللهجة إلى رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، على خلفية معركته العلنية ضد الاتفاق مع إيران، ودخوله في صدام مباشر مع الولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما.
وقال ريفلين، في ثلاث مقابلات صحافية أجراها مع الصحف الكبرى في إسرائيل، «هآرتس» و«معاريف» و«يديعوت أحرونوت»، بمناسبة مرور سنة على تسلمه منصبه، إنه قلق من هذه السياسة. وتوجه إلى نتنياهو مباشرة قائلا: «أقول له، وأنا أقدم له ملاحظة مرة أخرى، إن الصراعات، حتى المبررة التي يمكن أن تأتي، في نهاية الأمر، على حساب دولة إسرائيل، هي أمور يجب أن نحذر منها، ونتحلى بالصبر على المستوى الشخصي».
وأعرب ريفلين عن القلق إزاء الجهود التي يبذلها نتنياهو أمام أعضاء الكونغرس الأميركي لإقناعهم برفض الاتفاق النووي، خلافا للموقف الحازم للرئيس الأميركي أوباما. وقال: «نحن نحتاج إلى العالم أيضا، رغم أننا في مرات كثيرة لا نتوافق معه. ويجب أن نفهم أن هناك ثلاثة مبادئ للسياسة الخارجية لإسرائيل، لا غنى عنها، هي: الأول، العلاقات مع الولايات المتحدة. والثاني، العلاقات مع الولايات المتحدة. والثالث، العلاقات مع الولايات المتحدة». وتابع: «نحن نواجه عزلة أمام الولايات المتحدة وأوروبا كلها في الموضوع الإيراني».
وأكد ريفلين أنه يقول لنتنياهو في كل محادثاتهما الثنائية، إن من الضروري ضمان تأييد العالم، والولايات المتحدة بشكل خاص. وقال: «أنا أقول هذا لنتنياهو من خلال كل ما يرتبط بفهمي لمدى صعوبة تحمل التعامل الأميركي مع مشكلاتنا اليوم. ولكن مع كل الاحترام، لا يمكننا القول للعالم كله: (نحن غاضبون للأبد، ولن نصفح أبدا)». وبرأي ريفلين، فإنه لا يوجد في السياسة الإسرائيلية اليوم أي بديل لنتنياهو، لذلك يرى فيه المشكلة والحل في آن.
من جهته، واصل نتنياهو إرسال مساعديه لمهاجمة أوباما. وهذا ما فعله مع النائب تساحي هنغبي، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الذي اتهم أوباما بتغييب حقائق عن الجمهور. وقال ردا على تصريح الرئيس الأميركي بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعارض الاتفاق، إن «أوباما يعرف أن مصر أيضًا والأردن والسعودية ودول الخليج الأخرى، تعمل ضد هذا الاتفاق، ولكن إسرائيل هي الدولة الشجاعة الوحيدة التي تفعل ذلك علنًا».
وكان الرئيس السابق للموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي)، أفرايم هليفي، قد أدلى بتصريحات حادة ضد نتنياهو قال فيها، إنه إذا تحقق هدف نتنياهو في إجهاض الاتفاق مع إيران، فإنها ستكون حرة في استئناف نشاطها النووي. وأضاف: «على سبيل المثال، فإن منشأة (آراك) التي تم الاتفاق على تفكيكها المطلق، ستستأنف عملية إنتاج البلوتونيوم لإنتاج القنبلة، فيما سيتواصل مسار التخصيب. وبالإضافة إلى ذلك، سينهار نظام المقاطعة الدولي، وستواصل الولايات المتحدة فقط تفعيله، في الوقت الذي ستستأنف فيه روسيا والصين تزويد إيران بالسلاح بكامل الجهد. وستتمكن موسكو من العودة إلى مساعدة إيران على بناء منظومات الصواريخ كما فعلت في السابق. هذا هو الثمن الفوري الملموس، وسيليه ثمن آخر. التوجه المؤثر لرئيس الحكومة إلى يهود الولايات المتحدة، أول من أمس، كي يقفوا في المعركة ضد الرئيس أوباما، يحملهم، عمليا، المسؤولية عن مصير دولة إسرائيل.. فهو يدعو اليهود إلى التصرف بمسؤولية يهودية شاملة من أجل منع الأمر الرهيب: إذا لم يتم إجبار ممثليهم في الكونغرس على إسقاط الاتفاق، فإن إسرائيل ستواجه الخطر الوجودي. أنا أعارض هذا التوجه الأساسي. لا يتحتم على اليهود الأميركيين إنقاذ إسرائيل.. الجمهور والحكومات الإسرائيلية على مختلف أجيالها، هم الذين يتحملون المسؤولية عن مصير الشعب اليهودي».
وأشار هليفي إلى الجهود المصرية والإيرانية في العالم، بهدف مراقبة «النووي الإسرائيلي»، وقال: «ستحتاج إسرائيل إلى دعم راسخ من قبل أوباما في هذا الموضوع على الحلبة الدولية، لأن الكونغرس لن يكون ضالعا في ذلك. في مؤتمر الأمم المتحدة ضد انتشار السلاح النووي، قادت مصر خطوة تدعو إلى فتح نقاش حول إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي. قبل عدة أشهر اتصل رئيس الحكومة بوزير الخارجية الأميركي وشكره على المساعدة الأميركية الحاسمة في إحباط الخطوة المصرية. ولذلك، وقبل أن يتم تضخيم المعركة ضد الولايات المتحدة، من المناسب التوقف قبل أن نعاني في المستقبل».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».